رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يشرفنى أن أكتب تاريخ هذا القديس العظيم الذى هرب من تعظم المعيشة فى العالم ليربح نفسه فى علاقة خاصة مع إلهه وكانت شفيعته هى العذراء مريم وقد نشأت طفلاً فى المنطقة المعروفه بدير الأنبا رويس ولعبت هناك مع رفاقى بين احجارها قبل بناء الكاتدرائية ذلك الصرح العملاق ورأيت جماجم وعظام الأقباط فى مدافن جماعية بعد أن قتلهم المسلمين فى حقبات مختلفة من التاريخ وطبعت فى ذاكرتى صوره هذا القديس وعشت بين ألاثار التى ما زالت موجوده حتى اليوم ورأيت قبره وقبور القديسن والبطاركة حول مقبرته . أيقونة للأنبا رويس وبجانبه الجمل وفي يده سعفة نخل رمز الانتصار وحول رأسه الهالة النورانية تنيح يوم 21 بابة 1121 شهداء الموافق 1404/10/31. الصورة من أعمال ميخائيل جرجس الناظر وقتئذ علي دير القديس الأنبا فريج في شهر بؤونة 1603ش,وهي ترجع إلي أواخر القرن التاسع عشر المصدر : جريدة وطنى 25/10/2009م الباحث الأثري جرجس داود. واليوم ما زالت أسمع الكنيسة القبطية تقرأ مخطوطة عنه فى يوم عيده من كل عام . نشأ هذا القديس فى قرية منية يمين فى محافظة الغربية وكان أسم أبيه أسحق وأسم أمه سارة , ورزقهما الرب بولد فأسماه فريج وقالاً لأن الرب قد أفرج ضيقنا وكان أسحق فلاحاً أجيراً فقيراً , وكان فريج يساعد أبيه فى الفلاحه وفى الوقت الذى لم يكن فى الأرض عمل كان يبيع الملح على جمل صغير " قعود " وأحبه أهل قريته والقرى المجاورة ورفضوا شراء الملح من تجار آخرين أما الأطفال فكانوا ينتظرونه حتى يروا قعود . وقصة جمله " قعود " هو أنه رباه وهو صغير فى البيت وقد أسماه "رويس" تصغير كلمة رأس بسبب أنه كان عندما يعود من حقله كان الجمل "قعود" يفرح به ويظل يداعب رويس برأسه كمن يقبله فدعاه فريج بأسم رويس , وكثيراً ما كان الناس يتعجبون من العلاقة بين فريج ورويس وكانوا يلتفون حوله ليروه كيف يطيعه جمله فقد كان رويس يطيعه كما يطيع العبد سيده فإذا دعاه بأسمه يقف وعندما يسير يسير بجانبه - ولكن الأهم هو علاقة فريج بالرب فتعجبوا من وداعته حتى ذاع صيته فى جميع القرى والنجوع وبلاد مصر ليتكم يا أولادى تطيعونى كطاعة قعودى رويس لى وكثيراً ما كان فريج يتندر عن طاعة جمله رويس له فقال عنه أنه صنع أزاراً "ثوباً" من وبر هذا الجمل الصغير وفى الأيام البارده إذا غلبه النعاس كان رويس يأخذ الآزار بفمه ويطرحه على جسد القديس ليدفئه به .. وقال انه إذا حدث أنه لم يستيقظ للصلاه كان رويس يركن رأسه على قدمى القديس ويظل يحركهما بفمه حتى يستيقظ هذه العلاقة العجيبة وفهم القعود رويس لـفريج جعلته يوبخ تلاميذه ويبكتهم على عدم طاعتهم فقدم لهم طاعه جمله الصغير نموذجاً ومثلاً فكان دائما يقول لهم : " ليتكم يا أولادى تطيعونى كطاعة قعودى رويس لى " الإضطهاد الإسلامى وقام المسلمون بإضطهاد الأقباط فى أيام السلطان برقوق مما جعل كثير من فقراء المسيحيين يعتنقون الإسلام ومنهم أسحق والد فريج , ولم يجد فريج إلا أن يصلى للرب من أجلهم ببكاء ودموع غزيرة فإستجاب له الآب السماوى وأيقظ ضمائر الجاحدين فعاد من يعرفهم بأسمائهم ومنهم إسحق والد هذا القديس العظيم . هروب ورؤيا وخبز الحياة وعندما أشتدت نيران الإضطهاد فى قريته وحمى وطيسها ضده وأصبح هو نفسه هدفاً للمسلمين هرب من قريته