ولد القديس فرمينس في عام 272م بمدينة بامبلونا باسبانيا، وهو ابن سيناتور وثنى يدعى فيرموو كان من وزراء الدولة الرومانية ، وامه كانت وثنية ايضا ، ثم تعمدا فى مدينة نيمس على يد الشهيد القديس هونسطس ، فجد فى تهذيب سيرته وتزيين عقله بالأدب والعلوم . فبرع فى العلوم ومحبة الله ، بحيث انه لما بلغ السنة السادسة عشرة من العمر ، كان يرسله هونسطس إلى النواحى المجاو...رة ليبشر بالانجيل وتعاليم السيد المسيح . وكان كثير من الناس ياتوا اليه ليسمعوه . ثم أن هونسطس لما راى فيه من حسن الاستعداد لنوال درجة الكهنوت ، فرسمه كاهناً . وبعد بضع سنوات ، سيره إلى مدينة تولوزا إلى هونوراتس الأسقف ليضع يده عليه . فنصبه اسقفاً وارسله إلى بلاد الغول ليزيل منها عبادة الأصنام . فمر أولاً على بلاده ليبيع أملاكه ويقسمها على الفقراء . ثم ذهب إلى مدينة آجن واقام فيها مدة . ثم رحل إلى أوبرغ وافحم كهنة عبدة الأصنام وجذبهم إلى الديانة المسيحية . ثم توجه نحو مدينة بوويـس فى بيقردية لما بلغه من خبر اضطهاد المسيحيين الذين فيها . ولم يبال بكل ذلك . بل شرع بنادى جهراً ويهجو اضاليل الوثنيين وهو تائق إلى الاستشهاد . وألظى بحرارته صدور السامعين بحيث ان جانباً صالحاً منهم طلبوا أن يعطوا أعناقهم لأجل الديانة المسيحية . فلما علم الوالي بذلك . أمر على القديس فرمينس بأن يلقى في السجن . ثم قوى الناس على الوالي . وأطلقوا فرمينس الاسقف . فعاد ينذر ثانية بلا خوف وبحرارة بحقيقة وصحة الديانة المسيحية . وأتى بثمر كثير، ثم رحل إلى اميانس ، فلما صار فيها ، أفرغ وسعه فى جلبهم إلى الايمان الصحيح ، حتى أنه فى مدة اربعين يوماً صار عدد الذين تمسكوا بالديانة المسيحية اكثر من ثلاثة آلاف نفس . ومنهم كثيراً من الشرفاء والنبلاء . فلما رأى الحكام الوثنيون ذلك قبضوا عليه وطرحوه في السجن . ثم قتلوه سراً فى السجن خوفاً من المسيحيين ودفنوه فى مكان غير معروف وذلك في عام 303م بأميان فرنسا ، بقى هكذا إلى عهد سلوس . فجد هذا فى استخراجه ووجدانه فأوقفه الله عليه بواسطة آية اظهرها له . فاجتمع الأساقفة والكهنة وعدة من المؤمنين على قبره . وطافوا به باحتفال عظيم في المدينة . وجرت فى تلك الأحداث عجائب وآيات كثيرة باهرة . فلتكن صلاته معنا .