![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
قصة اليوم كانت الفتاة الهندية الجميلة تستعد للزفاف حين اكتشفت ظهور بعض البثور المؤلمة فى اطرافها وعلمت بعد قليل أنها أصيبت بمرض الجزام. ولم يكن أمامها إلّا أن تغير حياتها لتتوافق مع المفأجاة القاسية. فذهبت فى صحبة أخيها وهى كسيرة القلب إلى مستعمرة الجذام ذات الأسوار الشاحبة خارج المدينة. وعندما خطت بقدمها داخل البوابة الكئيبة انقبض صدرها فها هى تدخل بوجهها الجميل وشبابها النضر إلى مجتمع المجذومين. وقد رأت فى اللحظة الأولى ماكانت عليه السيدات المجزومات من بؤس وحزن عميق فضلاً عن قذارة المكان ووسخ الثياب وبذاءة الأخلاق بل وشراسة الطباع ايضآ. وأسندت الفتاة رأسها على كتف أخيها وبكت بمرارة وأسى. كان سواد المصير أكبر من أن تحتمله فتاة صغيرة ورقيقة. وحين انسحب اخوها عائدآ وأغلق الباب تيبست قدماها وارتعشت أطرافها ولم تستطع ان تخطو نحو العنبر الكئيب. فجاءت سيدة خشنة وجذبتها إلى داخل البيت لتقضى اولى لياليها السوداء .وعلى فراش العفن وسط عشرات المجذومات بكت الفتاة كثيرآ. وكانت دموع وكان عتاب وكانت الام طاحنة ثم احباط. ووسط بحر الدموع تحدث الله إلى قلبها الجريح واعلمها أنه اتى بها إلى ذلك المكان الكريه من أجل غرض نبيل ولرسالة هامة وليجعل منها الدواء والسلام للقلوب الممزقة. ومرت الأيام والليالى وبدأت رحلتها فى انعاش روح المجذومات وبعث الحياة فى كيانهن المحطم. وبدأت حملتها اï»·ولى فى تنظيف المكان وبعد شهور قليلة تحول المكان إلى حديقة مزهرة واصبحت غرف المجذومات نظيفة وتغيرت ملامح المجذومات وملابسهن وارتسمت على الوجوه ابتسامة الرضا والقبول وتحول اليأس إلى حياة وحب وخدمة وتعاطف وعطاء. وبعد سنين كثيرة قالت الفتاة: (لقد رسم الله لى حياتى بمشرط الجراح فأماتنى وأقامنى إنسانة جديدة،لقد القى بى كما تلقى حبة الحنطة فى الارض ليموت غلافها الخارجى ثم ينبت من كيانها المحطم عود أخضر مليئآ بالثمار والحياة والربيع. لقد أخضعت إرادتى لله بصعوبة لكننى الآن استمتع بما اراده الله لحياتى المثمرة) دع الرب يعمل فيك باقتدار. دع المسيح يعمل فى كيانك ويشع بنوره من خلالك لينير قلوب البشر. دع الله يستخدمك ويعمل فيك وبك من أجل الأعمال ويأتى على يديك باعظم النتائج. دع الله يعدك لإتمام رسالته فى الارض ويرسم حياتك بمشرط الجراح ليجعل منك إنسان جديد ![]() التعديل الأخير تم بواسطة souad jaalouk ; 27 - 08 - 2020 الساعة 04:24 PM |
|