منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 07 - 2020, 06:23 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

تفسير سفر المزامير - مزمور 8

سلطان ابن الإنسان



تفسير سفر المزامير - مزمور 8 - سلطان ابن الإنسان

هذا المزمور هو أغنية تسبيح أو حمد، تُمجّد الله الخالق، لأنه أعطى البشر المسئولية والكرامة. يدور المزمور كله حول عظمة الله ومجده خلال عظمة الإنسان وكرامته!

يُعلن هذا المزمور ويكشف عن مجد اسم الله ونعمته الفياضة الغزيرة، مُترنّمًا بمن هو الله، وما هي أعماله نحو الكون كله، وعلاقتنا نحن به، وعلاقة العالم به. ويسلط الضوء على سبل الله الغير مُتوقعة في الأدوار التي كلف بها الأقوياء والضعفاء [2]، وأعماله المنظورة والخفية.

ويجيب المزمور على السؤال: "من هو الإنسان؟"، وذلك من خلال عمل ابن الإنسان الكفّاري الذي تجسد وظهر في منتهى الاتضاع وإخلاء الذات، ووُضِع قليلاً عن الملائكة، وذاق الموت عن كل إنسان، وقد تكلل الآن بالمجد والكرامة؛ وذلك لكي نتمجد نحن أيضًا فيه ومعه. يمعنى آخر، أُستُعلِن مجد الله وظهر في كرامة الطبيعة البشرية كما كانت عليها في أصلها وبدايتها، وفي استعادتها أيضًا في السيد المسيح الذي صار "ابن الإنسان".

وكما في مزامير أخرى كثيرة فإن نفس المرتل تمتلئ بشعورين أساسيين: مخافة الله والفرح بمجده. والمزمور كله يزخر بمنظومة يوحي بها هذان الشعوران أو الاتجاهان، اللذان ليسا هما متضادين وإنما متكاملان. فإن مهابة الله أو مجده تُقدم سلامًا وفرحًا في أعماق أولاده الذين يرجون الشركة في الأمجاد السماوية.

يرى بعض الدارسين أن هذا المزمور نظمه داود النبي ليلاً، حين كان يسهر على القطيع، فهو زاخر بالتأملات الليلية.
رد مع اقتباس
قديم 24 - 07 - 2020, 06:23 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 8 - سلطان ابن الإنسان

مزمور مَسِيَّاني:

أُقتُبِس هذا المزمور في العهد الجديد ثلاث مرات، فيشير إليه ربنا يسوع المسيح حينما هتف الأطفال في الهيكل: "أوصنا لابن داود" (مت 21: 16)، كما اقتبسه بولس الرسول في (1 كو 15: 27) و(عب 2: 5-9)، مُظهِرًا أنه يشير إلى ربنا.

وقد أُعتُبِر مزمورًا مَسِيَّانِيًا على أعلى مستوى[221]. إنه نبوة تخص السيد المسيح في آلامه، وقيامته، وسلطانه على كل المخلوقات. فيقول أحد الدارسين السريان: [المزمور الثامن يخص المسيح مخلصنا].

وفي النص العبري للمزمور نجد أن كلمة يهوه هي أول كلمة لأول وثامن آية، ولما كان رقم 8 يرمز إلى العالم الآتي أو نهاية العالم، لهذا يشير المزمور إلى يهوه بكونه الأول والآخِر، الذي يحتضن كل المؤمنين ليرفعهم إلى الأمجاد الأبدية.

  رد مع اقتباس
قديم 24 - 07 - 2020, 06:23 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 8 - سلطان ابن الإنسان

إطاره العام:

1. ما أعجب اسمك! [1-3].

2. المفارقة بين الكون المهيب والكائنات البشرية الضئيلة الحجم [3-4].

3. كرامة الإنسان كهبة إلهية [5-9].

4. تمجيد اسم الرب [9].

  رد مع اقتباس
قديم 24 - 07 - 2020, 06:23 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 8 - سلطان ابن الإنسان

العنوان:

"للتمام وعلى المعاصر، لإمام المُغنّين على (الجَتَّيِة) Gittith ...".

أُستُخِدمت لفظة "جَتَّيِة gittith" في عنوان المزمورين (81، 84). والمزامير الثلاثة التي لها هذا العنوان ذات سمة فرح مميزة، نابعة عن الحمد والشكر والتسبيح لله.

هي لفظة قريبة الصلة بعض الشيء من المدينة الفلسطينية جت Gath، وربما تشير إلى آلة موسيقية. وهي نوع من القيثارة، وربما تشير إلى نغمة موسيقية معينة، أو بداية لأغنية مشهورة في مدينة جت. على أي الأحوال كان لداود علاقة وثيقة بالفلسطينيين، إذ عاش معهم حين كان هاربًا من وجه أبشالوم (1 صم 27: 1-7)، وكان قد عّين منهم حرسًا خاصًا له (2 صم 8: 18).

