رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قالوا لنا ، الجيل الاول في الكنيسة ، أنّك حينما رُسِمتَ علي مذبح كنيسه مارجرجس اسبورتنج سنه 1967 كانت عظتك الاولي عن آية في سفر القضاة أصحاح 13 " فَقَالَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ : لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي وَهُوَ عَجِيبٌ ؟ " تكلَّمتَ فيها عن اسم المسيح وأعماله لأنّه عجيب ، وأدركَ الشعب فورًا أنّ الذي اختاره أبونا بيشوي هو على نفس أرضيّة أبونا بيشوي وأبونا تادرس ... اسمح لي يا أبي أنْ أستخدم نفس الآية ، لأنّ الحقّ يا أبي أنّ اسمَ الله عجيبٌ فيك ... 1- عجيبٌ هو الروح القدس في حياتك ... كُنّا نتابع أحداث مرضِكَ ... كُنّا نعرف أنّك تأخذ كيماوي وكان يتعبك جدًا ، وتوقَّفَتْ الزيارة ... ولكن في يومين اتفق مجموعة من أولادك علي الذهاب في زيارة ، البعض ليوم وآخرون ليومين أو ثلاثة ، كُنّا سبعة ، اثنان من الآباء وخمسة خُدّام ، كُنّا نلحّ على أرساني : لانريد تعبًا لأبونا ، فنحن نعلم أنّه ينام مبكرًا ... ما أن جلسنا ، لم يتكلّم أحدٌ عن مرضك ، بل فيما للروح ... وعلى الفور وجدناه هو هو أبونا لوقا ... انفتاح كلمه الله بغِني ... كلّ كلمة روحية وراءها خبرة ... ومرّ الوقت بفرح عجيب ونحن لا ندري ، وجاوزنا الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ، حينها وقفنا لنودّعه ، وقف على باب بيته ليقول لنا تيجي نكمِّل في الفندق ... ! الجسد أمامنا مُتعَب ، والروح نشيط يفرح بالكلمة ويتلذّذ بها . فمن اين يا ابي هذا الفرح مع سرطان بنكرياس معروف نهايته واستمر ألمُك ، ولكن استمرّ أيضًا قلمُك يكتب ويكتب ، كأنّك مع بولس الرسول تقول : " كَيْفَ لَمْ أُؤَخِّرْ شَيْئًا مِنَ الْفَوَائِدِ إِلاَّ وَأَخْبَرْتُكُمْ وَعَلَّمْتُكُمْ بِهِ جَهْرًا وَفِي كُلِّ بَيْتٍ " (أع20: 20) إلى أن جاءتنا آخِر رسالة اليوم وأنت تشرح خروج الروح من الجسد ... كنتَ تدرِك أنّ الوقت قصير ، وتحاول أن تكتب كلّ خِبرة الروح ، فخرجَت التأمّلات مملوءة ومُركّزة لتكون ذخيرة للجيل . عجيب هو الروح الذي دفعك في آخِر ثلاثة شهور أن تبدأ خدمة جديدة ، كلّمتَ كلّ أولادك عنها ... خدمة أبونا بيشوي لمرضى السرطان ... هل هذا نتاج فكري ؟ بل هو نتاج لعمل الروح ... يذكُر ويئن لمَن هم في نفس الضيقة ... ذكَّرتنا بتنهدات أبونا بيشوي تحت آلام مرضه وهو يقول : يا يسوع اشفِ فُلانه ... وكانت فُلانه في رحلة السرطان ... 2- عجيبة هي التلمذه لروح الآباء كانت تلمذتك لقداسة البابا كيرلس ، وأبونا متي المسكين ، وأبونا ميخائيل إبراهيم ، عِبارة عن أساسات في شخصيّتك ... فمَن يراك في الهيكل بكلّ وَقار وتوقير للهيكل ، كأنّه رأى البابا كيرلس في الليتورجيا ... وحينما نجلس لنتناقش ، كان لابد أن تُفتَح سيرتهم ، وفي فمِك كلمة متكرّرة : نشكر ربّنا إنّنا شُفنا ناس زي دول . كُنّا حينما نتناقش في بيتك ، كنتَ تقول : على هذا الكرسي جلس أبونا ميخائيل ابراهيم، وقال كذا وكذا ... كانت أقوالهم وأعمالهم محفورة فيك يا أبي . الحقّ ، نحن نشكر المسيح أنّنا رأيناك ... كنتَ قد رأيتَ مرهً تصرُّفًا غير لائق ، ووقفتَ تُعَلِّم شعبَ كنيستك ... ولكن أمام