رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لا يخزون في زمن السوء !!
لا يُخزَون في زمن السّوء... ما هذه السلع الغريبة الموجودة في السوق؟!! كيف نستطيع أن نعيش وسط هذه الظروف الصعبة؟!! تساؤلات... تساؤلات... تساؤلات... ولكن عزيزي القاريء ... انتبه... فهذه التساؤلات على الرغم من تشابهها مع ما نسمعه اليوم، إلا أني لا أنقلها لك من الواقع الحالي أو من عناوين أحد الصحف اليومية..!! ولكني أنقلها لك من وسط أحداث و ظروف، تبعد عن يومنا الحالي بحوالي 2850 سنة!!! فهناك في السامرة، أحد المدن الأساسية في الجزء الشمالي من مملكة إسرائيل، والعام بالتقريب هو 850 قبل الميلاد... المدينة محاصرة من الآراميين بقيادة بنهدد الملك الآرامي، الذي قطع كل الامدادات الغذائية عن السامرة مما تسبب في مجاعة ثقيلة جدًا... ووسط هذه المجاعة، نزل الملك يهورام ملك إسرائيل ليرى الأحوال في السوق، وقد هالّه ما رآه وسمعه... فها هو أحد الباعة في السوق ينادي على بضاعته.... هيا هيا... رأس الحمار بثمانين من الفضة... رأس الحمار بثمانين من الفضة..!! وها هو صوت بائع آخر....هيا هيا... قاب زبل الحمام بعشرين من الفضة و ربع القاب بخمس من الفضة!!.. ( القاب يساوي 1.2 لتر بينما وزنة الفضة تساوي حوالي 10 -12 جرام و تسمى شاقل ). إرتاع الملك مما يسمعه... ما هذه الأشياء التي تُباع ؟! وما هذه الأسعار ؟! ألهذا الحد وصلت المجاعة بين الشعب؟؟ وبينما هو غارقًا في أفكاره، إذ بامرأة تأتي إليه صارخةً له أن يخلصها وينصفها من ظلم امرأة أخرى، وإذ تساءل الملك عن الأمر، علم أن السيدتين كان بينهما اتفاق أن يطبخا ابن الأولى ليأكلاه بالأمس، على أن يطبخا ابن الثانية ويأكلاه اليوم !!! وقد سلقتا بالفعل ابن السيدة التي تصرخ إلى الملك وأكلتاه بالأمس !!! والمرأة الأولى صارخة إلى الملك الآن لأن المرأة الأخرى ترفض أن تعطي إبنها ليؤكل اليوم !!!.... ولما سمع الملك هذا الكلام مزق ثيابه.... نعم عزيزي القاريء ... إلى هذا الحد وصلت الظروف الصعبة في هذا الوقت !! تم حصار المدينة وتعاظمت المجاعة إلى هذه الدرجة !!! حتى أن الملك استشاط غضبه على أليشع رجل الله، إذ كان أليشع يحاول أن يجعله يثق في الله لفك الأزمات. وإذ رأى الملك هذه الأحوال الصعبة ظن أن أليشع يخدعه، وظن أن الله يرسل الشر ولا يستطيع أن يتدخل وينقذ شعبه، وقرر أن يقطع رأس أليشع ويتوقف عن انتظار الله... ولكن.... انتظر قارئي العزيز... هل أرهقتك هذه الصورة القاتمة.. مهلاً.. ليست هذه كل الصورة..!! فوسط هذه الأحوال الصعبة، الله ليس صامتًا... الله يرى و يدبر خلاصًا لشعبه.. يهوه القدير رب السماء والأرض يرى الاحتياج ويسدد بطرق معجزية... جاء النبأ إلى أليشع النبي أن الملك يريد قتله، ولكن أليشع لم يرتعب من هذا النبأ، إذ كان يحمل نبأ آخر، فقد أجاب بكلمات تحمل أخبارًا طيبة وإن ظهرت وكأنها جنون في هذا الوقت ... قال أليشع