وكلمة جَتَّيِة gittith في العبرية تعني "معصرة خمر" (قض 6: 11؛ مر 1: 15؛ يؤ 3: 13)، وردت في صيغة الجمع gittoth في (نح 13: 15) تحمل نفس المعنى تقريبًا. أما الترجمة السبعينية وأيضًا اللاتينية (الفولجاتا) فاستخدمتا العنوان "على المعاصر"، وفي هذا إشارة إلى أدوم التي ستُداس كما يُداس العنب في معصرة الخمر. وربما يشير إلى الدم الثمين الذي انسكب على صليب الجلجثة، هذا الذي انسكب كما في معصرة (إش 63: 1-4). ولهذا العنوان صلة بعنوان المزمور التاسع "موت لابِن muth Labben" أي "موت الابن".

* يمكننا أن نأخذ المعصرة بمعنى أنها "الكنيسة"... لأن الكلمة الإلهية ذاتها يُمكن أن تُفْهَم بكونها عنبًا، كما دُعِى الرب عنقود عنب (كرمة)، هذا الذي سبق فأُرسِل قبلاً إلى شعب إسرائيل من أرض الموعد مِعلقًا على خشبة، كما لو كان مصلوبًا (عد 13: 23)...

هذا الخمر الذي من نتاج العهد الجديد، يشربه الرب مع قديسيه في ملكوت أبيه (مت 26: 29)، حلو المذاق جدًا وصحيّ للغاية.

* تشير المعاصر (جمع كلمة معصرة) أيضًا إلى الاستشهاد؛ فالذين يعترفون باسم السيد المسيح تطأهم ضغطات الاضطهاد، بينما تبقى قشور الثمار على الأرض (ما تبقَّى من العصر) إذا بنفوسهم ترتفع لتستريح في المساكن العلوية (كالخمر).

القديس أغسطينوس
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 07 - 2020, 06:24 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 8 - سلطان ابن الإنسان



1- ما أعجب إسمك!

"أيها الرب ربنا مثل عجب صار اسمك على الأرض كلها، لأنه قد ارتفع عظم بهائك فوق السموات" [1].

1. عجيب هو إسم الله في الخليقة وفي عهده الذي أقامه مع الإنسان، أينما وجد الإنسان! "مثل عجب صار اسمك على الأرض كلها".

ماذ تعني الأرض؟ إنها ترمز إلى جسدنا الذي أُخذ من الأرض، إذ يتمجد الله في هذا الجسد الذي كرّمه بتجسده، إذ أخذ جسدنا! كما يجدد جسدنا بروحه القدوس في مياه المعمودية ويُشّكله ليصير هيكله المقدس.

هذا ويملأ مجده "الأرض كلها" كخالق للمسكونة.

* تُنتج الفنون البشرية بيوتًا وسفنًا ومدنًا وصورًا. لكن كيف أخبر عما يصنعه الله؟ تأملوا المسكون كلها، إنها عمل يديه: السماء والشمس والملائكة والبشر هي صنعة أصبعه. يا لعظم قدرة الله[222]!

القديس أكليمندس
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 07 - 2020, 06:24 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 8 - سلطان ابن الإنسان


* بالنسبة للإنسان على الأرض، فيما يخص طبيعته الجسدية فهو تراب ورماد، لكن الله كرَّمه إذ خلقه على صورته ومثاله، لا في شكله الجسدي، بل بالحري بقدرته أن يحيا بارًا وصالحًا، ولائقًا لممارسة كل فضيلة. لهذا يعتني به خالقه بكونه خليقته بهدف تزيين الأرض به. وكما يقول إشعياء النبي: "لم يخلقها باطلاً، للسكن صوِّرها" (إش 45: 18)، تسكنها بالطبع الكائنات العاقلة التي تفكر بكل أنماط الذهن في الخالق والمُبدع المسكونة فيمجدونه مثلما تفعل الكائنات العلوية[223].

القديس كيرلس الكبير

يرى القديس أكليمندس الإسكندري والعلامة أوريجانوس والقديس غريغوريوس النيصي أن الله فوق كل إسم. وأن أسماءه أُعطِيت لنا فقط لكي نتعرف عليه بعقولنا المحدودة.

يقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص: [كيف يمكن لذاك الذي يفوق كل شيء على الدوام أن نعرفه خلال إسم؟... كثيرًا ما يدعوه العظيم داود بالعديد من الأسماء، مُقِرًّا أن جميعها (أقل من أن تعبّر عن الحق)، دون الحق. "أنت هو الله، الرحوم، العطوف، الطويل الأناة، الغني في الرحمة، الحقيقي، القوي، الثابت، ملجأ وقوة وعونٌ ومُعينٌ وقرن خلاص الخ..." مرة أخرى يعترف داود أن اسم الله لا يُعرَف في كل الأرض ومع ذلك فهو عجيب. "مثل عجب صار اسمك على الأرض"[224]].

