رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اللهُ الَّذي يُنْمِي
الأحد الثالث عشر من زمن العنصرة وأَنَا، أَيُّهَا الإِخْوَة، لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ أُكَلِّمَكُم كَأُنَاسٍ رُوحَانيِّينَ بَلْ كَأُنَاسٍ جَسَدِيِّين، كَأَطْفَالٍ في الـمَسِيح. قَدْ غَذَوْتُكُم بِالـحَليبِ لا بِالطَّعَام، لأَنَّكُم لَمْ تَكُونُوا بَعْدُ قَادِرِين، ولا حَتَّى الآنَ أَنْتُم قَادِرُون. فَأَنْتُم لا تَزَالُونَ أُنَاسًا جَسَدِيِّين: فَمَا دَامَ بَيْنَكُم حَسَدٌ وَخِصَام، أَفَلا تَكُونُونَ جَسَدِيِّين، وسُلُوكًا جَسَدِيًّا تَسْلُكُون؟ فإِذَا كَانَ أَحَدُكُم يَقُول: أَنَا لِبُولُس! وآخَر: أَنَا لأَبُلُّوس! أَفَلا تَكُونُونَ جَسَدِيِّين؟ فمَا هوَ أَبُلُّوس؟ ومَا هوَ بُولُس؟ هُمَا خَادِمَانِ آمَنْتُم عَلى أَيْدِيهِمَا، عَلى قَدْرِ مَا أَعْطَى الرَّبُّ كُلاًّ مِنْهُمَا. أَنَا غَرَسْتُ، وأَبُلُّوسُ سَقَى، ولـكِنَّ اللهَ هُوَ الَّذي كَانَ يُنْمِي. فلا الغَارِسُ بِشَيءٍ ولا السَّاقِي، بَلِ اللهُ الَّذي يُنْمِي! لـكِنَّ الغَارِسَ والسَّاقِي وَاحِد، وكُلٌّ مِنْهُمَا يَأْخُذُ أَجْرَهُ عَلى قَدْرِ تَعَبِهِ. فَنَحْنُ مُعَاوِنَانِ لله، وأَنْتُم حَقْلُ اللهِ وَبِنَاءُ الله. وأَنَا بِنِعْمَةِ اللهِ الَّتي وُهِبَتْ لي، وَضَعْتُ الأَسَاسَ كَبَنَّاءٍ حَكِيم، لـكِنَّ آخَرَ يَبْنِي عَلَيْه: فَلْيَنْظُرْ كُلُّ وَاحِدٍ كَيْفَ يَبْنِي عَلَيْه! فَمَا مِنْ أَحَدٍ يُمْكِنُهُ أَنْ يَضَعَ أَسَاسًا آخَرَ غَيْرَ الأَسَاسِ الـمَوْضُوع، وهُوَ يَسُوعُ الـمَسِيح. قراءات النّهار: 1قورنتوس 3: 1-11 / لوقا 8: 1-15 التأمّل: ما من جماعة معصومة من الخصام أو الحسد بين أفرادها وفق ما يظهر من خلال كلام مار بولس الّذي لم يتوقّف على توصيف المشكلة بل أشار إلى الحل حين قال: “فلا الغَارِسُ بِشَيءٍ ولا السَّاقِي، بَلِ اللهُ الَّذي يُنْمِي! لـكِنَّ الغَارِسَ والسَّاقِي وَاحِد” ولن يظلم أحد لأنّ “كُلٌّ مِنْهُمَا يَأْخُذُ أَجْرَهُ عَلى قَدْرِ تَعَبِهِ”! يرشدنا مار بولس إلى الحل كي نعتمده لأنّ خير الجماعة يقوم على التنافس في تأدية الخدمات لا على التزاحم على المناصب أو المجد أو المكاسب! |
|