منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 16 - 08 - 2012, 03:30 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,258

" كان النور الحقيقى " (يو9:1)

" كان النور الحقيقى " (يو9:1)

يجمع الإنجيلى الإلهى كل ما قاله سابقًا، ويحدد بشكل آخر الحق الخاص بالنور، أى الابن الوحيد، ويفصل بينه وبين الخليقة، على نحو بارز، أى ما هو بالطبيعة ـ أى الحق ـ وما هو بالنعمة، بين المصدر الذى يشترك فيه الكل، والمشتركين فيه. بين الواهب والذى يعطى من عنده، والذين يأخذون من الغنى الوافر. كل هذا فى عبارة واحدة، "كان النور الحقيقى" . وإذا كان الابن هو النور الحقيقى، فليس آخر غيره هو النور حقًا، فلا يوجد من يملك إمكانية أن يصبح النور، ولا تملك الكائنات أن تعطى من طبيعتها النور، لأنها خُلقت من العدم، ولا تستطيع أن تجود بما لا تملك، ولا أن تتطور وتصبح النور. فمن كان أصله العدم، لا يملك أن يجود ، وإنما ينالون أشعة النور الحقيقى، الذى يشع فيهم عندما يشتركون فى الطبيعة الإلهية (2بط4:1)، وعندما يتشبهون بالطبيعة الإلهية يُدعون نورًا ويصيرون نورًا.
فكلمة الله هو جوهريًا " النور"، وهو ليس كذلك من قبل النعمة بالمشاركة، ولا نال هذه المكانة عرضيًا ، ولا وُهبت له كنعمة، وإنما النور هو الصلاح غير المتغير للطبيعة غير المخلوقة، وهو ينطلق من الآب إلى وارث جوهره.

والمخلوق لا يستطيع أن يحتمل أن يصبح النور، وإنما يقبل النور مثلما تقبل الظلمة الأشعة، أو كما تُوهب النعمة، وهذه هى المكانة التى أعطاها الابن بسبب محبته للإنسان. وإذن فهو وحده النور الحقيقى، والباقين ليسوا كذلك. ولأن الفرق بين الابن والمخلوقات عظيم جدًا، أصبح تمييز ابن الله عن الخليقة، عظيمًا هو أيضًا، لأن الطبائع مختلفة.

فكيف لا يتراجع الأغبياء، أو بالحرى الذين وضعوا أنفسهم خارج دائرة الإدراك السليم، أولئك الذين قالوا إنه مخلوق، وجعلوا خالق الكل مثل المخلوقات، دون أن يدركوا الكفر العظيم الذى وقعوا فيه ولا الخطر الرهيب المحدق بهم، لأنهم "لا يفهمون ما يقولون، ولا ما يقررونه" (1تى7:1).

والذين تدربوا على اختبار دقة الكلمات والحق الذى فيها ، يعلمون أن الابن الوحيد لا يمكن أن يكون مخلوقًا، لأنه " النور الحقيقى"، وهذا لا يجعله مساويًا فى طبيعته لأى مخلوق. وإذا تطلعنا إلى هذه الحقيقة من كل الزوايا المحيطة بها، يمكننا أن نرى الأفكار الخفية التى تدور حول أفكار هذه الحقيقة وهذا ما يجب أن نعرضه الآن .

مبادئ تعلمنا أن الابن وحده هو النور الحقيقى ، ولا يمكن لأى مخلوق أن يكون النور الحقيقى، ولذلك فطبيعة الابن ليست مثل طبيعة المخلوقات:

أولاً : إذا كان الابن هو بهاء (إشعاع) مجد الله الآب، ولذلك هو النور الحقيقى، فهو ليس من طبيعة مثل طبيعة المخلوقات، لئلا يصبح المخلوق هو أيضًا بهاء (إشعاع) مجد الله الآب، أو لئلا يظن أحد أن المخلوق يمكن أن ينال هذه الإمكانية مستقبلاً إذا كانت له طبيعة مماثلة لطبيعة الابن.

