تحت عنوان قصص محظيات وهوانم نظام مصر السابق ، نشر علاء الدين طه ، فقرة خاصة عن إهتمام الرئيس السابق حسني مبارك مع النجمة الشابة منه شلبي ..
كان الكاتب علاء الدين طه يتحدث عن شخصية الوزير أنس الفقي . وفي هذا السياق سجل مايلي :
ومن طقوسه أيضاً التي عرفت بعد الثورة أنه كان يقضي عدة ساعات مع مبارك على الهاتف أو في القصر يخبره فيها بالحكايات السرية والجديدة للفنانين والإعلاميين.. وهو الأمر الذي كشفته كواليس لقاء مبارك الأخير بالفنانين في 28 سبتمبر 2010. كان من الفنانين الحاضرين الدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين السابق، ويحيى الفخراني، وحسين فهمي، ويسرا، ومنى زكي، وعزت العلايلي، ومنة شلبي، ونيللي كريم ومحمود ياسين، بحضور أنس الفقي وزير الإعلام وفاروق حسني وزير الثقافة، وحسب ما نشر رسمياً فاللقاء تطرق إلى عدد من الموضوعات الفنية..
على ان الكواليس التي أكدها الفنانون، أن الرئيس أصر على أن تكون منة شلبي ضمن الوفد.. ورددوا انه كان قبل اللقاء استمع من الفقي لمعلومات كثيرة عن الفنانة الشابة لأنه كان معجباً بها.. واهتمام الرئيس بمنة بصورة خاصة أثار ضيق الفنانين الآخرين، لأن مبارك لم يهتم بهم بقدر ما كان حريصا على الاستماع لمنة شلبي وتوجيه الكلام إليها.. قالوا ان الرئيس كان يعرف كل شيء عن منة شلبي، لدرجة أنه سألها عن أحداث ووقائع حدثت لها ولم تكن معروفة لمعظم الموجودين من الفنانين.
نعود الي الحلقة التي نشرتها القبس تحت عنوان : حكايات وزير «الهانم»
«وزير إعلام الست» أو «وزير إعلام الهانم»، هكذا كان يحلو للمعارضين تلقيب أنس الفقي آخر الوزراء في عصر مبارك. فالرجل ارتبط صعوده بسوزان مبارك، والأهم انه جاء في الفترة التي كان فيها مبارك قد ضعف، و«الهانم» هي الحاكم المسيطر على كل شيء من اختيار الوزراء، الى اختيار الرجال الذين يقفون الى جوار ابنها جمال لتحقيق حلمها في توريث الحكم.
وقد وثقت فيه للدرجة التي قالت عنه في أحد الأيام: «لدي ثلاثة أولاد.. جمال وعلاء وأنس».. فرد هو بنفاق أكبر، أو بعرفان حقيقي لدورها في حياته، بانه تلميذ في مدرسة سوزان مبارك، وهي الجملة التي أغضبت منه المثقفين والسياسيين، وجعلت المنتقدين لحكم العائلة يتصيدون له الأخطاء، ويعتبرون الهجوم عليه «فضيلة» من اجل الهجوم على نظام مبارك.
أنس أحمد نبيه الفقي، هذا اسمه بالكامل كما في البطاقة الشخصية. ولد في 14 أكتوبر 1960 بحارة عقل الشعبية المتفرعة من شارع زعيم زادة بالبحر الأعظم امام كازينو الحمام في الجيزة.
والده كان موجهاً للغة العربية. أنجب سبعة أطفال أحدهم أنس الفقي، كلهم نالوا حظاً من التعليم العالي، وتميزوا بالذكاء والموهبة والشهرة في تخصصاتهم.. إلا أن أنس تعثر في التعليم، فحصل على الثانوية العامة بمجموع ضعيف، ما جعله يسافر الى السودان ليلتحق بكلية التجارة بالخرطوم.
بعد عام عاد الى القاهرة ليحول أوراقه الى تجارة القاهرة، وتخرج من الكلية بتقدير متواضع. وعلى الرغم من ذلك لم تكن في رأسه فكرة أن يعمل موظفاً وكانت طموحاته كبيرة.. كان يريد أن يصبح مشهورا وعظيماً.. فتخبط وبدأ حياته بالانتماء الى فرقة رضا للرقص الشعبي. ظهر راقصاً على تابلوهات ورقصات رضا الشهيرة التي بهرت العالم، وفي هذه الفترة راجت غرامياته مع فتيات الرقص الشعبي.. لكنه سرعان ما ترك الفرقة بسبب ضعف العائد المادي من الرقص.
