رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
محاولة قتل يسوع
آ1. وكان لمّا أكملَ يسوعُ هذا الكلامَ قال لتلاميذِه. إنَّ المخلِّص لمّا أكمل وظيفة التعليم ابتدأ يُعدُّ نفسه لإكمال وظيفة الفداء. فإنَّه بعد أن أنهى كلامه الأخير في خراب أورشليم ونهاية العالم ويوم الدينونة والسهر والرغبة في الأعمال الصالحة، تنبَّأ على آلامه لئلاّ يظهر أنَّه يجهل ما تنبَّأ قبلاً أيضًا عليه، ولئلاّ يشكِّك تلاميذه بموته ويظنُّوا أنَّه تألَّم مجبَرًا أو غير عالم بآلامه قبلاً. آ2. لقد عرفتُم أنَّ بعد يومين يكونُ الفصح وابنُ الإنسانِ يُسلَمُ ليُصلَب. بعد يومين أي في اليوم الخامس عشر من الشهر الأوَّل، إذ يذبح مع الخروف الفصحيّ حمَلُ الله الحامل خطايا العالم. وكان من تقليدات اليهود أنَّ الماسيّا سوف يفتدي الشعب الإسرائيليّ في مثل اليوم الذي أخرجه الله فيه من مصر، كما شهد أغوبينوس* وغيره. وقد قال المخلِّص هذا القول يوم الثلثاء عند المساء، إذ كان يبتدئ يوم الأربعاء، بحسب تقسيم اليهود لليوم الشرعيّ نظرًا إلى الأعياد من المساء إلى المساء. فيكون قوله "بعد يومين" معناه بعد الأربعاء والخميس عند بداية يوم الجمعة مساءً إذ كان الفصح. ومعنى الفصح بالعبرانيَّة المرور والاجتياز، أي اجتياز الملاك الذي ضرب أبكار المصريّين مجتازًا بيوت العبرانيّي،ن وهي بالعبرانيَّة بالسين وأمّا بالسريانيَّة فبالصاد، وعلى ذلك يكون معنى الفصح السرور والابتهاج. فعيد الفصح كان ولم يزل عيد الفرح والمسرَّة. آ3. فاجتمعَ وقتئذٍ، أي في الثالث عشر من نيسان يوم الأربعاء، صباح النهار الذي كان المسيح في مسائه تنبَّأ على آلامه، عظماءُ الكهنةِ والكتبةُ ومشايخُ الشعب، أي ولاته المدنيّون، إلى دارِ عظيمِ الكهنةِ المدعوِّ يوسف قيافا. وكانت غاية اجتماعهم القبضَ على يسوع وقتلَه، ولهذا لمّا عرف يهوذا ذلك مضى فباعهم المخلِّص بثلاثين من الفضَّة. ولحصول هذا التشاور وبيع المسيح يوم الأربعاء، اعتاد المسيحيّون القدماء أن يصوموا يوم الأربعاء، كما شهد القدّيس أغوسطينوس* في رسالة 86 وتاوافيلكتوس* وفيكتور الأنطاكيّ* في مر 14: 1-2. بل إنَّ أهل بولونيا وهولاندا وأكثر الشرقيّين كانوا ولم يزالوا حتّى الآن يمتنعون من الزفر يوم الأربعاء، لأنَّ جسد المسيح بيع في مثل هذا اليوم. ثمَّ إنَّ المخلِّص توجَّه يوم الثلاثاء مساءً إلى بيت عنيا كعادته، ولم يعد إلى أورشليم إلاّ يوم الخميس مساء لأكل الفصح، كما ارتأى ينسانيوس* وملدوناتوس* وغيرهما. آ4. وتشاوروا على يسوع ليُمسكوه مكرًا ويقتلوه. مكرًا يعني خفية وبالحيلة، لئلاّ يُفلِتَ من بين أياديهم كما فعل مرّات، أو لئلاّ يخطفه الشعب منهم لاعتبارهم إيّاه. آ5. وقالوا لا في العيد، أي عيد الفصح، لئلاّ يصيرَ السجسُ في الشعب، الذي كان يجتمع من كلِّ فجٍّ إلى العيد. فلم يمتنعوا عن قتله في العيد إجلالاً للعيد، بل خوفًا من الشعب. وقد غيَّروا رأيهم بعد قليل إذ استسنحوا الفرصة بواسطة خيانة يهوذا الدافع. فهذا التلميذ بل الرسول والخازن عند المسيح، قد رغب في تسليم سيِّده لما يأتي. آ6. ولمّا كان يسوعُ في بيتَ عنيا. إنَّ هذا الأمر كان حدوثه قبل هذا الوقت في اليوم السادس قبل الفصح أي يوم السبت، مساء الأحد الذي دخل فيه إلى أورشليم راكبًا الأتان. وذكره متّى هنا تمهيدًا لذكر خيانة يهوذا، وذلك يظهر من يو 12: 1 حيث روى أنَّ يسوع جاء إلى بيت عنيا قبل ستَّة أيّام الفصح، فصنعوا له هناك وليمة في بيتِ سمعانَ الأبرص. ارتأى بعضهم أنَّ الأبرص اسم عائلته كبيت الأعرج وغيره، وقال غيرهم إنَّه دُعي الأبرص لأنَّه كان أبرصَ حقيقة وشفاه يسوع حينًا ما من برصه. وكان على وليمة، وكانت مرتا إحدى أقارب سمعان أو جارته تخدم على الوليمة. |
|