ثانيًا : لو كانت الخليقة كلها تملك القدرة على أن تكون النور الحقيقى، فلماذا يُعطى هذا اللقب للابن وحده؟ لأنه يجب بسبب المساواة بين الخلائق أن ينال الكل لقب النور الحقيقى. ولكن لا يوجد بين الكائنات من هو مؤهل لذلك ، والوحيد الذى يمكن أن يُنسب إليه هذا هو جوهر الابن الوحيد، وبالحقيقة إذن ومن الصواب أن يُنسب إليه وحده وليس للمخلوقات على الإطلاق. فكيف يُقال إنه مثل الخليقة فى الطبيعة وليس بالحرى ينتمى إلى ما هو فوق الخليقة، لكونه فوقها مع الآب.

ثالثًا : إذا كانت المخلوقات التى جاءت من العدم ليست هى النور، فإن العكس ينطبق على النور الحقيقى غير المخلوق. والمناداة بأيهما يقود إلى نتائج مختلفة. فالابن هو النور الحقيقى، وهذا هو الحق، والمخلوقات ليست هى النور الحقيقى، لأن الاختلاف هو اختلاف الطبائع، وهذا يعنى عدم وجود مماثلة.

رابعًا : لو كان الابن الوحيد ليس وحده النور الحقيقى، بل تشاركه المخلوقات فى هذا، فكيف "ينير لكل إنسان "؟ فلو كانت المخلوقات تمتلك هذا، لِمَا احتاجت أن تستنير بالابن. وحقًا هو النور الذى يشترك فيه الكل، وهذا يعنى أن جوهر الابن غير جوهر المخلوقات، لأن الذى يشترك ليس مثل الذى يُشترك فيه.

خامسًا : إذا لم يكن الابن وحده هو النور الحقيقى بالطبيعة، بل كانت المخلوقات أيضًا لها هذا، ألاّ يُعد قولاً بلا لزوم ما جاء فى المزمور "أنظروا إليه واستنيروا" (مز5:34). فمن هو النور كلية بالحق، لا يمكن أن يصير نورًا بالمشاركة فى آخر، ولا يمكن أن يستنير بإنارة آخر، بل هو يتمتع بنقاوة كاملة من طبيعته الخاصة. ولكننا نرى أن الإنسان يحتاج إلى النور، لأنه مخلوق، وحقًا صرخ المرنم فى المزامير بصوت عال إلى الله الكلمة "لأنك أنت تضئ سراجى، الرب إلهى ينير ظلمتى" (مز28:18). إذن نحن لسنا النور الحقيقى، وإنما نحن بالحرى مشتركون فى الكلمة الذى ينير، وطبيعتنا غريبة عن النور الحقيقى، الذى هو الابن.

سادسًا (مثله): إذا كان عقل الإنسان يُدعى سراجًا، وهو ما يشير إليه المزمور " أنت تضئ سراجى " فكيف يُقال عنا إننا نحن النور الحقيقى؟ لأن السراج يحصل على نوره من مصدر آخر. أما إذا كان الابن الوحيد وحده هو الذى ينير الظلمة التى فينا، فهو النور الحقيقى، أما نحن فلسنا بالمرة النور الحقيقى. وإذا كان الأمر غير ذلك فكيف تكون طبيعة الابن مثل المخلوقات، وهو الذى يفوقها بغير قياس؟!

سابعًا : إذا كانت الخليقة تملك أن تكون النور الحقيقى مثل الابن، فالإنسان يصبح النور الحقيقى إذ هو جزء منها. فإلى من يوجه الله الآب كلامه وهو يعد الأنبياء القديسين قائلاً: "ولكم أيها المتقون اسمى تشرق شمس البر " (ملاخى2:4)؟ فلماذا يحتاجون إلى نور الابن لو كان البشر هم حقًا النور بذواتهم. ولكن الله الآب وعد أن يعطينا هذا النور، نحن المحتاجين لهذا، ونحن قد قبلناه واستنارت عقولنا. فالابن ليس مثلنا ومثل الخليقة له طبيعة مخلوقة، بل هو فى جوهره الابن الوحيد، إذ هو النور الحقيقي الذى ينير كل من يحتاج للنور.