النبي: "في مثل هذا الوقت غدًا تكون كيلة الدقيق بشاقل، و كيلتا الشعير بشاقل في باب السامرة" 2مل7: 1 ( الكيل يساوي 7.3 لتر تقريبًا) نعم... هذا ما أعلنه الله لأليشع، على الرغم من صعوبته... ففي الوقت الذي كان ربع قاب زبل الحمام يباع بخمس من الفضة ( أي أن ثلث لتر من زبل الحمام ثمنه حوالي خمسين جرامًا من الفضة ) قال له الله أن غدًا ستكون كيلة الدقيق بشاقل (أي أن السبع لترات و ثلث من الدقيق سيكون ثمنها عشر جرامات فقط من الفضة) وكيلتا الشعير بشاقل (أي أن حوالي 14.5 لترًا من الشعير سيكون ثمنها أيضًا عشر جرامات من الفضة). هل يمكن تصديق هذا ؟! في وسط هذا الواقع و هذه المجاعة؟! و كيف سيكون ؟! هل سيفتح الله السماء ويمطر دقيقًا و شعيرًا ؟؟ هكذا تساءل أحد جنود الملك متهكمًا.. ولكن صديقي... لم يفعل الله هذا، مع أنه كان يستطيع إذا أراد، ولكن حدثت أحداث عجيبة جدًا سنعرفها بعد قليل... ولكن قبل أن نعرفها أريد أن أهمس في أذنك بكلمات قليلة... هل تشعر صديقي أنك في زمن يشبه هذا الزمن السيء الذي تدور أحداث قصتنا فيه؟؟ هل تسمع كل يوم أخبار سيئة تقول أن الأسعار في ازدياد مستمر وأن سعر القمح ارتفع ارتفاعًا عالميًا؟؟ هل أنت في طريقك للارتباط و تتسائل كيف تستطيع أن تجد مكانًا للسكن، وسط ارتفاع أسعار العقارات الذي هو بسبب ارتفاع أسعار خامات البناء الذي هو بسبب الارتفاع العالمي لأسعار البترول الذي هو بسبب .... و بسبب.... وبسبب... هل أنت أب و تفكر في مستقبل أطفالك، كيف سيكون في وسط هذا الغلاء ؟ هل تفكر كيف تستطيع أن تلحقهم بمدارس و تدفع مصروفاتهم و تدبر احتياجاتهم ؟ هل تئن بداخلك و تخاف في بعض الأوقات و تتساءل ؟؟ هل تحسب فواتير الكهرباء و الغاز و التليفون و طعام الشهر و... و... و.... و تتساءل إذا كان دخلك سيسدد كل هذا أم لا...؟؟ صديقي... عندي لك أخبار طيبة... تستطيع أن تُدخِل الله معك في الحساب.... فهو وعد بأن يسد كل احتياجاتك..... اطمئن صديقي... فإن الله يعرف احتياجاتك... اطمئن فإن الله يعرف أيضًا هذا الزمن الذي نحيا فيه... نعم... الله يعرف و يرى... يعرف صعوبة الأيام.... اسمع معي هذه الكلمات المشجعة التي يعطيها الله لأولاده... لك و لي.... يقول الرب عني و عنك... "لا يخزون في زمن السوء, و في أيام الجوع يشبعون" مز 37: 19... هليلويا للرب يسوع المسيح... يعدنا بأن لا نخزى في أيام السوء.... هليلويا لفادينا مخلصنا الرب يسوع... يشبعنا في أيام الجوع.... نعم... نعم الرب يستطيع أن يفعل هذا و يريد أن يفعل هذا... يريد أن يسدد احتياجاتك و سيصنع معجزات لو تطلب الأمر معجزات... إن كنت ابن حقيقي للرب سلمت حياتك له و تعيش في خوفه و تحبه بكل القلب، فإن الرب سيصنع معك بحسب أمانته... وسيجعلك أيضًا مثمرًا جدًا.. "جعل شعبه مثمرًا جدًا، و أعزه على أعدائه" مز105: 24 ... فإن الرب "لا يمنع خيرًا عن السالكين بالكمال" مز84: 11... وقد شهد عنه داود