حياة حيوان الكوالا
تمتلك أنثى الجرابيات بشكل عام كيس يحملن فيه طفلهن، الذي يسمى جوي، والعديد من أنواع الجرابيات مثل الكنغر لديها حقيبة تفتح لأعلى باتجاه الرأس، ولكن حيوان الكوالا يمتلك كيس يفتح باتجاه أرجله الخلفية، وذلك للحفاظ على الجراب نظيف من التراب خلال الحفر، على الرغم من أن حيوان الكوالا توقف عن الحفر منذ أمد بعيد وفضل العيش على الأشجار، إلا أن جرابه لم يتطور بسلوكه الجديد.
وحيوان الكوالا مثل الجرابيات الأخرى، يبدأ حياته بطريقة غير إعتيادية، فحين يولد يكون بحجم قطعة الجيلي الكبيرة فقط، وفي الواقع لا يستطيع الصغير أن يرى أو يسمع، ولكن من المؤكد أنه يستطيع صعود الأشجار، وبعد فترة من ولادة جوي، يستخدم أطرافه الأمامية القوية للزحف من قناة الولادة إلى كيس أمه، ويلتصق جوي بإحدى حلمتي الأم في هذا المكان الدافئ الآمن حيث يشرب الحليب وينمو خلال الستة أشهر التالية.
وحتى بعد أن يغادر جوي حقيبة أمه، يعود إليه مرة أخرى عندما يريد الاختباء أو النوم، وفي بعض الأحيان يركب على بطن أمه، وبعد أن يصبح حجمه أكبر من أن تحمله حقيبة أمه، يصعد الصغير على ظهر أمه وتمسكه بأيد وأقدام قوية، وبعد حوالي عام يستطيع الصغير أن يعيش وحده على الأشجار، ويتعلم صغير حيوان الكوالا تناول أوراق الكافور من تلقاء نفسه تدريجياً، وليس لأن حيوان الكوالا ينام كثيراً أنه يعتبر من الحيوانات الهادئة أو المملة، فيقول أخصائيو رعاية الحياة البرية أن لكل كوالا شخصية فريدة من نوعها، ويقدم حيوان الكوالا عدة أصوات مختلفة، بداية من الشخير إلى النفخ إلى الصرخات، ويحاول الباحثون فهم سبب خوار حيوان الكوالا الذكر، فهل هو يعني فرض سيطرته على مكان معين، أم دعوة الإناث للتزاوج؟
ويمتلك ذكر حيوان الكوالا رقعة عارية على الصدر حيث توجد غدته المعطرة، ويفرك الذكر بقعة الجذع أو فرع الشجرة لتمييزها برائحته الخاصة، ومازالت الأبحاث مستمرة حول طبيعة هذه الغدد وهل تتغير خلال العام أم لا، فقد تم العثور على 35 مادة كيميائية تشكل هذه الرائحة، وتم أخذ عينات من الذكور في أوقات مختلفة خلال العام لمعرفة هل تتغير الروائح أم لا، ونتيجة هذه الأبحاث وجد العلماء أن ذكر حيوان الكوالا تكون لديه رائحة كريهة خلال فصل الربيع عندما يحاول جذب رفيقته للتزاوج.