أبّ اعترافك ، ضميرك قد أتعبَك وخشيتَ أن يَدخُلك روح متسلِّط على الشعب ... كان هذا في أوائل خدمتك ، وكانت نصيحة أبّ اعترافك : مش مسموح ليك أن تكون آمِرًا للشعب ، أنت خادمٌ لهم ... ومِن وقتها لم تُرَ تعمل تنبيهًا واحدًا للشعب على أيّ شيء . لعلّك حوَّلتَ التنبيه لصُراخ لله ... فأبوك أبونا ميخائيل إبراهيم كان أمام الذبيحة يصلِّي لله أن ينبِّه روح الشمّاس أن يُمسِك الشمعة باستقامة ولايجرؤ على تنبيهه ... ! 3- عجيبة هي الكنيسة جسد المسيح كانت الكنيسة وليتورجيّتها وألحانها هي مُكَوِّن أساسي لشخصيّتك ... لا على مستوى " افعَلْ ولا تَفعَلْ "، بل على مستوى إدراك غير عادي بمحبّة ربّنا علَّمتَ بهذا ... منذ أكثر من أربعين سنة كنتُ أخدم مع قدسك شمّاسًا ، وكان مَن يُعِدّ الأباركه قد وضع زجاجة غير مكتمَلة ، على أساس أنّه قداس وسط الأسبوع ... فوجدتُكَ تنادي عليّ قائلاً بابتسامة : ماينفعش تدِّي المسيح عطيّة ناقصة ، لازم عطايانا تكون كاملة . كنتُ شابًّا صغيرًا ، ولكنّك كنتَ تُتَلمِذ مَن تجده ، وها أنا أذكرها بعد كلّ هذا الوقت ، هذا مبدأ روحي للحياة ، وليس لموقف ... محبّتك لألحان الكنيسة جعلَكَ تنزعِج لأي روح غربيّة تدخل ، لتُغَيِّر تذوُّق أولاد كنيستك ... أمّا مهابتك في الهيكل أو في الكنيسة للذبيحة ، فهي مدرسة لمَن يُريد أن يأخُذ خير الكنيسة ، حتّى أنّك اقترحتَ علينا قبل الافتقاد أن ننتظر بعضنا بعضًا على محطّة الترام ، ثمّ نأتي إلى الكنيسه لنصلّي ، وكنتَ تقول لا أريد أن تكون الكنيسة مكانًا للانتظار ... طبعا كان هذا من سنوات طوال ... أمّا علاقتك مع سحابة الشهود ، الكنيسة غير المنظورة ، فهي محيطةٌ بنا ... البابا كيرلس معك دائمًا ، فقد كنتَ تلميذًا مُقَرَّبًا في أثناء حياته ... سمعنا عن زيارته لكم في السجن ، ومرّة أخرى في تدبير كنيسة كاليفورنيا ... أمّا أبونا بيشوي ، فهي زيارات بلا عدد ... 4- عجيبةٌ هي المحبّة التي هي المسيح كانت علامة عجيبة في كنيستنا ... المحبّة المتناهية البساطة والعُمق ، بين ثلاثتكم أبونا بيشوي وأبونا لوقا وأبونا تادرس ... كنت تتذكّر حادثةً وراء أخري ضاحكًا ، موضِّحًا حجم المحبّة ... كنّا نراك مع أبونا تادرس في نيوجرسي ، في جلسات بسيطة عميقة لاتخلو من اللطف ، حتّى أسَرَّ لي خادم من هناك : نحن لا نري أبونا تادرس ضاحكًا إلاّ في حضور أبونا لوقا ، حتي أنّ صوركم معًا كانت كرازة ... فالمسيح أرسلهم اثنين اثنين ، لينظر الناس محبّة المسيح فيهم . حكيتَ لنا على زيارةٍ للمتنيح البابا الأنبا شنوده ... وكان مشغولاً ، فوقفتَ أنت مع أبونا تادرس على بُعد خطواتٍ منه ، طوال الانتظار تتضحكان ، وهو ينظر إليكما إلى أن جاء وقتُكما ، وجلس معكما ، وكان سعيدًا جدًّا لمحبتكما لبعض ... بنفس الروح كنتَ تتضاحك مع آبائي في الكنيسة ، فوصلَتْ رسالة المحبّة للكلّ . أمّا مواقفكم معًا فهي المحبّة مِن قلب طاهر بشدّة ، كعلامة حقيقيّة على حضور المسيح. 