بعدما مرت به السنون و قال بالروح القدس:" أيضًا كنت فتى و فد شخت، و لم أر صِديقًا تخلي عنه، ولا ذرية له تلتمس خبزًا" مز 37: 25 هليلويا للرب... كم أحبك أيها الرب فأنت معي... وسط أحداث حياتي أنت معي... لم تكتف بأن تخلصني... و تتركني بعد هذا فريسة للظروف و للأيام السيئة!! و لكنك معي اليوم كما كنت معي بالأمس... أستطيع أن أثق بك لأنك أيضًا معي غدًا... أنت هو أمس و اليوم و إلى الأبد... تحملني بيدك... كم أحبك سيدي.. والآن صديقي... نعود إلى قصتنا... ماذا حدث في السامرة ؟ أعلن أليشع كلام الرب الذي يعلن أن الفرج آت.... وها الذين سمعوا هذا الكلام يتساءلون هل هذا الكلام حقيقي؟؟ هل يستيقظون غدًا فيجدوا الأزمة و قد مضت ؟! كيف هذا ؟! يتساءلون ويتساءلون، وربما تذكر بعضهم بعض القصص التي سمعها عن إله أبائه، إله ابراهيم و اسحق ويعقوب، وكيف أنه الإله الصانع العجائب.. كيف أنه شق البحر الأحمر وكيف أطعم آباءهم المن في الصحراء وكيف أتى بالماء من الصخرة... كيف و كيف و كيف؟ ولكن صديقي لنترك الذكريات ههنا، وننطلق لنرى ما يحدث في معسكر جيش الآراميين، الذين يحاصرون اسرائيل و يتسببون في المجاعة....لننطلق لنرى رب الجنود الإله الحي و هو يتدخل ليأتي بأزمنة الفرج إلى شعبه... هناك... وسط معسكر الجيش الآرامي... كان الرب يرسل ملائكته ليرعب الآراميين....نعم كانت ومازالت يد الرب تتحرك بعجائب... فجأة وسط السكون عند وقت العشاء، سمع الآراميين صوت خيل و مركبات... سمع الآراميين صوت جيش عظيم (2مل7: 6) وظنوا أن اسرائيل تحالف مع المصريين والحثيين و قد أتوا بالثلاث جيوش ليقضوا علي آرام...! ياللعجب !! في الواقع لم يكن هناك أي جيوش !!! ولكن سقط على الآراميين رعب رب الجنود... أرسل الرب و أرعب آرام وأسمعهم تلك الأصوات.... فارتعب الآراميين و هربوا هروبًا سريعًا جدًا... لدرجة أنهم تركوا وراءهم كل شيء يخصهم.... الأمتعة و الأكل و الفضة و الذهب و الثياب... بل لقد تركوا خيلهم وحميرهم أيضًا، مع أنه كان من الطبيعي أن يستخدموا الخيل في الهرب, و لكن واضح أنه من كثرة رعبهم تشوشت أذهانهم و فقدوا القدرة على التفكبر السليم... و فروا هاربين مذعورين... و بعد قليل كان هناك أربعة رجال اسرائيليين ولكنهم بُرص معزولين خارج مدينة السامرة، بلغ الجوع مبلغه منهم...فقرروا أن يدخلوا معسكر الآراميين بحثًا عن الطعام... وقالوا " هلم نسقط إلى محلة الآراميين، فإن استحيونا حيينا، و إن قتلونا متنا" و قاموا و دخلوا.... فإذا بمعسكر الآراميين ليس فيه آرامي واحد!!! فالكل قد هرب....وقع رعب رب الجنود عليهم... هليلويا..هليلويا للرب...