إلى برية الشيخ التى بجوارهم وأقام فيها أياما لم يجد ما يأكله فقرر السفر إلى القاهرة ومن شدة التعب نام تحت شجرة فى الطريق وفى نومه رأى رؤيا وإذ برجلين يلمعان كالبرق بثياب بيضاء يحملانه إلى السماء وأدخلاه كنيسة بها جمهور السمائيين يسبحون الرب ثم سمع صوتاً يقول له : " أنت جائع فتقدم وكل من خبز الحياة " وسار الرجلان المنبران ليروه الطريق إلى مائدة فتناول وأكل من الأسرار المقدسة وأنتعشت روحه ثم عاد الرجلان وحملاه إلى المكان الذى أخذوه منه تحت الشجرة وأستيقظ ليواصل رحلته إلى القاهرة ومنها إلى الصعيد حتى وصل إلى قوص بمحافظة قنا ولما كل الذين فى قريته تركوا أموالهم وبيوتهم وارضهم هرباً على حياتهم وتمسكاً بإيمانهم , فكان الناس يتناقلون صيت قداسته وبره فى كل مكان يذهب إليه لهذا إضطر إلى إنكار ذاته بإنكار أسمه فكان إذا سئله أحد عن أسمه يقول : " إن أسمى رويس " متسمياً بأسم جمله " قعوده" ولسبب آخر حتى لا يعرفه اهل قريته الذين انتشروا فى بلاد مصر بعد ألإضطهاد , وحرص فريج أن ياكل من عمل يديه وما زاد عن إحتياجه البسيط كان يتصدق بالبعض ويرسل الباقى إلى ابيه وكان يعمل مدراوى ( أى يغربل ويفصل القمح عن القش والشوائب الأخرى ) وكان يعظ دائما بكلمة الحياه مداوما على الصلوات , وكان عندما يصلى يذكر ظعفه وأن غير مستأهل للوقوف امام الرب فكان يبكى بدموع غزسره مما يجعل الذين يصلون معه يبكون على خطاياهم الكثيرة وأحتقر مباهج العالم وتعظم معيشته فكان ينام على الأرض ويلتحف بالسماء لا يستر جسمه إلا ثوب واحد عملا بقول المسيح لا يكن لكم ثوبان وفى أحدى المرات راى ديناراً ذهبياً على الأرض فقال لتلميذه " إياك أن تطأ بقدمك هذا العقرب فيلدغك ويميتك " ونظر التلميذ إلى المكان الذى أشار إليه فوجد درهما ذهبياً . وفى أحدى المرات ذهب ليفتقد أحدى العائلات ففرحوا به لكثرة ما سمعوا عنه قبل أن يروه وحين سألوه عن أسمه قال على الفور أسمى تيجى افيلو ومعناها " تيجى الباطل " أى الذى ليس له أهمية والعجيب أن تيجى كان أمى لا يعرف القراءة والكتابة وقال هذا الإسم باللغة القبطية - وأشتهر هذا الأسم أكثر من الأسماء الأخرى حتى أن الكنيسة تذكره فى صلواتها بهذا الأسم وبارك تيجى أفراد العائلة فرداً فردا ولأن رب الكنيسة قد اعطاه شفافية روحية فأخبر كلا منهم بما فى قلبه فدهشوا للغاية . ولما كان الكثير من الأغنياء يتسابقون فى التبرك منه فكانوا ينعمون عليه بالعطايا الجزيله وكانوا يعطونه ذهباً وفضة وعمايم ( غطاء الرأس الذى كان سائداً فى هذا العصر ) وملابس وغيرها فكان لا يأخذ أكثر مما يستحقه فى عمله وكان البعض يعطيه هذه العطايا عندما يرونه يرتجف من شدة البرد إلا أته كان قانعا ببساطة ثوبه وفقره الأرضى فرحا بغناه السماوى وأحب جمله عنده كانت قول الرسول : " لا تحبوا العالم ولا الأشياء التى فى العالم إن احب أحد العالم فليست فيه محبة الآب , العالم يمضى وشهوته أما الذى يصنع مشيئة الرب فيثبت غلى الأبد ( 1يو2 : 15- 17) وكان المسلمين يذلون الأقباط بأن يجعلوهم يلبسون ملابس مهينة لكرامة الرجال ولعفة البنات ولما كان يمشى عارى الرأس فأمروه أنه إذا كان مسيحياً أن يلبس عمامة زرقاء فاسرع فرحا يعلن مسيحيته فذهب وأشترى قماش أزرق مستعمل ولفه على رأسه يشكل العمامة ورفض أن ياخذ عمامة يتصدق