5- عجيبةٌ هي الاستنارة كان لكَ ميزان خاصّ بك ، حينما تكون هناك قضيّة ... أحيانًا كنتَ تقول : لذلك يصمِت العاقل في ذلك الزمان ... وأحيانًا تقف موقفًا صلدًا ، لم يجرؤ عليه آخَر ، فتتكلّم ولا تسكت ، لتعلن الحقّ كما رأيته ... كانت لك رؤية واستنارة خاصّة ... أذكُر في إحدى الجلسات، وكنتَ تتكلّم عن اتحادنا في المسيح ... فرفعتُ يدي وقلت : أنّ هذا غير دائم ، أحيانًا نشعر به , وفي بعض الأوقات نشعر بالبُعد ... وقتها عنّفتني ... أذكُر كلمتَك أنّ علاقتنا في المسيح مفتوحة كلّ ثانية.. لهذه الدرجة أدركتُ العلاقة، وتسلّمتها لأنّك عالمٌ بمَن آمنتَ ..! 6- عجيبٌ الكتاب المقدّس في حياتك كانت عظاتك هي آيات من الكتاب المقدس، منسوجة من الروح القدس ، تحفظ منها الكثير ، ويعزف منها الروح نغمًا للتوبة والرجوع لحضن المسيح ... اليوم عرفتُ من أبونا تادرس أنّ والدتك كانت هكذا ... لِذا لمّا جادلتك إنسانة أمريكيّة قابلتها ، قلتَ لها تعالي ثلاثة أيام عندي في البيت نتكلّم ، وجلست تتكلّم معها الثلاثة أيام ، وطالت الزيارة ، وحين جاء ميعاد الرحيل، قلتَ لها : ما الذي أعجبك فيما قُلنا ؟ قالت: أمّك ...! وهي لم تفتح فاها ولا تعرف الإنجليزيّة، لكن رأتْ حياة مُعَاشة لإنسانة بسيطة بوجهٍ مُنير ... فتأثّرَت أكثر من عظاتٍ كثيرة ... كانت ذاكرتك عجيبة .. تضع آيات الكتاب ، لتُعَرِّفك من أنت ؟ وقيمتك في جسد المسيح ؟ فتخرج من العظة تريد حياة أفضل، هي هي رسالة الإنجيل ... لبن عديم الغشّ..! أمّا مكالمتك ... فكُنتَ تبدأ : بالأمس قرأت الآية كذا ... وتقول كلمة المسيح قبل أيّ علاقات اجتماعيّة ...! 7- عجيب هو الاتضاع، علامة سُكنى المسيح حادثتان أذكرهما.. كُنّا نذهب إليك في كنيسه العذراء بكليوباترا لحضور اجتماع الخدمة، وسألتُ سؤالاً: أمين خدمة القرية عمل اجتماع صلاة، وتفاجأ أنّ الخُدّام قعدوا يتكلّموا بَرّه ومحضروش.. أعمِل إيه؟فكان ردّك: يبطّلوا خدمة لفترة.. ما أن قلتَ هذا، حتي ارتفعَت أيدي الخُدّام، وقال الأول: ينبغي علينا نحن الأقوياء أن نحتمل ضعف الضعفاء ولا نرضي أنفسنا (رو15)، وقال الثاني: أصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة.. (غل6).. وتوالت الآراء من الخُدّام، تُرجِّح هذا الرأي بشواهد من الإنجيل.. وكانت النتيجة أنّك قلتَ: أنتم صحّ..! يومها لا أذكُر ماذا قال في الكلمة الروحيّة، لكن بالتأكيد كان درسًا عمليًّا لايُنسى.. الموقف الآخَر، وكُنّا في بيتك، واعترضتُ بطريقة سخيفة على حَدَثٍ قمتَ به قدسك، فيه شِدّة على أحد الأحبّاء، وأحزنني جِدًّا، ومرّت أيّام.. لكنّك لم تتغيّر يا أبي من ناحيتي.. هذا شَدّني إليك جدًّا، كنت أتوقَّع أن تبتعِد أو تُظهِر لي رفضًا، وكنتُ من داخلي ألوم نفسي، لكن أبدًا لم تهتمّ لذاتك، بل كنتَ رابحَ نفوسٍ حكيمًا.. من هُنا أدركنا أنّ اسمه عجيبٌ.. كنتَ في طريقك لتكون أستاذًا في كليّة الهندسة، فأخذتَ من الروح، وجَمّلَكَ فصرتَ فريدًا، ووَضَعَ اسمَه ووسمَه عليك، لتكونَ خادمًا لجيلٍ.. قد لا يعرفُكَ البعض، ولكن هي حَبّة الحِنطة التي ما أن توضَع في التراب حتي يبدأ ثمرُها للأجيال..! نفتقد محبّتك.. لكن نشكر المسيح الذي سمح بلُقياك.. اذكرنا كما كنتَ تفعَل دائمًا.. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إغسلني فأبيض اكثر من الثلج ( مزمور ٥٠ ) 🧊♥️️♥️ |
♥️♥️♥️ جرب كدا تعيش مع يسوع ♥️♥️♥️ |
أنت الصديق وأنت الحبيب ♥️ |
عجيب أنت يا الله وعجيبة مشيئاتك ♥️🙏 |
♥️أب ♥️ راعي ♥️ قاضي♥️ طبيب ♥️ |