أكل الأربعة رجال و شبعوا... وذهبوا أخبروا السامرة التي خرج الاسرائيليين منها وذهبوا ونهبوا محلة الآراميين و يقول لنا الكتاب " فكانت كيلة الدقيق بشاقل، و كيلتا الشعير بشاقل حسب كلام الرب" ( 2مل7: 16) نعم صديقي... لقد صنع الرب معجزة لأجل شعبه... أرعب الأعداء.... وسط المجاعة صنع عجبًا... وهو يستطيع أن يصنع معك أنت أيضًا معجزة... هل تؤمن أن الرب يستطيع أن يسدد احتياجاتك وسط هذه الأيام الصعبة والظروف التي يشتكي منها الجميع ؟.... هل تؤمن بحب الرب الذي يكفي ليعتني بك تمامًا ؟... هل تؤمن أن الرب يرتب الأحداث والعلاقات والأوقات ليسدد جميع احتياجاتك، و إذا حاول إبليس أن يعوق هذا، سيعطيك الرب أن تنتصر عليه وسيُضرب العدو بالتشويش ويهرب أمامك... وسيتحول هجومه إلى ازدياد خيرك و ثبات عمل الرب في حياتك..! صديقي... نحتاج الإيمان... فالإيمان هو المفتاح الذي يأتي ببركات الرب لحياتك وبدون إيمان لا يمكن إرضاء الله... هل تذكر جندي الملك الذي تهكم من أليشع عندما تنبأ بالفرج... هذا الجندي لم يكن عنده إيمان... على الرغم من أنه سمع الكلمات من فم أليشع نفسه... هل تعرف ما حدث له في نهاية قصتنا ؟! لقد سقط وسط اندفاع الشعب الخارج من السامرة متجهًا لمحلة الآراميين... ويا للأسف لقد داس عليه الشعب ومات....نعم مات في الوقت الذي ذهب فيه الشعب ليتمتع بالمعجزة. لقد نجا هذا الرجل من المجاعة و لكنه مات لعدم الإيمان.... صديقي.... لا تفقد بركات الله لك في زمن السوء... ثق في الرب و سبحه... وكن أمينًا في عشورك و تقدماتك للرب حتى رغم الاحتياج "هاتوا جميع العشور إلى الخزنة ليكون في بيتي طعام، وجربوني بهذا، قال رب الجنود، إن كنت لا أفتح لكم كوى السموات، وأفيض عليكم بركة حتى لا توسع.و انتهر من أجلكم الآكل فلا يفسد لكم ثمر الأرض" (مل3: 10, 11)... أيضًا تكلم بكلمات البركة " الموت و الحياة في يد اللسان" (أم18: 21).. وارفض أفكار الخوف وانتهرها... ثق أن الرب سيأمر بالبركة في خزائنك و في كل ما تمتد إليه يدك (تث28: 8) وتذكر قول الرب: "لا يخزون في زمن السوء, و في أيام الجوع يشبعون" مز 37: 19... سيدي الرب... أحبك أتبعك رغم صعوبة الأيام...رغم زمن السوء.... أنت تعلم ضعفي أيها الرب... تعلم أني مرات أجد الإيمان بداخلي... و مرات أبحث عنه فلا أجده... أشكرك مخلصي... لأنك رئيس الإيمان و مكمله (عب12: 2) تستطيع أن تكمل ضعف إيماني تملأني بالروح.. فأجد الإيمان قويًا بداخلي أتشجع و أشجع آخرين... أنطلق كالنسر لا يأسرني خوف أثق فيك...أتكل عليك..أسكن الأرض و أرع الأمانة (مز37: 3) فخلاصي من عندك... و أنت حصني في زمان الضيق (مز37: 39) ساعدني لأحيا أمينًا لك كل أيام حياتي... أحبك يا رب يا قوتي (مز18: 1) |
30 - 10 - 2012, 07:11 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: لا يخزون في زمن السوء !!
موضوع رائع ومميز اوى ربنا يبارك تعب محبتكم
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
(مز 112: 7) لا يخشون أخبار السوء فقلوبهم راسخة |
لا يخزون في زمن السوء وفي أيام الجوع يشبعون |
لا يخزون في زمن السوء، وفي أيام الجوع يشبعون (مز37: 19) |
لا يخزون في زمن السوء |
لا يخزون فى زمن السوء |