2. تُرنَّم تسابيح الله في العلا، إذ "قد ارتفع عظم بهائك فوق السموات" [1].

إن كانت الأرض تُشير إلى "جسدنا"، فنسبح اسمه ونمجده بكل جسدنا، أي بكل أحاسيسنا وعواطفنا وطاقاتنا؛ فالسموات هنا تشير إلى "سمائنا الداخلية"، أي نفوسنا إذ أسَّس ملكوته في داخلنا (لو 17: 21)، يعكس الله بهاءه علينا وفيها. إذ يقول: "وخرج لكِ اسم في الأمم لجمالك لأنه كان كاملاً ببهائي الذي جعلته عليك يقول السيد الرب" (حز 16: 14).


  رد مع اقتباس
قديم 24 - 07 - 2020, 06:24 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 8 - سلطان ابن الإنسان


2- المفارقة بين الكون المهيب والكائنات البشرية الضئيلة الحجم

"لأني أرى السموات أعمال أصابعك.

القمر والنجوم أنت أسستها" [3].

يذكر هنا القمر والنجوم دون أن يُشير إلى الشمس، لأنها ترمز إلى "ربنا يسوع المسيح"، العريس السماوي (مز 19: 5). القمر بتغيّراته يرمز إلى "الكنيسة"، أما النجوم بأمجادها المتبادلة في النور فترمز إلى "المؤمنين". القمر والنجوم التي تمجد الله وتسبحه هم "الخطاة" الذين ينالون نعمة الله ويتقدسون بالروح القدس. كانوا أرضًا وصاروا سماءً.

يتحدث المرتل عن السموات بكونها "أعمال أصابعه". كما في كل الصناعات اليدوية يستخدم الإنسان أصابعه، لهذا وكنوع من الإخلاء والاتضاع قيل إن الله صنع السموات بأصبعه، مع أنه بدون أعضاء جسدية.

الناموس أيضًا كُتِب بأصبع الله (خر 31: 18)، التي نفهم بها الروح القدس. فإن الروح القدس الذي يُسجل كلمات الله في قلوبنا هو القادر وحده أن يُحوّلنا إلى سموات!

يقول القديس أغسطينوس: [إن الروح القدس الذي أعطى الناموس لموسى عبد الله، يعمل في عقل الخدام ليفهموا الكتب المقدسة حالة كونها السموات. يرفع الروح القدس الأطفال والرضع ليفهموا الكتب المقدسة، أي ليدخلوا السموات!

أما عن قوله "القمر والنجوم أنت أسستها"، فيُعلّق الأب يوحنا الدمشقي: [يشير بكلمة "أسست" إلى ثبات وديمومة النظام والتدبير اللذين وٌهِبا لهم من الله[225]].

3. تنطلق تسابيحه من الأطفال والرضع بطريقة مقبولة؛ فقد سبحوه عند دخوله إلى أورشليم (مت 21: 16).

يُشير الأطفال إلى النفوس التي ولدت من جديد (نالت الميلاد الثاني بالمعمودية)، هذه التي تسبح الله لا بألسنتها فحسب بل وبكل كيانها، حينما تنال الحياة الجديدة في المسيح.
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 07 - 2020, 06:24 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 8 - سلطان ابن الإنسان



يقول القديس أغسطينوس: [لا نستطيع أن نفهم الأطفال والرضع إلا أنهم أولئك الذين قال عنهم الرسول: "كأطفال في المسيح سقيتكم لبنًا لا طعامًا" (1 كو 3: 1-2)]. وبسطاء المؤمنين الذين ينعمون بتسبحة الطفولة العذبة "بسبب أعدائك"، بمعنى آخَر ينعمون بالقدرة على هزيمة المضطهِدين والهراطقة والفلاسفة الملحدين وذلك بإيمانهم. تظهر قدرة الله المعجزية في الحقيقة العجيبة أنه "اختبار جهال العالم ليخزي الحكماء، واختار ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء؛ واختار أدنياء العالم والمُزدَرى وغير الموجود ليُبطِل الموجود. لكي لا يفتخر كل ذي جسد أمام الله (1 كو 1: 27، 29). مسرَّة إلهنا وربنا يسوع المسيح أن يفتح أبواب ملكوته للأطفال الصغار (مت 11: 25-26 لو 10: 21؛ 18: 17)، واهبًا لهم الحكمة الإلهية والقدرة والفرح ليشتركوا في التسابيح الملائكية السماوية.