ميلاد جديد
في عام 1987 كان على موعد مع ميلاد جديد له حيث قرر العمل في إحدى الشركات التي تطبع وتنشر الموسوعات المتخصصة في الطبخ وفي العلاقات العامة وفي التاريخ والجغرافيا وفي الزهور والفلك.. كانت سوق هذه الموسوعات رائجة للغاية، فحقق من ورائها مكاسب سريعة جعلته يستقل بعمله. ثم قرر التوسع بنشر كتب الأطفال وحكايات ما قبل النوم التي راجت، فكانت بوابة التعارف بينه وسوزان مبارك، والطريق الذي سيصل به الى الصعود السريع ليكون أصغر وزير إعلام في تاريخ مصر حيث تولى المنصب وعمره لم يتجاوز الأربعة والأربعين عاماً.
رحلة الصعود
تاريخ تعارفه بسوزان مبارك غير محدد.. في رواية يقال ان مكتبه كان الى جوار احدى الدور المتكاملة للرعاية التي كانت ترأسها سوزان مبارك، فتقدم متطوعاً بها ليتعرف على سوزان مبارك، ثم تبرع بمبلغ 25 ألف جنيه لجهود السيدة الأولى في هذه الجمعية، فالتقطته عينها، وقررت تصعيده.
وفي رواية أخرى أنه اختير ضمن لجنة لإخراج فكرة موسوعة للطفل التي أطلقتها سوزان مبارك.. واقترح في الاجتماع تسميتها بموسوعة سوزان مبارك للطفل، وهو ما نال استحسانها، لكنها رفضت اقتراحه حتى لا يوجه أحد إليها النقد.
وفي رواية أخرى أن قيمة الموسوعة التي طبعها للطفل كانت مليون جنيه، وعندما وصله الشيك الحكومي عن طبعه للموسوعة، رده لسوزان، معلناً أنه متطوع لهذه المهمة الجليلة فنال إعجابها، وسعدت به.
ابن البيت
في هذه الفترة توطدت علاقة أنس بسوزان مبارك وابنيها، وعلى الأخص جمال. فقد سافر بحكم عمله لفترة الى لندن، فتعلم اللغة الإنكليزية بطلاقة.. وحسب روايات المقربين منه كان يحضر الهدايا الثمينة لسوزان وجمال وعلاء.. واعتبر احد أبناء البيت لأنه كان قريب السن من جمال.
وفور استقراره بمصر رشحته سوزان مبارك لوزير الثقافة فاروق حسني من أجل إسناد مهمة له بوزارة الثقافة تستفيد من مواهبه، فوضعه في قطاع قصور الثقافة مشرفاً على المطبوعات، ثم رئيساً لقصور الثقافة بعد أشهر في عام 2002.. وهو ما جعله ينهي عمله الخاص بالموسوعات ويتفرغ للوظيفة الحكومية محيطاً نفسه بمجموعة أطلق عليها مجموعة تطوير الثقافة في مصر. ولم يمر عامان حتى تم تعيينه وزيراً للشباب والرياضة عقب فضيحة حصول مصر على صفر في تنظيم مونديال 2010 بتصويت أعضاء الفيفا.. كأن الأحداث كانت تتآمر لتضع هذا الرجل في دور أكبر، فلم تمر عدة أشهر أخرى حتى أُتي به في وزارة الإعلام عقب الدكتور ممدوح البلتاجي، الذي فشل في إدارة الوزارة بعد صفوت الشريف، وتآمر عليه الجميع، حتى اصيب بنزيف في المخ وسافر الى فرنسا للعلاج. وفور عودته من العلاج كان القرار الذي اتخذته سوزان مبارك مع ابنها جمال إقالة البلتاجي، وتعيين أنس الفقي وزيراً للإعلام.
قلب الرئيس
لم يضف انس الفقي جديداً على وزارة الإعلام، لكنه حوّلها الى إعلام لخدمة مشروع توريث جمال مبارك الحكم.. والغريب أنه نجح بمهارة في أن يمتلك قلب الرئيس مبارك شخصياً دون وسيط من أحد، ولخدمة اهداف الحزب الوطني المنحل. وكان الوزير الوحيد الذي يستطيع ان يذهب الى القصر الجمهوري ويزور العائلة دون سابق موعد، ليشارك في الطعام وفي الحكايات وفي إدارة الدولة، وفي الوقت نفسه وطد علاقاته بكل رجال الأعمال.. وحسب أحد البلاغات التي حققت فيها النيابة العامة، وتأكدت صحتها بعد الثورة، فان أنس الفقي حصل على ساعة ذهبية ثمينة من رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى من أجل أن يظهر في التلفزيون لكي يدافع عن نفسه بمجرد أن شاعت أخبار تورطه في قضية مقتل اللبنانية سوزان تميم.