رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خط الرئيس الفرنسي الأحمر يحبط مشروع أردوغان
يبدو من الواضح أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قرر تصعيد المواجهة مع تركيا في شرق البحر المتوسط، حيث تدعم فرنسا اليونان وقبرص في نزاعهما مع أنقرة بشأن احتياطيات الغاز الطبيعي والحدود البحرية. وبحسب موقع "وورلد بوليتيكس ريفيو" الأمريكي، أمر ماكرون بتعزيز القوات البحرية والجوية الفرنسية في شرق المتوسط في منتصف أغسطس الماضي، ردًا على تعدي سفن تنقيب تركية على المياه القبرصية، ثم أعلن أنه يتبع "سياسة خط أحمر" في البحر المتوسط كي يكون واضحًا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن التحركات الفرنسية ليست من قبيل التهديد الأجوف. وبالرغم من أن التعزيزات التي أمر بها ماكرون لم تكن كبيرة الحجم، حيث اقتصرت على مقاتلتين إضافيتين من طراز رافال وفرقاطة إضافية، فإن الغرض منها كان سياسيًا بالأساس، وهو توصيل رسالة لتركيا مفادها أن فرنسا مستعدة للمضي إلى صدام عسكري مباشر إذا لزم الأمر لوقف التحركات التركية المنفلتة في شرق المتوسط. وأضاف الموقع أن أردوغان ينظر بكثير من التوجس والارتياب إلى فرنسا، فوفقًا للرواية القومية العثمانية الجديدة التي يروج لها تصبح دول الغرب شركاء غير جديرين بالثقة يسعون إلى منع عودة تركيا المشروعة كقوة إقليمية. وتنظر فرنسا أيضًا إلى وجودها العسكري طويل المدى في البحر الأبيض المتوسط كعنصر مهم في استراتيجية الدفاع والأمن الوطنية، وأجرت البحرية الفرنسية مجموعة متنوعة من التدريبات المشتركة مع البحرية اليونانية والقبرصية، بالإضافة إلى شركاء إقليميين آخرين، خلال العامين الماضيين. وفي مايو 2019، وقعت باريس ونيقوسيا اتفاقية تسمح باستضافة سفن البحرية الفرنسية في قاعدة ماري البحرية القبرصية. ودخلت اتفاقية تعاون دفاعي جديدة وقعتها فرنسا وقبرص في عام 2017 حيز التنفيذ الشهر الماضي. وأوضح الموقع أن أردوغان تبنى عقيدة بحرية أكثر صرامة وقومية تُعرف باسم "الوطن الأزرق"، والتي تهدف إلى حماية مصالح أنقرة البحرية في البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجه والبحر الأسود، ومثار القلق في باريس وأثينا وعواصم أوروبية أخرى هو أن تركيا تهدف إلى الاستفادة من قوتها البحرية لفرض نظام جديد في شرق البحر المتوسط، وتحويله إلى ما يسميه بعض المسئولين "بحيرة تركية". وأخيرًا وليس آخرًا، يجب تذكّر أن ماكرون قد راهن في مسعاه لرئاسة فرنسا جزئيًا على وعده بتعزيز الاتحاد الأوروبي وتعزيز "استقلاليته الاستراتيجية". ومن هذا المنظور، فإن الوجود التركي غير المنضبط على الأطراف المباشرة للاتحاد الأوروبي من شأنه أن يقنع العالم، والعديد من المتشككين في أوروبا بأنه لا يمكن الاعتماد على الاتحاد الأوروبي باعتباره جهة فاعلة جيوسياسية شرعية. وتابع الموقع أن هناك مؤشرات على أن حملة ماكرون للرد على عدوانية تركيا في شرق البحر المتوسط بدأت تؤتي ثمارها في بروكسل، ففي 28 أغسطس حذر جوزيف بوريل، منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، أنقرة من أنها قد تواجه عقوبات اقتصادية إذا فشلت الجهود الدبلوماسية في نزع فتيل التوتر في شرق المتوسط قبل قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة في 24 سبتمبر. وختم الموقع بالقول إن أعضاء الاتحاد الأوروبي يتجهون تدريجيًا إلى تبني وجهة نظر ماكرون القائلة بأن الدبلوماسية بدون خيار قوة موثوق به هي مضيعة للوقت. هذا الخبر منقول من : صدى البلد |
|