كيف ساهم الحجر الصحي في انتعاش سوق الحواسيب الشخصية؟
انتشرت الهواتف المحمولة على نطاقٍ واسع وتطورت بوتيرة متسارعة خلال الأعوام الماضية، وأصبحت تستخدم في الكثير من المجالات، فمن خلال هذه الهواتف، أصبحنا قادرين على تصفح الإنترنت بسهولة واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي ومشاهدة الأفلام والكثير من الأمور الأخرى، ساهم ذلك في خفض الطلب على أجهزة الكومبيوتر الشخصية بشكلٍ عام.
تشير البيانات والأرقام المتعلقة بشحنات الحواسيب الشخصية إلى انخفاض الطلب عليها منذ عدة سنوات، مما تسبب في ضغط كبير على الشركات المصنعة لهذه الحواسيب، خاصة بعد دخول العديد من الشركات للمنافسة في هذا المجال، إذ أصبحت شركة غوغل تصنع حواسيبها التي تعمل بنظام التشغيل كروم أو إس، كما طرحت الشركات الصينية مثل هواوي وشاومي حواسيب جديدة بأسعار منافسة.
إلا أن عام 2020 كان مختلفا عن كل الأعوام السابقة، ففي بداية هذا العام انتشر وباء كوفيد-19 في كل أنحاء العالم، ما دفع الدول إلى فرض حجرٍ صحي وإلزام السكان بالبقاء في المنزل، وعلقت معظم المدارس والجامعات والشركات أعمالها خلال فترة الحجر، ما دفع ملايين الناس إلى العمل عن بعد، كما بدأت أغلب المؤسسات التعليمية باعتماد التعليم الإلكتروني وبث الدروس عبر الإنترنت. ما أدى إلى زيادة الطلب على الحواسيب الشخصية لأول مرة منذ سنوات.
بشكلٍ عام، ازداد الطلب العالمي على الحواسيب بنسبة 11.2 بالمئة خلال هذا العام، هذا الرقم يشكل انتعاشًا حقيقيا للشركات المصنعة، لكن الخبراء والمحللين يشيرون إلى أن هذا الانتعاش سيكون مؤقتًا، ومن المتوقع أن ينخفض الطلب من جديد بعد انتهاء فترة الإغلاق.
يتوقع محللون أخرون أن أرقام المبيعات الفعلية تفوق الأرقام المسجلة، فهناك الكثير من تجار التجزئة الذين لديهم كميات كبيرة من الحواسب ويقومون ببيعها حاليا، وأرقام مبيعاتهم هذه غير معروفة، وما يتم تسجيله هي الطلبات التي تتم مباشرةً مع الشركات المصنعة للحواسيب فقط.
يبدو أن الطلب المتزايد على الحواسيب الشخصية سيساعد في زيادة أرباح شركات البرمجيات أيضًا، وخاصةً شركة مايكروسوفت التي تطور نظام التشغيل ويندوز الذي تعمل به معظم الحواسيب حول العالم، بالإضافة إلى حزمة البرمجيات المكتبية مايكروسوفت أوفيس.