منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 09 - 2020, 11:17 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,437

الموسيقى والألحان القبطية


حين دخل مارمرقس مصر ومعه بشارته بالمسيح كان المصريون شعباً في أعلى درجات الحضارة الإنسانية
مما جعل المسيحية في مصر لها عمق أخر
، فالرب يسوع قال "أتيت لتكون لهم حياة ويكون لهم أفضل" (يو 10: 10).
وهذا يعني أنه هناك أشياء جيدة في البشرية باستنارة
وعمل روح اللـه الذي لم يفارق البشر حتى بعد السقوط
، ولكن كان يحتضن الوجود ويدبر الخير ويعتني بالكون بل ويعطي استنارة لمن يرفع وجهه نحو السماء.
هكذا رأينا في العهد القديم يستخدم الشعوب في التدبير الإلهي مثل استخدامه لفارس في رجوع الشعب وبناء الهيكل في القرن السادس قبل الميلاد. وهكذا كانت الحضارة المصرية لها عمق خاص في مسيحية مصر، ومن ضمن العناصر التي نراها بوضوح الموسيقى والألحان فقد اكتشف القدماء المصريين أن الكون كله هو عبارة عن سيمفونية موسيقية أبدعها الخالق فاكتشفوا أن لحركة الكواكب موسيقى وسجلوا هذا وعزفوها فيما يسمى السلم الموسيقي الخماسي لأنهم في تلك الأزمنة كانوا مكتشفين خمسة كواكب فقط.
ثم بعد أن اكتشفوا الكواكب السبعة عزفوا السلم الموسيقي السباعي
بل وضعوا لكل كوكب حرف موسيقي يرمز به في النوتة الموسيقية.
واكتشفوا أيضاً أن كل ساعة من ساعات النهار والليل لها ذبذبة معينة
وموسيقى يمكن أن تعزف، وأن حركة الكون وساعات الزمن تؤلف موسيقى دائمة
يمكن أن تسجل في نوتة موسيقية فاخترعوا الهارموني الموسيقي من حركة الكون
. والعلم الحديث يضيف ويقول إن كل جسم له ذبذبة موسيقية،
بل أن كل خلية لها ذبذبة معينة وحين تتلف الخلايا أو تمرض تفقد هذه الذبذبة،
ويمكن علاجها باستعادة تلك الذبذبة الموسيقية. ومن هنا نشأ علم العلاج بالموسيقي.
ويقول المؤرخ دمتريوس الفالروني عام 257ق.م وهو أيضاً أحد أمناء مكتبة الإسكندرية ولم يكن مصرياً:
"أن كهنة مصر كانوا يسبحون الإله من خلال السبعة أحرف المتحركة التي كانوا يأخذون في الغناء بها فينتج عنها ألحان عذبة". بل اكتشفوا أيضاً أن هناك ارتباط بين الموسيقي والألوان وكانوا يعلموا كل الأطفال الموسيقي وهو في سن الثالثة عشر من عمره لمدة ثلاثة سنوات.
ويقال إن فيثاغورس وأفلاطون تعلموا الموسيقي في مصر ويقول أفلاطون في كتاب القوانين: "الإغريق تعلموا الفن والموسيقي من المصريين القدماء"، ويقول الفرنسيين في كتاب وصف مصر: "أن موسى تلقى في مصر كل علوم المصريين واكتسب الشعر والأغنيات الجميلة منهم حتى أن موسى النبي وأخته مريم سبحوا بنفس الطريقة المصرية القديمة وهم خارجين من أرض مصر".
وكان القدماء ينشدون ويعزفون الموسيقي كل يوم وأثناء الاحتفالات ومن هنا صارت الموسيقي والألحان أيضاً أحدي سمات فالكنيسة القبطية الكنيسة أخذت ألحانها من ثلاثة مصادر:
أولاً المزامير، وأصل فكرة نقلت إلى العبادة اليهودية من موسى النبي التي تعلمها في مصر. إلا أن أهم تراث موسيقي روحي هو المزامير التي كتبها داود النبي وكان بينه وبين موسى النبي فترة كبيرة حدود 400 سنة أي أنه لا يوجد مقارنة بين مزامير داود وأي تراث مصري قديم، وكان داود النبي موسيقار عظيم صنع ألحاناً روحية للمزامير صارت أيضاً ميراثاً للمسيحية إذ سبح بها رب المجد أيضاً. والكنيسة القبطية أخذت منها بعض الألحان، ويقال إن موسيقى الهوس الأول والثاني موسيقى يهودية انتقلت من الآباء الرسل إلى مصر كما انتقلت أيضاً عن اليهود المصريين الذين صاروا مسيحيون.
ثانياً الألحان المصرية القديمة: والحقيقة أن ألحان المناسبات الكبيرة غالبتها ألحاناً مصرية قديمة، مثلاً يقول فيلون في القرن الأول: "أن جماعة المسيحيين الأولين قد أخذوا الحان مصرية قديمة ووضعوا لها نصوص مسيحية وكانوا يتعبدون بها"

