رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس بطرس كلافر الكاهن
ولد بطرس كلافر في قرية ڤيردو بالقرب من مدينة برشلونة فى إسبانيا شهر يونيه عام 1580م . عاش أيّام طفولته بالرّيف، يتأمّل جمال الطبيعة وعظمة قدرة الخالق. فنَمَت الدعوة في نفسه ببطء كما تنمو الحبة بباطن الأرض. وفي سن الثالثة عشرة، عزم على أن يصير كاهنًا، ليخدم الفقراء ويمنح الأسرار المقدّسة لمن يحتاج إليها تعرّف بطرس إلى الآباء اليسوعيّين وهو يدرس في جامعة برشلونه، ...فأحبّ حياتها، وفَتَنَتْه رسالتُهم، وطلب الانضمام إليهم. فوافق الرؤساء على طلبه، وأرسلوه إلى دير الابتداء، وبعد أن أبرز نذوره الرهبانيّة، سافر إلى جزيرة مايوركا ليدرس الفلسفة . وكان الأخ ألفونس رودريغز اليسوعيّ يعيش في تلك الجزيرة ويعمل بوّاباً في مدرسة الرهبنة اليسوعيّة. وكان بطرس كلاڤر قد سمع أشياء كثيرة عن تقواه وقداسته وإلمامه في الإرشاد الروحيّ. فجعل يتردّد عليه. ويسمع إرشاداته ويدوّنها في كرّاسه الذي لم يفارقه طوال أيام حياته. وعُقدت بين الاثنين صداقة حميمة، فكانا يلتقيان يوميًّا للتحدّث في الأمور الروحيّة. وقد لاحظ الأخ ألفونس اشتياق بطرس للقداسة، ورغبته الشديدة في القيام بأعمال عظيمة لمجد الله الأعظم، فحدّثه عن العالم الجديد، أي القارّة الأمريكيّة المكتشفة حديثاً، عن أعمال المرسلين البطوليّة هناك، وقال له وقتئذ: “إنَّ بلاد رسالتك هي العالم الجديد، وهي رسالة عظيمة. فيا بنيّ الحبيب بطرس، لماذا لا تذهب أنت أيضًا إلى هناك، وتجمع شمل نفوس التائهين لأجل المسيح؟ وشعر بطرس، حين سمع هذا الكلام، بنار تتأجّج في داخله، وصلّى على هذه النيّة ليلي نهار، ثمَّ كتب إلى رئيسه الإقليميّ رسالة طلب منه فيها أن يرسله إلى العالم الجديد . وافق الرئيس على طلب بطرس، وفي 15 أبريل1610، رست سفينه سان بيير في ميناء كارتاجينا الكولومبيّ . وبدأ يهتم بالعبيد الذين كانوا يخطفون وينقلون من إفريقيا الى القارة الجديدة ، كرس بطرس كلافر لهم حياته كلها ولقب نفسه بخادم الزنوج الدائم . اهتم هذا القديس بغذاء المستعبدين وعلاجهم بسبب ما كانوا يعانونه من الظلم والإهمال ، وغمرهم بعطفه . بشر الوثنيين منهم بالإيمان المسيحي وعلمهم الفضائل الإنجيلية وساعدهم على اكتشاف الحرية الحقيقية التى تنبع من كونهم ابناء الله . قام بإعطاء سر المعمودية لأكثر من ثلاثمائة الف شخص . اجتاح وباء الطاعون مدينة كاراتاجينا والمناطق التي تجاورها، فهبّ الأب كلاڤِر لإغاثة المصابين، غير عابئ بخطورة الإصابة بالعدوى. وإذ كانت حياته كلّها تماثلاً مع المتألّمين، أصيب بالطاعون، ولزم الفراش. وعجز تماماً عن سماع الاعترافات وإحياء القدّاس. وحيث إنَّ آباء الدير انشغلوا في إسعاف المصابين، ومات كثير منهم بهذا الداء، استأجروا له عبدًا ليخدمه. فأساء العبد معاملته، وكان يضربه ويشتمه، ويتناول جزءًا كبيرًا من طعامه، وهو يتحمل ذلك بصمت، ويصلّي إلى الله، فيقول: “لتكن آلامي يا ربّ كفّارة عن خطايا بنيّ البشر تجاه السود المساكين ." وساء حاله كثيرًا، فنال سرّ مسحة المرضى. وعَلِمَ سكّان كارتاجينا بالنبأ، حضر آلاف العبيد والأسياد لزيارته. وتوفي الأب كلاڤِر يوم 8 سبتمبر 1654، وعندما أنتشر في المدينة نبأ وفاة الذي صيرّ نفسه عبدًا من أجل الملكوت، تجمّع العبيد أمام بوّابة الدير، وكانوا يبكون بكاءً شديدًا، ويقرعون صدورهم، ويصرخون بصوت عالٍ: “مات صديقنا الغالي . أعلن البابا ليون الثالث عشر الأب بطرس كلاڤِر اليسوعي قديسًا يوم 15 يناير 1896. وفي سنة 1896 أعلنه نفس البابا شفيعاً للرسالة لدى العبيد . فلتكن صلاته معنا . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يحتاج الكاهن موقف بطرس”كلمة الحب” |
صورة القديس بطرس كلافر الكاهن |
القديس بطرس يوليانس إيمار الكاهن |
من اقوال القديس إيسخيوس الكاهن |
القديس تيجريوس الكاهن |