رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَلِذلِكَ أُدَافِعُ عَنْ نَفْسِي مُطْمَئِنًّا
الأربعاء الحادي عشر من زمن العنصرة وبَعْدَ خَمْسَةِ أَيَّام، نَزَلَ حَنَـانِيَّـــا عَظِيمُ الأَحْبَارِ مَعَ بَعْضِ الشُّيُوخ، وَمُحَامٍ اسْمُــهُ تـِرْتِلُّس، وعَرَضُوا أَمَامَ الوَالي شَكْوَاهُم عَلى بُولُس. فَاسْتَدْعَى الوَالي بُولُس، وبَدَأَ تِــِرتِلُّسُ يَشْكُوهُ قَائِلاً: “قَدْ وَجَدْنَا هـذَا الرَّجُلَ آفَـةَ الآفَات، يُثِيرُ الفِـتَنَ بَيْنَ جَمِيع اليَهُـود، في الـمَسْكُونَةِ كُلِّهَـا، وَهُوَ مُتَقَدِّمٌ في شِيعَـةِ النَّصَـارَى. وقَدْ حَاوَل أَنْ يُدَنِّسَ الـهَيْكَل، فَقَبَضْنَا عَلَيْه. وَأَرَدْنَا أَنْ نُحَاكِمَهُ بِحَسَبِ شَريعَتِنَا، وَأَيَّـــدَ اليَهُـودُ كَلامَ الـمُحَامِي زَاعِمِينَ أَنَّ الأَمْــرَ كَذلِكَ”. وأَشَارَ الوَالي إِلى بُـولُسَ أَنْ يَتَكَلَّم، فَأَجَاب: “أَنَـا أَعْلَمُ أَنَّكَ قَاضِي أُمَّتِنَــا مُنْذُ سَنَوَاتٍ عَدِيدَة، وَلِذلِكَ أُدَافِعُ عَنْ نَفْسِي مُطْمَئِنًّا. وَيُمِكِنُكَ أَنْ تَتَأَكَّدَ أَنَّــهُ لَـمْ يَمْضِ أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ يَوْمًا عَلى صُعُودِي إِلى أُورَشَلِيمَ لِلْعِبَـادَة. وَلَمْ يَجِدُونِـي مَــرَّةً أُجَادِلُ أَحَدًا أَوْ أُثِيرُ جَمْعًا، لا في الـهَيْكَل، ولا في الـمَجَامِع، ولا في الـمَدِينَة. فَهُمْ أَعْجَـزُ مِنْ أَنْ يُثْبِتُــوا مَـا يَشْكُونَـنِي بِــهِ الآن. وَبَعْدَ سِنِينَ كَثِيرَة، جِئْتُ إِلى أُورَشَلِيمَ أَحْمِلُ صَدَقَاتٍ إِلى أُمَّــتِي وَأُقَــرِّبُ قَرَابِـين. وفِيمَـا كُنْـتُ أَقُومُ بِذلِكَ، وجَدُونِي في الـهَيْكَل، وقَـدْ تَطَهَّرْتُ، لا مَـعَ جَمْـعٍ ولا في شَغَـب. والَّذِينَ وَجَدُونِـي هُـمْ يَهُـودٌ مِنْ آسِيَـا، وقَـدْ كَـانَ عَلَيْهِم أَنْ يَحْضُـرُوا بَيْنَ يَدَيْكَ ويَشْكُونِـي، لَـوْ كَـانَ لَهُم عَلَـيَّ أَيُّ شَكْـوَى. أَو فَلْيَقُلْ هـؤُلاءِ أَنْفُسُهُم مَـاذَا وَجَدُوا فِيَّ مِـنْ جُــرْمٍ، حِينَ وَقَفْـتُ أَمَامَ مَجْلِسِهِم، غَــيْرَ تِلْكَ الكَلِمَةِ الَّتِي صِحْـتُ بِهَـا، وأَنَــا وَاقِفٌ بَيْنَــهُم: “إِنِّي عَلى قِيَامَةِ الأَمْـوَاتِ أُحَاكَـمُ اليَوْمَ أَمَامَكُم؟”. قراءات النّهار: أعمال ٢٤: ١-٢أ، ٥-٦ب، ٩-١٣، ١٧-٢١ / لوقا ١٢: ٣٢-٣٤ التأمّل: إن قول الحقّ لا يتعلّق بظرفٍ معيّن أو بتوقيت بعينه بل بالتزام الشخص بهذا الحقّ كركيزة لحياته ولمهمّته في هذا العالم! لقد جاهر مار بولس بما حدث معه وأعلن الحقيقة دون خوفٍ من الّذين أرادوا الشرّ له بل أوضح ما جرى معه دون مزايدات أو خوف! يدعونا هذا كي نقتدي به فنكون في حياتنا شهوداً للحقّ دون خوفٍ أو تسوياتٍ على حساب الحقيقة التي، عاجلاً أو آجلاً، ستظهر وستتجلّى خاصّةً إن كانت متعلّقةً بالربّ يسوع وضياء الإيمان وقوّة الرّجاء وإنسيابية المحبّة! |
|