عليه بها إنسان . وكان دائما يشترى الردة بفلسين ويعجنها بقليل من الماء ويشويها على النار ثم ياكلها وكان احيانا يقتصر أكله على بصله واحده أو قليل من الثوم وحدث أن سيدة فقيرة إسمها ام يعقوب تسكن فى آخر شبرا قد وجدته جائعا فأخذته وأسكنته فى حجره صغيره جداً وقدمت له طعاما وخبزاً لياكل فتركه وأخذ الردة المبلولة وأكلها فحزنت السيده وظنت أنها لم تفعل خيراً فقال لها فريج : " لماذا يغتم قلبك على أكلى للردة دون الخبز ولا تغتمين على خطايا الناس؟ .. ألا تعلمين أن الخطية تميت الروح أما الردة فهى تسند الجسد على أى حال .. وإن كان الجسد يتألم قليلاً فلكى يكف عن الخطية " وظل يدرب نفسه على الصوم والصلاه فغختلف شكله عن أهل العالم وشابه سواح البراراى وهو بين الناس وأحمرت عيناه من كثرة البكاء كلما كان يردد مزامير داود الملك والنبى , وضاعف تقشفة وأبتدأ بالصوم حتى وصل إلى أن يصوم يومين ثم زادهما إلى ثلاثة وظل هكذا إلى أن تمكن أن يعيش ستة وعشرين يوما بغير طعام .. وقد شهد له بذلك الأنبا متاؤس الكبير البابا السابع والثمانون الذى عاصره ودفن إلى جانبه فى المزار الواقع تحت المذبح بكنيسته ماذا كان يرى أثناء الأسرار المقدسة؟ كان فريج مواظباً على التناول من الأسرار المقدسة لا سيما ايام ألاحاد والأعياد مجاهداً يسعى نحو الكمال وكان من عادته أنه كان يتراجع قليلاً إلى الوراء وكان الكاهن يتضايق منه فلما غضب منه مرة ونهره قال فريج : " إن خوف ورعدة يقعان علىً وقت التناول " .. وفى مرة أخرى ذهب وتقدم ليتناول وفجأة نكس فريج راسه للأرض ثم رفعها وقال : " أنا غير مستحق " وذلك لأنه رأى الهيكل منيراً ونور الرب حالاً على رؤوس المتناولين والجسد كانه يقطر دماً .. وحضر مرة عماد لطفل صغير وبينما الكاهن يصعد الطفل من جرن المعمودية قال القديس : " أكسيوس " ومعناها مستحق فقد راى الشاروبيم والسيرافيم قياماً فوق المعمودية فرحين يرفرفون على الطفل الذى تقبل حميم الميلاد الجديد عيروه وضربوه ومن طريقة كلامه وملبسه الخشن فقد كان شبه عارياً حسبه الناس مجنوناً وكان ينقطع عن الناس وحبس نفسه مرة فى منزل مهجور لأحد معارفه فى مكان مظلم ظل فيه بعيداً عن ضوء الشمس فاثار عدو الخير أشراراً عليه فضربوه وطردوه من مكانه وظلوا يقذفونه بالحجارة وتركوه بين حى وميت ولكن دبر الرب تلاميذه فجاؤوا يسألون عنه فوجدوه تحت رجم الحجارة ثم ادخلوه مخزن خشب عندهم وظل مريضاً لمدة سنتين . أفا تيجى ثيؤفانيوس وفى نفس الليلة التى أدخلوه فيه المخزن وبينما يتحدث مع تلاميذه وإذا بنار تشتعل فى ركن منه فطمأنهم القديس فريج قائلاً : " لا تخافوا ظناً منكم أنها نار , إنها نور سيدنا يسوع المسيح الذى تعطف وظهر لنا تحقيقاً لكلمة المزمور القائلة : " أنه يعينة على سرير وجعه " مزمور 40 ) وظهر السيد المسيح له المجد خمس مرات بمجد لا ينطق به وذات مرة خاطبة فماً لأذن . ولأن هذا القديس نال كرامة هذه الإستعلانات الإلهية فقد منحته الكنيسة لقب ثيؤفانيوس وتعنى " ناظر الإله " وهى كلمة يونانية ألأصل مشتقة من كلمة أى الظهور الإلهى يا خسارة .. يا لحسرة أولادك من بعدك يا مرقس عاش هذا القديس فى عهد البابا الأنبا متاؤس الثالث وقد كان أسمه فريج وأطلق عليه أسم تيجى وهى كلمة قبطية تعنى مجنون أما أسم رويس فهو اسم الجمل الذى