رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فلَمَّا جَاءَ بَشَّرَكُم بِالسَّلامِ أَنْتُمُ البَعِيدِين، وبَشَّرَ بالسَّلامِ القَرِيبين
الأحد الحادي عشر من زمن العنصرة فلَمَّا جَاءَ بَشَّرَكُم بِالسَّلامِ أَنْتُمُ البَعِيدِين، وبَشَّرَ بالسَّلامِ القَرِيبين، لأَنَّنَا بِهِ نِلْنَا نَحْنُ الاثْنَينِ في رُوحٍ وَاحِدٍ الوُصُولَ إِلى الآب. إِذًا فَلَسْتُم بَعْدُ غُرَبَاءَ ولا نُزَلاء، بَلْ أَنْتُم أَهْلُ مَدِينَةِ القِدِّيسِينَ وأَهْلُ بَيْتِ الله، بُنِيتُمْ على أَسَاسِ الرُّسُلِ والأَنْبِيَاء، والـمَسِيحُ يَسُوعُ نَفْسُهُ هُوَ حَجَرُ الزَّاوِيَة. فيهِ يَتَمَاسَكُ البِنَاءُ كُلُّه، فَيَرْتَفِعُ هَيْكَلاً مُقَدَّسًا في الرَّبّ، وفيهِ أَنْتُم أَيْضًا تُبْنَونَ معًا مَسْكِنًا للهِ في الرُّوح. قراءات النّهار: أفسس 2: 17-22 / لوقا 19: 1-10 التأمّل: “فلَمَّا جَاءَ بَشَّرَكُم بِالسَّلامِ أَنْتُمُ البَعِيدِين، وبَشَّرَ بالسَّلامِ القَرِيبين”. نبدأ تأمّلنا بسؤال: هل نعتبر أنفسنا من القريبين أو من البعيدين عن ملكوت الله؟ قبل الإجابة، لا بدّ من توضيح المعيار للإجابة! فكثيرون قد يعتبرون أنفسهم من القريبين من ملكوت الله بمجرّد أنّهم يمارسون “الواجبات” الدينيّة ويصلّون ويشاركون في النّشاطات الدينيّة… لسنا هنا لنحكم عليهم ولكن يصحّ السؤال: هل تتطابق حياتهم العمليّة مع حياتهم الرّوحيّة؟ هل يطبّقون ما يقولون؟ هل يعيشون فعلاً قيمهم المسيحيّة؟ أو هي مجرّد شعاراتٍ فارغة لا أكثر؟! وكثيرون آخرون يهملون “واجباتهم” الدينيّة ولكنّهم صادقون مع ذواتهم وتنسجم قناعاتهم مع سلوكيّاتهم وخاصّة لجهة الخدمات الإنسانيّة… ولكن مشكلة هاتين الفئتين بأنّ كلاً منهما تدين الأخرى فالأوّلون ينظرون نظرة ريبة إلى الآخرين وهؤلاء يعتبرون الأوّلين من المرائين! فأين يكمن الحلّ؟… الحلّ هو في الدمج ما بين الفئتين أي أناس يعيشون الحياة الروحيّة ويطبّقون عمليًّا ما يصلّونه ويجتمعون حوله في الكنيسة… هؤلاء هم “أَهْلُ مَدِينَةِ القِدِّيسِينَ وأَهْلُ بَيْتِ الله” الّذين أوكل الله إليهم بأن يكونوا “ملح الأرض ونور العالم”… فهم يحبّون ويضحّون لأنّهم يؤمنون بإله أحبّ وضحى ولا يقومون بذلك في سبيل المكاسب بل كما يقول الأطفال في فعل الندامة البسيط “لا خوفًا من الجحيم ولا طمعًا بالنّعيم بل حبًّا بك آمين”. وهذا يفسّر لما وضعنا كلمة واجبات بين مزدوجين لأنّ العلاقة مع الله والآخرين تنطلق من المحبّة وليس من الواجب! هؤلاء القدّيسون هم الّذين يزرعون الرّجاء في الأرض ويغلبون اليأس في قلوب المحتاجين إلى الحنان والحبّ والغفران وإلى الطعام والماء والكسوة… إنّهم ممّن تلتقي بهم كلّ يوم وليس فقط من رفعتهم الكنيسة على المذابح… فاليوم وفي هذا الأحد، كلّ منّا مدعوّ ليكون منهم فيجدّد بنعمة الرّوح القدس وجه الأرض ووجه النّاس… آمين. |
|