حزن وبكاء لا ينقطع والد مهندس شاب يحكي تفاصيل آخر دقائق بحياة ابنه

[walaa farouk]

حزن وبكاء لا ينقطع والد مهندس شاب يحكي تفاصيل آخر دقائق بحياة ابنه: كان معايا على التليفون





حزن وبكاء لا ينقطع في منزل المهندس الشاب المتهم بقتله طليق شقيقته في الدقهلية، أمه تجلس في حجرته، وتمسك ملابسه في يديها، تحجرت عيناها، تنظر إلى السقف ولا تنطق بكلمة واحدة، ووالده لا يصدق أنه فقد ابنه الوحيد في غمضة عين.

"كنت في فرح أنا وأمه، وعلى بعد 50 متر منا، كان بيركن السيارة، ووقف في وجهه المتهم بسيارته، ونزل منها طعنه وهرب" هكذا يصف والد المهندس محمد سعد السعيد، 26 سنة من قرية سماحة مركز أجا، مشهد نهاية ابنه، الذي كان يتحدث معه عبر التليفون، حتى لحظة طعنه بمطواة 3 طعنات.
قال الأب المكلوم لـ"الوطن"، كان ابني في طريقه لي في الفرح، ليعيدني إلى البيت، وطلبت منه أن يقف بعيدا عن مكان الفرح لأن الدنيا زحمة، وكنا نتحدث معا، وفجأة انقطع الاتصال، والأهالي أبلغوني إن طليق أخته ضربه، ولما وصلت إلى مكان السيارة على بعد 50 متر فقط، كانوا نقلوه على مستشفى أجا المركزي، وهناك أبلغوني أنه توفى.

وعن طبيعة الخلافات مع المتهم قال، خلافات زوجية دبت بين ابنتي وزوجها بعد 11 شهر فقط من زواجهما، وتدخل العقلاء من القرية لحل الخلافات بينهما، إلا أن العشرة استحالت بينهما، وأصرت ابنتي على الطلاق، وأن يكون طفلها الوحيد معها، ووافق زوجها على الطلاق بشرط أن تبريه من كل حقوقها الشرعية ووافقت، وطلبنا نفقة ابنه، فوافق ثم رفض أن يسددها، فبدأنا في إجراءات محكمة الأسرة.
يصمت الوالد ثم يقول: "كنت أتمنى أن تكون الطعنة فيا أنا، عاوزين يحرقوا قلوبنا كلها"، مضيفا أنه رغم من كل تلك الخلافات، إلا أنني كنت حريص ألا يتدخل ابني محمد فيها، فهو أنهى دراسته منذ 3 سنوات، وحصل على منحة وزارة الاتصالات من بين 6 آلاف شاب تقدموا لها، وأسرة المتهم كانت تعلم كل شيء عن حياتنا، وعن قيمة "محمد" بالنسبة لنا، فكان التفكير أن ينتقموا منا جميعا في صورة محمد.
يتوقف والد محمد عن الكلام، ويجهش في بكاء شديد، وهو يقول "علمته وكبرته وكان بيحلم بفرحه، فقد خطب من 3 أسابيع فقط، وبطعنة غدر قتلوه"، موضحا "طليق ابنتي وأمه عارفين أنه وحيدي، فكان التفكير الشيطاني، أنهم يقتلوا اللي يوجعني، وتعرضوا له قبل الواقعة بحوالي 3 أسابيع، عندما كان عائد من فرح بنت عمته، ولكن كان تهديد فقط، وتدخل الأهالي وحلوا المشكلة.
وأضاف أن المتهم حاول الإنكار، وحاول أمام النيابة أن تكون مشاجرة بينه وبين ابني، إلا أن كاميرات المراقبة في المكان، سجلت كل شيء، وأنه خرج من بيته قاصدا "محمد"، لأنه عارف إنه في إجارة، ووقف بسيارته في وش سيارة محمد، ونزل فتح باب السيارة وطعنه، ولما الناس حاولت تنقذ محمد بسيارته، لم يتمكنوا من الحركة، لأنه قافل عليهم "مش عاوز يمشي"، ولما رأى كل هذا في الكاميرات، اعترف بجريمته.
وكان اللواء رأفت عبد الباعث، مدير أمن الدقهلية، إخطارا من مأمور مركز شرطة أجا، بورود إخطار بوصول شاب مصاب بعدة طعنات وتوفي فور وصوله.
انتقلت مباحث المركز إلي مكان الواقعة، وتبين مصرع المهندس محمد سعد السعيد عيد، 26 سنة، وأن وراء الواقعة طليق شقيقة المجني عليه.
واستمعت النيابة العامة إلي أقوال والد المتوفي، واتهم طليق ابنته بقتله، لخلافات سابقة، رغم مرور فترة كبيرة علي الطلاق
ووجه مدير الأمن بتشكيل فريق بحث بإشراف اللواء مصطفى كمال، مدير المباحث وبقيادة اللواء حسن النحراوي ، رئيس مباحث المديرية، ووحدة مباحث أجا بقيادة المقدم محمد فوزي.
وتوصلت تحريات البحث، إلى أن المتهم طعن المجني عليه 3 طعنات بالقرب من موقف القرية وفر هاربا إلي القاهرة، وتمكنت المباحث من تحديد مكانه والقبض عليه هناك.
وأمرت النيابة العامة بنقل الجثة إلي مشرحة المنصورة الدولي، وانتداب الطب الشرعي لبيان سبب الوفاة وتصريح بالدفن بعد ذلك، تمت الجنازة في مقابر الأسرة صباح الجمعة الماضية.

هذا الخبر منقول من : الوطن