رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أجعل رجاء برك يضى حياتى يامنقذى من كل شر آتى
الحياة ضيقة ٌ قاسية جافة ، شائكة مظلمة سوداء ، لولا الامل . ما اضيق العيش لولا الامل . كيف يمكن ان نعيش بدون امل . تظلم الدنيا ، يختفي كل بريق ، يضيع النور ويرحل الرجاء . ظلام . تنظر الى السماء سوداء قاتمة ، لا يوجد نجم ٌ واحد يلمع . ظلام . هل تستسلم لليأس ؟ هل ترتمي في قاع الهاوية ؟ هل تطلب الموت ؟ أم تبقى عينك مفتوحة وتنتظر نجما ً يلمع وشهبا ً يظهر ؟ . في ظلمة نفسه ويأس قلبه أتى ايليا تحت رتمة وطلب الموت لنفسه . قال في لوعة ٍ وألم وفشل : " قَدْ كَفَى الآنَ يَا رَبُّ. خُذْ نَفْسِي لأَنِّي لَسْتُ خَيْرًا مِنْ آبَائِي . وَاضْطَجَعَ وَنَامَ تَحْتَ الرَّتَمَةِ " ( 1 ملوك 19 : 4 ، 5 ) نام نوما ً كالموت " وَإِذَا بِمَلاَكٍ قَدْ مَسَّهُ وَقَالَ: قُمْ وَكُلْ . " واعطاه طعاما ً ليأكل فأكل ورجع واضطجع ونام ثم عاد وأكل ومضى . وكان كلام الرب اليه يقول : " «مَا لَكَ ههُنَا يَا إِيلِيَّا؟» " ( 1 ملوك 19 : 13 ) قال : «قَدْ غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ . تَرَكُوا عَهْدَكَ ، وَنَقَضُوا مَذَابِحَكَ ، وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِالسَّيْفِ " وفي يأس ٍ قاتم مظلم أضاف : " فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي ، وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي لِيَأْخُذُوهَا»." وأراه الله مجده واعاد له الأمل واعلن ان هناك سبعة آلاف رجل معاه . وظهر نجم ٌ في سمائه المظلمة ، عاد له الأمل ، ومسح ملكا ً جديدا ً ودعا اليشع ليتبعه . ما اروع الصبر في انتظار الأمل . صبرً من يرى في وسط الظلام نجما ً يبرق وسط ظلام البلايا التي حلت بأيوب ، صبر أيوب ورأى بالايمان نجما ً يلمع وسط ظلام الغربة وابراهيم يسير تاركا ً أرضه وليس له ذرية بعده . صبر ابراهيم وآمن وانتظر بالأمل ذرية ً كرمل البحر وكنجوم السماء وسط ظلام البرية وموسى يقود الشعب وسط الصحراء القاحلة المميتة ، صبر موسى وآمن بوعود الله ورأى الامل في ارض تفيض لبنا ً وعسلا ً . كل هؤلاء رأو ما لا يُرى . رأو في الظلام الذي في السماء نجما ً يلمع . نجم الامل ، نجم الرجاء ، نجم الثقة بالله ، ونجم الايمان بوعوده وعهوده . يقول بولس الرسول : " فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرّ. " (غلاطية 5: 5 ) رجاء بر ٍ يغذيه الروح وينميه الايمان وتغذيه الثقة بوعود الله . رجاء بر ٍ يملأ قلبك بالأمل ويكشف لعينيك النجم وسط الظلام . رجاء بر ٍ يشق وسط الالم صبرا ً وتمسكا ً بالله كما فعل ايوب . رجاء بر يقود غربة ابراهيم ويحقق امله في ابن من صلبه . رجاء بر ٍ يسير امام موسى والشعب ويدخلهم ارض الموعد . رجاء بر ٍ لك يٌخرج من الظلمة نجما ً يضيء حياتك . # القس يوساب عزت كاهن كنيسة الأنبا بيشوي بالمنياالجديدة أستاذ القانون الكنسي والكتاب المقدس بالكلية الاكليريكية والمعاهد الدينية |
|