* يقول داود: "تفرح نفسي بالرب وتبتهج بخلاصه" (مز 35: 9). ولهذا السبب فإنه عند دخول الرب إلى أورشليم عرف كل الذين كانوا في طريقه – داود ملكهم في حزن نفسه، ففرشوا على الأرض ثيابهم، وزينوا الطريق كله بالأغصان الخضراء صارخين ومهللين بصوت عظيم وفرح عجيب: "أوصنا لابن داود"... أما الوكلاء الأشرار الحاسدون الذين قمعوا الذين حولهم ومعهم، وسيطروا على قليلي الحكمة، هؤلاء الذين لم تكن لديهم الرغبة في مجيء الملك، فقالوا له في غضب: "أتسمع ما يقول هؤلاء؟!" أجابهم الرب: "أما قرأتم قط من أفواه الأطفال والرضع هيأت تسبيحًا؟!" (كت 21: 16)، مُعلِنًا أن ما سبق داود وكتبه بخصوص ابن الله، قد تحقق فعلاً في شخصه، كاشفًا عن مدى جهلهم لفهم الكتب المقدسة وعدم معرفتهم لتدبير الله، وأنه هو نفسه الذي تنبأ عنه أنبياء العهد القديم بكونه المسيح، الذي يُسبَّح باسمه في كل الارض، الذي كمّل سبحًا لأبيه من فم الأطفال والرضع، لهذا يرتفع مجده فوق السموات[226].

القديس إيرناؤس
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 07 - 2020, 06:24 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 8 - سلطان ابن الإنسان


* نحن أطفال؛ والكتاب المقدس يحتفي بنا بطرق عديدة، ويصفنا بعدة أشكال وأنماط من الحديث، مُعطِيًا بساطة الإيمان أسماءَ عديدة... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). فقد قيل: "وحينئذ قُدِم إليه أولاد لكي يضَع يديه عليهم ويباركهم، فانتهرهم التلاميذ، أما يسوع فقال لهم: "دعوا الأولاد يأتون إليّ ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت السموات" (مت 19: 14). وما يعنيه هذا القول يُعلنه الرب نفسه، قائلاً: "إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السموات" (مت 18: 3). هنا لا يتحدث الرب بشكل رمزي عن التجديد إنما يضع أمامنا مثالاً به يُحتذَى، أعني البساطة التي للأطفال. وما هو الروح النبوي أيضًا يميزنا كأطفال[227].

القديس أكليمندس الإسكندري

* لأن المسيح بقبوله التسبيح من أفواه الأطفال والرضع، يعلن أن الطفولة ليست بدون أحاسيس[228].

العلامة ترتليان

في المزمور الثاني، إذ كًلِّلَ ملكنا المسيا على الصليب ثار ضده ملوك الأرض، أما هنا فتَمجَّد إسمه لا كخالق بل بكونه الفادي الذي يُجدد طبيعتنا، واهبًا إيانا الحياة الجديدة فيه.

يقول C. Stuhmueller: [اقتباس المزمور في (1 كو 15: 20-28) يشمل إشارات إلى ناسوت آدم الجديد، وإلى الملكوت الجديد، وإلى الصراع مع الأعداء الذين آخِرهم هو الموت، وإلى الخليقة الجديدة (أنظر أف 1: 15-23). أوضح العهد الجديد أن يسوع مارس صراعنا ضد الشر في جسده الذي صُلب ودُفن؛ وكلما متنا نحن في أهدافنا ننال كرامة جديدة وخليقة جديدة في يسوع القائم من الأموات[229]].
  رد مع اقتباس
قديم 24 - 07 - 2020, 06:24 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير سفر المزامير - مزمور 8 - سلطان ابن الإنسان


4. يُمجَّد إسم يسوع خلال كرامة الإنسان وسلطانه [6-9]. ما من إعلان عن الله إلا ويُلقى بعض الضوء أيضًا على طبيعة الإنسان؛ وبالعكس فإن الفهم الحقيقي للإنسان لا يمكن بلوغه إذا لم نهتم بمعرفة الله[230]. يُبدِي المرتل دهشته لهذا العالم العجيب المكلَّل بالكائنات البشرية[231].

وهبَنا الله سلطانًا على كل البهائم والأغنام، أي على الجسد بكل حواسه وعلى العواطف الجسدانية؛ كما وهَبنا سلطانًا على طيور السماء، أي على حواسنا وأفكارنا الهائمة؛ وعلى سمك البحر أي يكون لنا سلطانٌ روحيٌ حتى على الظروف التي تبدو كأنها خارج أيدينا أو فوق إمكانياتنا.

  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تفسير سفر المزامير - مزمور 1- الإنسان والخلاص
مزمور 36 - تفسير سفر المزامير - شر الإنسان وصلاح الله
مزمور 41 (40 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير - الإنسان المطوَّب
مزمور 23 (22 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير - مزمور الراعي
مزمور 8 - تفسير سفر المزامير - سلطان ابن الإنسان


الساعة الآن 02:52 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024