كان يحمل عليه الملح ليبيعه أشتهر هذا القديس باسم أحسن من كل هذه الأسماء التى أطلقها عليه الناس فقد لقبته الكنيسة بلقب ناظر الإله , وكانت له صلة وثيقة بالعذراء مريم التى طلبها من الرب فلبى طلبه وذلك اثناء نياحته فى 21 بابة 1121ش الموافق 18 أكتوبر سنة 1404 م وقد أخبرتلميذه الشعب بذلك الظهور فقال :" رأيت فى تلك الساعة إمرأة منيرة كالشمس جالسة على جانب أبى رويس وقد أخذت روحه المباركة حسب طلبه " والعجيب أن ألأنبا رويس قد أنتقل إلى الأمجاد فى نفس اليوم الذى تقيم فيه الكنيسة القبطية تذكار للعذراء مريم ودفن جثمانه بجانب كنيسة السيدة العذراء مريم بدير الخندق وقد هدمت هذه الكنيسة واقيمت الكاتدرائية الكبرى لمار مرقس وأسفل الكاتدرائية توجد كنيستين واحده بأسم العذراء مريم بدلا من الكنيسة التى هدمت والأخرى باسم الأنبا رويس وما زالت كنيسة الأنبا رويس الأثرية موجوده حتى هذا اليوم- الصورة المقابلة جسد القديس الأنبا رويس يرقد تحت هيكل الكنيسة التى بأسمةوقد حاول المسلمين سرقة رفاته بعد موته بثمانية ايام ولكنهم فشلوا . فى وقت الإضطهاد الأسلامى لمسيحى مصر : صمت ولم يفتح فاه وفى صمته قاومة الشرير وكان يدرب نفسه على فضيلة الصمت فكان يعمل فى صمت بدون ان يتكلم أو يفتح فمه حتى وصل أنه ظل شهوراً بدون أن يفتح فمه بكلمة واحدة فأوعز الشيطان لبعض الناس لمضايقته وإخراجه عن صمته وبره فكانوا يذهبون إليه لمضايقته وإهانته والإستهزاء به ولم يفتح القديس الأنبا رويس فمه . وبلغ بهم الأمر فى ذات مره أن رموا عليه جفنة مملوءة نار فوقعت عليه من رأسه إلى قدميه , فلم يشكو أو يتألم أو حتى يغضب , وكبلوا يديه ورجليه وضربوه على فكه حتى يجبروه على النطق ولكنه ظل صامتا ولم يفتح فمه , وأمسكه عليه بعض البدو وضربوه بالسياط والعصى ولما فشلوا فى إجباره على الكلام تركوه ظانين أنه مات . ولما صعب على تلميذه أن الناس يهينوا سيده ويضربوه سأله لأن يتكلم فقال له : " يارجل الرب , اما ترحم نفسك وتجيب سائليك بكلمة ؟ " أجاب القديس الأنبا رويس : " كف عن كلامك الفاضح , أما ينبغى للمسيحى أن يفرح بالألم !! وفى مره سمع الأمير سودون بقداسته فطلب أن يتكلم معه فأحضره وكان القديس فى فتره صمته " وحين أستدعاه الأمير سودون ليسمع كلمة منه وقف امامه مطبق الشفتين فإعتبرها إهانه وأمر بضربه ضرباً مبرحاً أربعين عصا , فإنهال الجنود عليه حتى تهرأ لحمه وسال دمه , وعلى الرغم من آلامه المبرجه فلم يفتح فمه , وأحتدم الأمير غيظا فأمر بتشهيره , أى أن يلبسوه مسخاً وطافوا به فى شوارع مصر وأزقتها وهزأ به مسلمى مصر وضربوه بالطوب والعصى والطين وينخسوه بالأسياخ , ولما رآه الجند يتأرجح فى سيره وسقط منهم مغشياً عليه تركوه بين حى وميت , وبعد برهه إذ السيد المسيح يظهر له ويشفيه من كل آلامه .. ولما رأوه أنه أصبح معافى زجوا به فى السجن فقال له تلميذه : " لو كنت تكلمت مع الأمير ولو حتى كلمة واحده لما تلت العقوبه بسجنك " فقال له : " أما تفهم ! ما أحتمل سيدنا المسيح فى جسده من الألم عنا , الجلد والسياط والأشواك وهو واقف أمام بيلاطس صامتاً لم يجبه بكلمة واحدة .. وهو الذى علنا أن نتبع آثاره فكيف إذاً تلومنى على السكوت ؟ " وكان الإضطهاد الأسلامى بلغ للمسيحية ذروته حيث ملئ المسلمون السجون بالأقباط وكان فى هذا السجن وحده ثمانون مسيحياً قبطياً كانوا مأسورين ومقيدين لعده شهور , فلما ألقوه السجانين وهو مسخن بجراح جديده جرى عليه القباط ووضعوا وجوههم على جراحاته ثم سألوه بدموع من أجل إنقاذهم فرفع القديس الأنبا رويس عينه إلى السماء وتضرع إلى السيد المسيح له المجد أن ينجيهم فلم ينتهى اليوم حتى جاء قداسة البابا متاؤس يحمل إليهم أمراً بالأفراج عنهم , فخرجوا فرحين وهم يسبحون الرب وكلهم متعجبين لأن ذلك كان واضحاً فيه عمل الرب من أجل صلاة قديسه . ثم أخذ البابا القديس لكى يعالجه من جراحاته ومكث القديس عنده زماناً حتى عوفى , وكان البابا يريده أن يبقى معه ولكنه لم يوافق فتركه وواصل طوافه كعادته فى القاهرة ولعظم صبره لقبه أبناء جيله بلقب : " أيوب الجديد " القديس وتلميذه الفاسد كان له تلميذ يتعلم منه فكان يمكث معه من الصباح حتى بعد الظهر , ولكنه كان يقضى باقى اليوم فى الملاذ العالم وملاهيه ناسياً التعليم الذى تلقاه فى الصباح , وفى ذات يوم مرض التلميذ وأرتفعت درجة حرارته إلى حد أنه راح فى أغماءه فرأى جماعه وجوههم سوداء يحيطون به ويحمل كل واحد منهم سيخاً ففزع فزعاً شديداً فصرخ فزعاً قائلاً : إلحقنى يارجل الرب فإذا بالقديس الأنبا رويس يظهر فى حلمه يقف وسط هذه المخلوقات المخيفة ويأمرهم بالأنصراف بقوة الروح القدس الحال فيه فخرجوا لفورهم .. وإلتفت القديس ويقول إليه : " إن الآب السماوى قد تحنن عليك وسيعطيك الصحة والعافية والفرصة لتتوب , فإياك والعودة إلى ما كنت عليه " وأختفى من أمامه . أما التلميذ فقد شفى فى خلال يومين , وفى اليوم الثالث ذهب مسرعاً إلى القديس الأنبا رويس وشكره وعاهده على التوبه.لا تنزعج: لقد صرعك الشيطان فى الجولة الأولى وأنت ستصرعه فى الجولة الثانية وكان مسيحى قبطى يعمل رئيس كتبة السلطان المسلم قلاوون كان له أبن شاب فاخذه إلى الديوان ليدربه على أن يصبح كاتباً , وفى يوم من الأيام أنفرد السلطان بالشاب وأغراه بأن يجعله أميراً ويزوجه من أميره ويجعله يعيش فى قصرة إن هو ترك إيمانه بالمسيح واعتنق الإسلام ووقع الشاب فى الإغراء ومال الشاب أن يقبل ما عرضه عليه السلطان فأصبح هذا الشاب أميراً وتزوج من أميره وعاش فى القصر ولكن ضميره ظل يؤرقه صباحا ومساءاً لم يدعه فى سلام , وبعد سنتين وجد فرصة للخروج من القصر فذهب إلى ساعته إلى الأنبا رويس وحكى قصته له وأعترف له بما جرى ثم قال : " يا رجل الرب لقد صرعنى الشيطان " فأجابه القديس فى حنان واضح : " لا تنزعج إنه صرعك فى الجولة الأولى وأنت ستصرعه فى الجولة الثانية " .. فسأله : " كيف ؟ " فأجابه القديس النبا رويس قائلاً : " أترك قصر السلطان وأذهب إلى دير أنطونيوس " فقبل الشاب القبطى إرشاد القديس الأنبا رويس وذهب إلى جبل أنطونيوس , وأقام فى صلاة وتعبد وجهاد مدة طويلة , وظل السلطان يسأل عن مكانه وكلما عرف السلطان بمكانه يجعل الرب عليه سهواً فلا يطلبه و أو يرسل جنوداً للقبض عليه ولما مات السلطان قلاوون نزل الشاب من الدير ليقدم شكره للقديس النبا رويس ثم عاد إلى الدير وهكذا ربح الشاب الجولة الثانية من الشيطان بركة صلاتهما تكون معى ومعكم يا آبائى واخوتى رحلة القديس الأنبا رويس إلى اسيوط أكانت بالجسد أم بالروح وفى تجواله ذهب الأنبا رويس إلى كنيسة السيدة العذراء بحارة زويلة فوجد أنسانا طريحا مريضاً على الأرض فسأله عن أسمه فأجاب : " أسمى وهبة وأنا من أهالى نقادة ( محافظة قنا )" وراح ينادى بشفاعة الشهيدين الأنبا بيشاى والأنبا بطرس الذان جسديهما يرقدان فى جبل أسيوط وكان عنده إيمان شديد بهما وتمنى ان يكون هناك حتى يتشفع بهما وينال الشفاء .