ثامنًا : لو لم يكن الابن وحده هو النور الحقيقى، وكانت الخلائق تشترك معه فى هذه الصفة أيضًا ، فإن هذا ينطبق علينا نحن أيضًا ، فلماذا صرخ القديسون بصوت عالٍ طالبين من الله " أرسل نورك وحقك " (مز3:43). ولماذا فكروا أن يطلبوا هذه المعونة لنا بهذه الكلمات؟ لأنهم إن كانوا قد عرفوا أن الإنسان يحتاج إلى النور، وأن عليه أن يطلبه من آخر، فأى واحد يستطيع أن يقول إنه هو أيضًا النور الحقيقى؟ ولكن إن كان الإنسان غير محتاج إلى الكلمة الذى ينير، فلأى غرض يطلب منه القديسون أن ينيرهم إن كان لا يستطيع أن يساعدهم؟ ولا يستطيع أحد أن يقول إن عقل القديسين لم يعرف الحق أو أن الله الآب أرسل ابنه النور الحقيقى لمن لا يحتاجون النور. إذن الابن الوحيد مختلف بالطبيعة عن المخلوقات، إذ هو النور الذى يضئ الذين بلا نور.

تاسعًا : إذا قلنا إن المخلوقات ينقصها النور، وإن الابن الوحيد هو الذى ينيرها، فالمخلوقات لا تجد النور فى ذاتها، إذن ليست هى النور الحقيقى مثل الابن.

عاشرًا : إذا كان من هو بالطبيعة وبالحقيقة النور، وليس فيه ظلمة البتة، والابن الوحيد هو النور الحقيقى، وبالمثل كانت المخلوقات هى النور الحقيقى فلماذا يقول الكتاب عن الابن "والظلمة لم تدركه " بينما يقول بولس عن البشر " الذين فيهم إله هذا العالم قد أعمى أذهان غير المؤمنين " (2كو4:4). والمخلص نفسه يقول " سيروا فى النور مادام لكم النور ، لئلا يدرككم الظلام " (يو35:12). فواضح إذن للكل أنه مادام البعض يمكن أن تدركه الظلمة، ما كان المخلص قد أشار إلى ذلك. فكيف يكون الابن الوحيد والمخلوقات، إذن، من ذات الطبيعة؟ وكيف يكون غير المتغير مع المتغير، والذى لا يقبل أى تبديل مع الذين يمكن أن تدركهم الظلمة ويحتاجون لنوال النور الذى ينالونه كعطية وليس نابعًا من طبيعتهم.

حادى عشر : إذا لم يكن الابن الوحيد هو وحده النور الحقيقى بل المخلوقات أيضًا، كمساوية له فى الطبيعة، فكيف نصرح نحن لله الآب قائلين" بنورك يارب نعاين النور " فلو كنا نحن النور الحقيقى، فكيف نستنير من آخر؟ ولكن إن كنا نحتاج إلى النور من آخر، فنحن بكل وضوح لسنا النور الحقيقى. لذلك ليس لنا طبيعة مثل طبيعة الكلمة لأنه بالطبيعة هو يفوقنا بغير قياس.

