ووَقَفَ بُولُسُ في وَسَطِ الآريُوبَاغُس وقَال
الجمعة الثامن من زمن العنصرة
وفِيما كَانَ بُولُسُ يَنْتَظِرُهُما في أَثِينَا، احْتَدَّتْ رُوحُهُ فِيهِ إِذْ رأَى الـمَدِينَةَ مَمْلُوءَةً أَصْنَامًا. فَكَانَ في الـمَجْمَعِ يُجَادِلُ اليَهُودَ والـمُتَعَبِّدِين، وفي سَاحَةِ الـمَدِينَةِ مَنْ يُصَادِفُهُم كُلَّ يَوْم. وكَانَ أَيْضًا بَعْضُ الفَلاسِفَةِ الإِبِيقُورِيِّينَ والرِوَاقِيِّينَ يُبَاحِثُونَهُ، ويَقُولُ بَعْضُهُم: “مَاذَا يُرِيدُ هـذَا الثَّرْثَارُ أَنْ يَقُول؟”. ويَقُولُ آخَرُون: “يَبْدُو أَنَّهُ مُبَشِّرٌ بِآلِهَةٍ غَرِيبَة!”، لأَنَّ بولُسَ كانَ يُبَشِّرُ بِيَسُوعَ وبِالقِيَامَة. فأَخَذُوهُ وذَهَبُوا إِلى مَجْلِسِ الـمَدِينَةِ في الآريُوبَاغُس، وقَالُوا لَهُ: “هَلْ يُمْكِنُنَا أَنْ نَعْرِفَ مَا هـذَا التَّعْلِيمُ الـجَدِيدُ الَّذِي تَتَكَلَّمُ عَنْهُ؟ فَأَنْتَ تُلْقِي إِلى مَسَامِعِنا أَقْوَالاً غَرِيبَة، ونَوَدُّ أَنْ نَعرِفَ مَا تَعْنِي تِلْكَ الأَقْوَال. ووَقَفَ بُولُسُ في وَسَطِ الآريُوبَاغُس وقَال: “يَا رِجَالَ أَثِينَا، إِنِّي أَرَاكُم أَكْثَرَ النَّاسِ تَدَيُّنًا، في كُلِّ شَيء. فإِنِّي بَينَما كُنْتُ أَتَجَوَّلُ وأُشَاهِدُ مَعَابِدَكُم، وجَدْتُ مَذْبَحًا مَكْتُوبًا علَيْه: إِلى الإِلـهِ الـمَجْهُول. فمَا تَعبُدُونَهُ وأَنتُم تَجْهَلُونَهُ، بِهِ أَنَا أُبَشِّرُكُم. فاللهُ الَّذِي صَنَعَ العالَمَ وجَمِيعَ مَا فِيه، وهُوَ رَبُّ السَّمَاءِ والأَرْض، لا يَسْكُنُ في هَيَاكِلَ مِنْ صُنْعِ الأَيْدي. وهَا هُوَ اللهُ يَغُضُّ نَظَرَهُ عَنْ أَزْمِنَةِ الـجَهْل، ويَدْعُو الآنَ جَمِيعَ النَّاس، في كُلِّ مَكَان، لِيَتُوبُوا؛ لأَنَّهُ حَدَّدَ يَومًا سَيَدينُ فيهِ الـمَسْكُونَةَ بِالعَدْل، على يَدِ رَجُلٍ عيَّنَهُ وجَعَلَهُ ضَمَانَةً لِلجَميعِ حينَ أَقَامَهُ مِن بَينِ الأَمْوَات”. فلَمَّا سَمِعُوا بِقِيَامَةِ الأَمْوَات، أَخَذَ بَعْضُهُم يَسْتَهْزِئُون، وقَالَ آخَرُون: “سَنَسْمَعُ مِنْكَ عَنْ هـذَا مَرَّةً أُخْرى”. وهـكَذا خَرَجَ بُولُسُ مِنْ بَيْنِهِم. لـكِنَّ بَعْضَهُمُ انْضَمُّوا إِلَيْهِ وآمَنُوا، ومِنْهُم دِيُونِيسِيُوس الآرِيُوبَاغيّ، وامْرَأَةٌ اسْمُهَا دَمَارِيس، وغَيْرُهُما.
قراءات النّهار الرّسل 17: 16-20، 22-24، 30-34 / لوقا 11: 24-27
التأمّل:
في زماننا، يسخر كثيرون ممّن يطيعون كلمة الله أو يسعون لعيشها!
ولكن، نتعلّم من مار بولس أن البحث عن رضى الله هو الأساس وهو ما علينا أن نسعى إليه مهما واجهنا أو جابهنا من صعاب!
قد نواجه الرفض أو السخرية أو حتّى الاضطهاد ولكن الأهم هو أمانتنا لرسالتنا ولدورنا في هذه الحياة!
قد نخطئ احياناً أو قد نبتعد أحياناً ولكن علينا أن ندرك أنه لن نجد أدفأ من ذراعي الربّ ولا قلباً محبّاً مثل قلبه!