ثم راح فى غيبوبة مرضية . وبعد قليل رأى وهبة القديس الأنبا رويس يرقد بجانبة ويعانقة ويقول له : قم يا وهبة لأحملك وأوصلك فى أسرع وقت إلى جبل أسيوط " ورأى وهبة , كما فى رؤيا , ممسكاً به وهو خارج من الكنيسة , وبغته وجد نفسه فى جبل أسيوط وأمام مدفن الشهيدين داخل الكنيسة التى بأسميهما , فصلى متعجباً أهو فى حلم أم رؤيا أم حقيقة أم خيال ولكنه مجد الرب فرحاً بما يرى وجاء وصولهما فى وقت التنارول من الأسرار المقدسة فتناولا الأثنان من الأسرار المقدسة ثم أعطاهما أنسان قربانة , وبعد برهه أحس وهبة أن الأنبا رويس قد حمله وعاد بة ثانية إلى كنيسة العذراء بحارة زويلة حيث كان يرقد على الأرض , وأنتبه صاحياً من رقدته لنفسه فجأة فإذ به صحيحاً معافى ممتلئ صحة ونشاطاً , وكان الأنبا متاؤس البطريرك حاضراً فى كنيسة السيدة العذراء ذلك اليوم , فقدم له الأنبا رويس القربانة فتعجب البابا من اين اتى القديس بقربانة دافئة ؟ فلم يتكلم القديس ولكن الرجل وهبة الذى رآه الجميع طريح الرض مريضاً أذاع الخبر فى كل مكان والصورة الأثرية التى فى المقابل تحكى هذا الخبر . وأراد وهبة أن يعود إلى بلده فذهب يبحث عن الأنبا رويس لعله يتكرم ويوصله غلى بلده , فلما إلتقى به تفرس فيه القديس قليلاً ثم قال : " يا وهبة ألم يكفك أنهم حملوك ( لعله يقصد الملائكة نافياً الكرامة لذاته ) إلى جبل أسيوط وأنت مريض , وها أنت تأتينى اليوم وأنت بصحتك مطالباً بأن يحملوك إلى نقادة ( بالقرب من جبل أسيوط فى محافظة قنا) فخجل وهبة من طمعه وهكذا فهو ذهب مطالباً بالمزيد ولم يطلب كلمة الرب فشابه الذين تبعوا السيد المسيح لأجل معجزاته لأنهم اكلوا وشبعوا . الأمير المملوكى يلبغا السالمى يسجن البطريرك أستبد الأمير المسلم يلبغا السالمى وقبض على قداسة البابا متاؤس وسجنه كما قبض على أعداد كثيرة من الأقباط , وعلم أحد تلاميذه بالأمر فذهب إلى الأنبا رويس وكان حابساً نفسه بعيداً عن الناس فى خلوة روحية وقال له : " ماذا تفعل يا رجل الرب والأب البطريرك مسجون وفى ضيقة ؟؟ , ألا تصلى من اجله ؟ " فقام القديس ورفع عينيه وذراعية نحو السماء وقال بصوت عالى سمعه كل الموجودين : " ستنا العدرا تخلصة " ووقع على تلميذ البابا الذى جاءه بالخبر سبات ربما من التعب والقلق والسهر , فرأى صليباً من نور فى سحاب السماء وقد خرجت منه حمامه بيضاء منيرة بسطت جناحيها فوق راس البابا متاؤس , وسمع صوت الأنبا رويس ينادى : " يا متاؤس لا يخف قلبك لأن الحمامة التى تحبها قد خرجت اليوم لتخلصك " وبعد أن استيقظ تلميذ البابا من سباته ذهب إلى السجن وأخبر البابا بما حدث , وبينما هو يقص الخبر هجم أمير من خصوم الأمير يلبغا على السجن وكسروا ابوابه وأخرجوا الأنبا متاؤس وجميع المسجونين معه , وقبض السلطان الناصر برقوق على ألمير يلبغا وسجنه وأمر بجلده وضربه حتى مات من شدة الجلد والضرب . أنتصار الملك الظاهر برقوق ثارت حرب شعواء بين الملك الظاهر برقوق والمير منتطاش بمصر , وإنهزم الظاهر برقوق ونفى