ثانى عشر : يقول ربنا يسوع المسيح فى الإنجيل " وهذه هى الدينونة أن النور جاء إلى العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة، لأن كل من يفعل الشر يبغض النور، ولا يأتى إلى النور" (يو19:3ـ20) ولكن إذا كان الابن الوحيد هو النور الحقيقى، والمخلوقات قادرة بالمثل على أن تكون النور الحقيقى ، فكيف جاء هو لكى ينيرها، وقد أحبت الظلمة ؟ فكيف تأتى الخليقة إلى النور إن كانت هى النور الحقيقى. لأن كل ما هو من الطبيعة ونابع منها هو ملك لها، أما الأشياء التى تختارها الإرادة فهى ليست أصلاً ملكًا لها، وكمثال على ذلك: ليس بالإرادة الذاتية يستطيع الإنسان أن يصبح إنسانًا عاقلاً ، لأنه يكون له ذلك بالطبيعة، ولكن من يكون إنسانًا يمكنه بإرادته الخاصة أن يكون صالحًا أو شريرًا، فالإرادة قادرة على أن تجعل الإنسان يحب الصلاح أو العكس. فإذا كانت المخلوقات هى النور بطبيعتها ، لأن هذا هو معنى " الحقيقى "، فكيف لا تأتى إلى النور ؟ وكيف تحب الظلمة؟ فواضح أنها بطبيعتها ليست النور الحقيقى، بل تصير نورًا باختيارها إن كانت تميل إلى النور أو العكس برفضها النور. فعلى المقاومين لنا أن يختاروا بين قولين! إما أن الخصائص التى تفوق الخلائق ليست كائنة طبيعيًا فى الابن، وهذا تجديف علنى، يقول عنه الكتاب " الرب يستأصل الشفاه الكاذبة واللسان الناطق بالعظائم " (مز3:12)، أو إن اعترفوا يقينًا بأن خصائص الصلاح التى فى الابن هى نابعة من جوهره، فعليهم أن لا يجعلوه واحدًا مع الخليقة أو مثل الخليقة فى الطبيعة، كما شرحنا .

ثالث عشر : لو كان كلمة الله ليس وحده النور الحقيقى بل تملك الخليقة أيضًا أن تكون النور الحقيقى مثله، فلماذا يقول هو " أنا هو نور العالم "؟ (يو12:8) أو كيف نحتمل أن يسلب أحد منا أسمى امتيازات طبيعتنا، إن كان ممكنًا ـ بأية طريقة ـ أن نكون نحن أيضًا " النور الحقيقى"، إذ تملك الطبيعة المخلوقة هذا أيضًا؟ . ولكن إن قال الابن الوحيد حقًا " أنا هو نور العالم "، يكون واضحًا انه بواسطة الاشتراك فيه تكون الخليقة نورًا وليس غير ذلك. وإذا صح ذلك ، فالخليقة ليست من ذات طبيعته.

رابع عشر : إذا لم يكن الابن وحده بالحق هو النور، بل هذا يخص الأشياء المخلوقة أيضًا، فماذا نقول عما كُتب عنا " ولكنكم أنتم جنس مختار، كهنوت ملوكى. أمة مقدسة ، شعب مختار، لكى تخبروا بفضائل الذى دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب " (1بط9:2). فما هى الظلمة التى فينا، أو ما هى الظلمة التى كنا فيها، إن كنا نحن بالحقيقة النور ؟ وكيف دُعينا إلى النور ونحن لم نكن فى الظلمة؟ ولكن المبشر بالحق لم يكن يخبرنا بالكذب لأنه كان صريحًا فى قوله " هل أنتم تطلبون برهان المسيح المتكلم فىَّ " (2كو3:13). فنحن قد دُعينا من الظلمة إلى نوره العجيب. وإذا كان هذا حقًا، فالمخلوق ليس حقًا هو النور، بل الابن وحده بالحقيقة وبالضبط هو النور، أما المخلوقات فهى تصير نورًا باشتراكها فيه، ولذلك فهى ليست من ذات طبيعته.


ولالهنا كل مجد و كرامة الى الابد امين

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أي باستنارة الروح القدس "النور الحقيقي الذي يضيء لكل إنسان آت إلي العالم"
النور: "موسي" و" صباحي" و"الجنزوري" "وجوه مستهلكة" نرفض وجودها في الفريق الرئاسي
دعوى قضائية لحل "الحرية والعدالة" و"النور" و"الوطن" و"البناء والتنمية" و"الأصالة"
" إلى متى يارب تتركنا نعيش فى ظلمة وأنت النور الحقيقى" (الأب متى المسكين)
مصادر بالجماعة: "الإخوان" استبعدت التحالف مع "النور" نهائياً .. واتجاه للتنسيق مع "الأصالة" و"العمل"


الساعة الآن 02:00 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024