وعلى سبيل المثال لحن غولغوثا هو نفسه لحن دفن الفرعون بعد فترة التحنيط ولكن الكنيسة وضعت له كلمات مسيحية على هذا اللحن الرائع الذي كان يصف حالة الحزن والقوة لما يناسب الملك الذي يدفن. ولحن "بيك ثرونوس" النصف الأول كان يقال في وفاة الفرعون والنصف الأخر عند تنصيبه ملك، لذلك اللحن به نقلات من الحزن إلى الفرح وهو لحن غني جداً بالمشاعر وينتقل من الحزن إلى الفرح.
واللحن السنجاري هو لحن مصري قديم، وسنجار هي بلد في محافظة الغربية وكانت من أيام رمسيس الثاني وكانت أبرشية مهمة حتى القرن السادس عشر إلى أن حدث فيضان وأغرق المدينة، ولكن الكنيسة تحتفظ بلحن مصري قديم انتقل من هذ المدينة وسمى باسمها.
واللحن الأدريبي من أدريب وهي مدينة في سوهاج، ويقول هيرودوت: "أن طابع الحزن والشجن في الموسيقى الفرعونية نشأ منذ أن كان مينا موحد القطرين توفى ابنه فصنعوا له ألحان حزينة خاصة بوفاته وكانت تتردد في شوارع مصر كلها"، وغالباً هذا هو أصل اللحن الأدريبي.
وكانت مدرسة الإسكندرية اللاهوتية التي أسسها مارمرقس بها قسم خاص بالموسيقى، والقديس إكليمندس السكندري كان موسيقار وكتب وألف ألحان كثيرة. والبابا أثناسيوس هو من ألف لحن أمونوجنيس ويقال إنه مأخوذ من ألحان فرعونية والبابا أثناسيوس أعاد تنظيمه وصنع له نوتة موسيقية. فالكنيسة أخذت ألحان من الفراعنة ثم أضافت عليها مدرسة الإسكندرية ألحاناً أخرى كنسية سواء في المناسبات أو القداسات أو التسابيح اليومية إلى القرن الخامس.

ويقول الفيلسوف فيلون: "أن المسيحيون في مصر لا يقضون وقتهم إلا في تأملات ويألفوا الأغاني والترانيم الروحية ويعلمونها للشعب ليصلوا بها". وكان هذا في القرن الأول.
وحينما ذهب السبعة رهبان من مصر ليبشروا إيرلندا أخذوا معهم قيثارة فرعونية وعلموهم الألحان المصرية والعبادة بهذه الألحان، وعلموهم التسبيح بالموسيقى، إلى اليوم القيثارة المصرية موجودة في متاحف إيرلندا.
والقديس يوحنا ذهبي الفم حين زار مصر قال: "إذا أوتيت أن تزور صحراء مصر فسوف ترى هذه الصحراء وقد صارت أفضل من فردوس. حيث يوجد عشرة آلاف خورساً من الملائكة التي تسبح وتستطيع أن تسمعها".
فالكنيسة القبطية ورثت ألحان من الأجداد بحضاراتهم القبطية، وصاغت ألحان جديدة، وأخذت المزامير من تسابيح اليهود لتقدم للعالم كله صورة موسيقية تعبيرية عن الإيمان والحياة المسيحية.

ولم يقف الإبداع الموسيقي عند القرن الخامس بل التاريخ يذكر أن أحد الأساقفة يدعى نيبوس في القرن الرابع صاغ ألحاناً ووضعها في الكنيسة، كما انتقلت إليها أيضاً ألحاناً وموسيقى من أماكن أخرى وجدتها الكنيسة لها عمق روحي فصارت تصلي بها في كنيستنا القبطية، مثل القداس الإغريغوري وهو مأخوذ من الكنيسة البيزنطية قبل الانشقاق.
ولكن ظلت كنيستنا تحافظ على تراثها وما أخذته من الأجداد ولدينا قناعة أن الألحان لا يمكن أن تتغير وكان هناك شعور دفين أن تراثنا هو هويتنا فلم نقبل نهائياً أن نفرط لا في ألحاننا التي تعبر عن إيماننا، فالألحان والتسابيح كانت أحدي صور تثبيت الإيمان والعقيدة ونقلها من أفواه اللاهوتيين إلى عقول وأفواه الشعب بحفظهم لتلك الألحان والتسابيح التي تحوي على نصوص لاهوتية إيمانية. ففي القرن الخامس وجد البابا كيرلس عمود الدين أن هرطقة نسطور بدأت تدخل وسط الناس فألف الثيؤطوكيات وكانت بألحان عذبة، وقبل منه البابا أثناسيوس حينما وجد أن أريوس يستخدم الألحان حتى ينشر هرطقته، فنظم ألحاناً وأدخلها الكنيسة. لذلك يشعر الأقباط أن الألحان هي هويتنا وإيماننا لذلك نتمسك بها جداً ويسلمها جيل إلى جيل بكل دقة.
ويعرض في معارض بارك-بيرنت في نيويورك ستة ورقات جلدية يرجع تاريخها إلى حوالي القرن الخامس مكتوبة باللغة القبطية الصعيدية وهي ألحان كنسية لكن أهميتها أنها فوق كل كلمة مكتوب لها موسيقى بألوان مختلفة وأمام أول
كلمة مكتوب لفظ "هيتس" يعني بداية، وفي نهاية الكلمة "يدكوك" يعني النهاية، وفي المنتصف دوائر مكتوب عليها "سبو" أي الزمن الموسيقي. وشمال الورقة مكتوب "شوسيت" أي المقام الموسيقي، أي هذا اللحن على مقام كذا، هذا يعكس اهتمام الكنيسة البالغ بالموسيقي وتدوينها بكل دقة.
ويقولوا إن الأقباط ورثوا نفس العلم الموسيقي من أجدادهم. وقد تكون هناك ألحاناً فقدت ولكن هناك من دونوا الموسيقي مثل الأستاذ راغب مفتاح الذي أفنى عمره كله وثروته كلها حتى يدون الألحان القبطية وقد ذهب إلى ألمانيا لكي يدرس الزراعة فدرسها ثم درس الموسيقى واستطاع عام 1927م أن يحضر إلى مصر علماء موسيقى من إنجلترا والمجر وإيطاليا لكي يدونوا الموسيقى القبطية، وأحضر أيضاً المعلم ميخائيل البتانوني الذي كان يردد الألحان وهم يدونوا الموسيقى كنوتة موسيقية.
وسنة 1967م سجل القداس الباسيلي على سبعة أسطوانات وعلق عليها أساتذة من كاليفورنيا وضبطوا مقامتها.
بجانب عزيز سوريال عميد الكلية الأكليريكية في الدراسات الشرقية بجامعة يوتا بأمريكا الذي أصدر أول موسوعة قبطية وكتب عن الموسيقى.
وهناك قصة رائعة ذكرها "ويل ديورانت" سنة 1954م في كتابه قصة الحضارة: «أن الإله تحوت عندما أعلم الفرعون تحوتمس بفن الكتابة، شجب الملك الصالح هذا الفن كعدو للحضارة قائلاَ «الأطفال الصغار الذين أجبروا على البذل والاجتهاد لتحصيل العلم والحفظ عليه لن يجتهدوا بعد ذلك وسيهملون استعمال ذاكراتهم»، فقال له: سنجعل الذين يحفظون الألحان هم من فقدوا عيونهم".

ومن هنا وإلى اليوم تنتقل الألحان القبطية عن طريق معلمين الكنائس هم الذين فقدوا البصر كما أوصى المصريون القدماء، وكانوا يطلقوا عليهم بالقبطي "رفتي أسبو" أي الذي يعطي العلم وإلى اليوم يطلق عليه المعلم أو العريف، إلى هذا الحد الألحان كانت الألحان موضع اهتمام الكنيسة.
في بعض المخطوطات وجدوا حركة اليد للموسيقى أن اليد الشمال تحفظ الوزن واليد اليمين يقود بها هذا الكلام في المعابد وبنفس الطريقة كان المعلمين يسلموا الألحان التي يسموها "التشرنومي" من خلال يده يسلم الألحان. ألحاننا هي تراثنا وهي أيضاً حضارتنا.
ولم تكن الألحان مجرد موسيقى ولا إنشاد ديني ولكنها كانت شعور دائم للأقباط أنها تماثل ألحان السماء التي وصفها ماريوحنا في سفر الرؤيا لذلك يرددها الأقباط إلى اليوم بخشوع وتقوى كأنهم في السماء حقيقة.
لإلهنا كل مجد وكرامة إلى الأبد آمين
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الموسيقى القبطية موسيقي عظيمة
الكنيسة الأنجيلية تبدأ صلوات الجمعة بالترانيم والألحان
السيد المسيح فى التسبحه والألحان - الأنبا رافائيل
الموسيقي القبطية
الموسيقى القبطية


الساعة الآن 08:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024