فى الكرك وقبض الأمير المنتصر على جنود الظاهر برقوق وقيدهم وحبسهم فى القلعة , وحزن المصريين على هزيمة الملك الظاهر برقوق .. فقال لهم الأنبا رويس : " لا تحزنوا , فغداً سيخرج الملك برقوق من منفاه , وينتصر على عدوه الأمير منطاش " فتعجب الناس كثيراً لهذا القول ولم يصدقوه . وفى الغد أمطر الرب برداً كثيفاً من السماء على معسكر الأمير منطاش وتبدد شمل جنوده , فى الوقت الذى كان جنود الملك برقوق ينقبون جدران الجب ( السجن) فى القلعة وخرجوا منه , وهجموا على البقية الباقية من عساكر منطاش وهزموهم شر هزيمة ورجع الملك برقوق من أسره فقابله جميع الشعب بنشيد الظفريهتفون فى فرح : " ينصر الله السلطان" ورأى القديس الأنبا رويس هذا الحماس والفرح هز رأسه وقال : " نعم إعتفوا لأنه سيأتى اليوم تترحمون فيها على الأيام الحاضرة أى عصر متى ( يقصد البابا متاؤس ) وبرقوق " وفعلاً لم يتمتع شعب مصر بايام مملوءة بالقداسة والعدل مثل تلك الأيام . أجعل كلمتى فى فمك فتتنبأ وجعله الرب يتنبأ عن غلاء ومجاعة فأخبر تلاميذه بذلك وظن تلاميذه أن الغلاء سيبطئ فى قدومه ولكنه انذرهم بان الغلاء قد بدأ يحل فعلاً , فلما علم المسيحيين ما قاله إشتروا قمحاً كثيراً قبل أن تعم موجة الغلاء وإرتفعت فيها الأسعار ( أرتفع سعر الأردب من القمح من 4 درهماً إلى 40 درهما) وبهذا أنقذ القديس نفوس الذين صدقوا مواعيد الرب إلهنا .وقد وقع هذا الغلاء سنة 1120ش وذلك كان قبل نياحة القديس النبا رويس بسنة واحدة وسألوه ان يصلى لزواله قال : " أنا أطلب من الرب أن اموت قبل أن أعاين ذلك اليوم , لأن الشدة التى تكون عند زواله أشد واصعب مما رأيتم أثناء وجود الغلاء " وقد تم ما قاله القديس أنه مات قبل زوال الغلاء . وفى شدة مرضه تمسك بالصليب علامة مخلصة أمام القضاة المسلمين لقد قضى القديس الأنبا رويس التسع سنين الخيرة من حياته ملقى على الأرض بسبب ما لاقاه فى حياته من جهاد فى حمله لأكياس الملح وجولانه فى بلاد مصر يلتحف بخرقه يلفها حول جسمه متقشفاً يضرب ويعذب من المسلمين وعاش هذه السنين فى رضى وهو ملقى على ظهرة وكان له تلميذ يخدمه أسمه ميخائيل البنا متألما جداً بسبب رقاده الصعب على الأرض هذا , وكان من العجيب أنه فى مرضه لم يشكوا فكانت هذه هى الشوكة الأخيره فى تجربته فى حياته على الأرض فإحتمل مرضه فى صبر , والعجيب أنه أصبح ملجئ لكل من فى ضيقة فكان يصلى لكى يفرج الرب كربته , والأغرب من ذلك أنه فى مرضه وآلامه لم يأته مريض إلا وكان يصلى إلى الرب فيشفى أما عن نفسه فلم يسأل . ونمى للقضاة المسلمين علم ما يفعله القديس الأنبا رويس من شفاء الأمراض أراد بعض القضاة المسلمين أن يمتحنوه عن إيمانه على الرغم من مرضه وشيخوخته , وما أن رآهم فأحس بقوة الروح ماذا يبتغون فوقف أمامهم كالأسد وأشار إلى الصليب المدقوق فى يده ( وما زال وشم الصليب الذى يضعه أقباط مصر على ذراعهم حتى الان ) واعترف بالمسيح جهاراً وظل يردد بأعلى صوته : أنا أؤمن بالمسيح رب المجد .. أنا أؤمن بالمسيح رب المجد , ثم اخذ يرشم ذاته بعلامة الصليب من قمة راسه حتى قدميه , حتى أقشعر سائلوه وخرجوا فى ذهول من قوة إيمان هذا الرجل البسيط . القديس الأنبا رويس يغسل جسده قبل نياحته المباركة وكان عارفاً بيوم إنتقاله من هذا العالم وعندما قرب دعا تلاميذه وأخذ يوصيهم بالمحبة التى هى رباط الكمال وباركهم واحداً واحداً ثم طلب ماء وغسل جسده جزءاً جزءاً راسماً كل أعضاءه بعلامة الصليب وبعدها قال لتلاميذه لقد غسلت جسدى حتى لا يكشفه أحد بعد إنتقالى , وفى صباح اليوم التالى كان يوم احد باكراً جداً حضر إليه تلاميذه فوجدوه قد أسلم الروح وكان لمحبته للعذراء مريم أم النور أنه اسلم روحه يوم ألحد 21 بابه سنة 1121 ش ( الموافق 18/ 10 / 1404م) وكلنا يعرف أن اليوم 21 الحادى والعشرين من الشهر القبطى هو يوم تذكار السيدة العذراء مريم . عاش هذا القديس فى عهد البابا الأنبا متاؤس الثالث وقد كان أسمه فريج وأطلق عليه أسم تيجى وهى كلمة قبطية تعنى مجنون أما أسم رويس فهو اسم الجمل الذى كان يحمل عليه الملح ليبيعه ولكن أشتهر هذا القديس باسم أحسن من كل هذه الأسماء التى أطلقها عليه الناس فقد لقبته الكنيسة بلقب ناظر الإله , وكانت له صلة وثيقة بالعذراء مريم التى طلبها من الرب فلبى طلبه وذلك اثناء نياحته فى 21 بابة 1121ش الموافق 18 أكتوبر سنة 1404 م وقد أخبرتلميذه الشعب بذلك الظهور فقال :" رأيت فى تلك الساعة إمرأة منيرة كالشمس جالسة جالسة على جانب أبى رويس وقد أخذت روحه المباركة حسب طلبه " والعجيب أن ألأنبا رويس قد أنتقل إلى الأمجاد فى نفس اليوم الذى تقيم فيه الكنيسة القبطية تذكار للعذراء مريم ودفن جثمانه بجانب كنيسة السيدة العذراء مريم بدير الخندق وقد هدمت كنيسة القديسة العذراء مريم واقيمت الكاتدرائية الكبرى لمار مرقس مكان سلالم الكاتدرائية وقد أصر البابا كيرلس السادس على تصميم مكانين فى أسفل الكاتدرائية واحده بأسم العذراء مريم بدلا من الكنيسة التى هدمت والأخرى باسم الأنبا رويس وما زالت كنيسة الأنبا رويس الأثرية موجوده حتى هذا اليوم وأول من اهتم بسيرة هذا القديس هو الشماس مسعود بن يوحنا تحت أشراف القمص برسوم كاهن بيعة الشهيد مرقوريوس بمصر القديمة وذلك فى 29 اكتوبر 1752م . كما توجد مخطوطة مكتوبة بخط اليد مدون فيها عجائب القديس التى ذكرت القليل منها فى هذه الصفحة . وفى عام 1949م أصدرت حمعيه نهضه الكنائس بإصدار نبذه عن سيرة هذا القديس الفقير وفى عام 1963م أصدرت كنيسة الأنبا رويس كتاباً عنه بعد مراجعة المخطوط السابق ذكره مع مخطوط آخر موجود فى مكتبة دير السريان ومساعدة رهبان الدير , وأصدرت طبعة منه ثانية عام 1969 م وطبعة 1972م وطبعة رابعة فى 31 أكتوبر 1988م . إلا أن أسم هذا القديس الذى ترك كل شئ ووهب حياته لإرضاء السيد المسيح فى اصرار عجيب فكان يجول يصنع خيراً ليس له مكان لكى يسند فيه رأسه متمثلاً بالسيد المسيح لهذا أراد الرب ان يشهر أسمه فى العالم ويكفى أن أسمه اطلق على الأرض التى بنيت عليها الكاتدرائية المرقصية بالقاهرة وأسمها أرض دير الأنبا رويس لكى ينطق بأسمه كل من يريد أن يعرف شيئاً عن كنيسة الأقباط فى مصر , الأنبا رويس هو عنوان الكنيسة القبطية ليس لى ذهب ولا فضة ولكن الذى لى أعطيه وبركة الرب التى مع كنيستنا تغنى .. |
19 - 08 - 2012, 05:08 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: ظهور العذراء الى الانبا رويس
مشاركة مثمرة ربنا يباركك
|
||||
19 - 08 - 2012, 07:30 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: ظهور العذراء الى الانبا رويس
ميرسى ياريم على مرورك
|
||||
|