الملابس القطنية.. ارتداها ناصر والسادات ونصح بارتدائها «قنديل»
كتب : شريف حسينمنذ 16 دقيقة
هشام قنديل
يلعب الرئيس الشطرنج، يجلس إلى جانب زوجته على رمال أحد الشواطئ، يقف فى عرض عسكرى، يهبط من الطائرة الرئاسية بعد عودته إلى الوطن، يخرج على جموع المصريين، ويظهر على الشاشات، وفى الزيارات الرسمية وغير الرسمية، مرتدياً الملابس الصيفية الخفيفة.
لم تنتقص البدلة الصيفية ولا القميص ذو الأكمام القصيرة من هيبة الرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر وأنور السادات، بل بالعكس، أضافت إليهما أناقة وبساطة.
صور الرئيسين الراحلين وهما يرتديان البذلة الصيفية تشعرك وكأنك تعرفهما من قبل، فقد قابلتهما بالتأكيد ليلاً فى شوارع القاهرة، أو رأيتهما يتسوقان من محال وسط البلد القديمة، هما وجه واحد لرجل بسيط الملامح والمظهر، قد يكون جارا، أو قريبا.
لم يعد طقس ارتداء الرؤساء الملابس الصيفية الذى يبدأ مع دخول الصيف موجوداً منذ سنوات، ولم تكن نصيحة الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء، للمصريين بأن يرتدوا الملابس القطنية سوى إيذان بعودة الطقس الذى ميّز مسئولى مصر ورؤسائها طيلة أعوام كثيرة مضت، لكنه اكتفى بالنصح فقط، واحتفظ لنفسه ولوزراء حكومته بالبذلة الرسمية.
خالد الشيخ، خبير الأزياء، أرجع السبب وراء غياب «البدلة الصيفى»، وعدم ارتداء الرئيس مرسى وحكومته تلك الملابس إلى أن البذلة الصيفية كانت لها صورة فى أذهان الناس، حيث اعتبروها زى الطبقة الكادحة فى سبعينات وثمانينات القرن الماضى، كما اعتبروها الملبس الخاص بمحاربى الاستعمار والباحثين عن الحرية والمناضلين من أجلها.
وأشار الشيخ إلى أن التغيرات التى طرأت على المجتمع تبعها تغير فى نظرة الشعب للملابس الصيفية، فرأسمالية المجتمع أدت إلى تحول الناس إلى «البدلة الكلاسيك»، وازدياد الرغبة فى ارتداء الملابس الرسمية التى تعطى انطباع التاجر أو رجل الأعمال، وأكد الشيخ أن سعى الرجال إلى الظهور بهذا الشكل أدى إلى الاعتماد الكلى على البذلة، رغم أنها غير مناسبة فى الصيف، وهو الأمر الذى لا يمثل عائقا للكثيرين الذين يستخدمون التكييفات فى المنزل وفى أماكن العمل والسيارة، مما يجعل من ارتداء البذلة فى الصيف أمراً غير مرهق.
وانتقد الشيخ تصريحات الدكتور هشام قنديل حول ارتداء المصريين للملابس القطنية، مؤكداً أنه لم يكن يرتدى ملابس قطنية وقتها، بل ارتدى «جاكت بدلة ثقيلة».
الوطن