قصة التنين الجائع
أسعد الرب أوقاتكم من جديدٍ صغاري في كل مكان، مع قصص اطفال قصيرة مميزة وجديدة، أتمنى ان تنال رضاكم.
كان يا مكان، تنينٌ يعيشُ في أعماق الجبال بعيداً جداً، وكان التنّين لا يستيقظ إلّا كل 100 عام، وحينما يستيقظ يكون في غآية الجوع، وفي ليلتنا هذه تكتمل ال 100 عام ويستيقظُ التنين وهو يتضوّرُ جوعاً وبدأ بالحديثِ مع نفسه قائلاً : "وأخيراً استيقظت، ولكنّي جائعٌ جداً وبحاجةٍ للطعام..الكثير من الطعام !"
فتذكّر التنّين وجود قرية كانت بالجوار قبل سُباته أي قبل 100 عام، فقرّر أخيراً زيارتها لعلّه يجدُ فيها ما يسُدُّ به جوعه، وفي طريقه للقرية إذ به يُقابل أحد الفتية والذي كان يُدعى "سالم"..فسال لُعاب التنين على الفور وتهيّأ له الفتى أفضل وجبةٍ بعد هذا السُّبات الطويل، وحينما توجّه ناحية الفتى "سالم" ترجّاه أن لا يأكلهُ في مُقابل تقديم طعامٍ شهيٍ له يسُدُّ به جوعه.
وقد وافق التنين وترك سالم مقابل أن يحصل على الكثير من الطعام اللذيذ، فأخذ صديقنا سالم التنين معه للمنزل من أجل تقديم الطعام له، وقد تفاجأ سالم كثيراً حينما أنهى التنين على طعام المنزل كاملاً حيثُ تناول: أربعة أطباقٍ من الدجاج والأرز، ورغم ذلك ظلّ التنين يُردد بأنّه لا زال جائعاً، ولم يكن أمام صديقنا سالم إلّا أن أخذه وذهب به الى المطعم المجاور.
وفي المطعم تناول التنين الشره ما يقربُ من الثلاثين قطعةً من كرات اللحم وستون من كرات السمك، وما يقرب من خمسة عشر طبقاً من الأرز، ولم ينسى سالم تقديم التحلية له، فأنهي التنين على سبعةً من البودينج والكيك وما زال التنينُ يُردّدُ بأنّه لا زال جائعاً.
وما كان من صديقنا سالم إلّا أن أخذه وذهب به إلى أحد متاجر الخضراوات والفواكه، فتناول التنين الشره كُلّ ما يحتويه المتجر من الفواكه والخضراوات، وللأسف يا سالم فلقد ظلّ التنين الذي ورّطت نفسك معه يُردّد : "لا زلتُ جائعاً أيُّها الفتي، أين الطعام ؟!"
فتفقّد سالمٌ أحد جيوبه فوجد قطعة حلوى واحدة قدّمها للتنين، فتناولها التنين، وهنا انفجر التنين من كثرة ما تناوله من طعام، فهرب سالم على الفور وحمد الله على أن نجّاه من هذه الورطة وهو يردّد في نفسه قائلاً : "هذه هي نهاية من يأكل بشراهه ولا يحمد الله بعد الأكل".