رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَٱحْذَرُوا خَمِيْرَ الفَرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين
انجيل القديس متى 16 / 5 – 12 “لمّا عَبَرَ التَّلامِيْذُ إِلى الضَّفَّةِ الأُخْرَى، نَسُوا أَنْ يَأْخُذُوا مَعَهُم خُبْزًا. فقَالَ لَهُم يَسُوع: “أُنْظُرُوا وَٱحْذَرُوا خَمِيْرَ الفَرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين”. فصَارُوا يُفَكِّرُونَ في أَنْفُسِهِم ويَقُولُون: “لَمْ نَأْخُذْ مَعَنَا خُبْزًا!”. وعَلِمَ يَسُوعُ فَقَال: “يَا قَليلِي الإِيْمَان، لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ في أَنْفُسِكُم أَنَّهُ لَيْسَ لَدَيْكُم خُبْز؟ أَلا تُدْرِكُونَ حتَّى الآن، أَلا تَتَذَكَّرُونَ الأَرْغِفَةَ الخَمْسَةَ الَّتي أَشْبَعَتِ الآلافَ الخَمْسَة، وكَم قُفَّةً أَخَذْتُم؟ والأَرْغِفَةَ السَّبْعَةَ الَّتي أَشْبَعَتِ الآلافَ الأَرْبَعَة، وكَمْ سَلاًّ أَخَذْتُم؟ كَيْفَ لا تُدرِكُونَ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَعْنِي الخُبْزَ بِمَا قُلْتُهُ لَكُم ؟ فَٱحْذَرُوا خَمِيْرَ الفَرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين”. حينَئِذٍ فَهِمُوا أَنَّهُ لَمْ يَقُلْ ذلِكَ لِيُحَذِّرَهُم مِنْ خَمِيْرِ الخُبْز، بَلْ مِنْ تَعْليمِ الفَرِّيسِيِّينَ”. التأمّل: “وَٱحْذَرُوا خَمِيْرَ الفَرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين…” خمير الفَرِّيسِيِّينَ والصَّدُّوقِيِّين هو الكذب. وأخطر أنواع الكذب هو المغلف بالعبادة !!! عبادة الله دون الالتقاء به !! كم مرة تقول في نفسك:”إسمع تفرح… جرب تحزن”!! أو تردد ما قاله يسوع عن الفَرِّيسِيِّينَ:”إسمعوا أقوالهم ولا تفعلوا أفعالهم”!!! هذا النوع من الرياء الذي يتسلل الى حياة المؤمنين لا سيما القادة منهم فينتفخوا من ذاتهم ويتبعوا أنانيتهم تحت ستار تطبيق الشريعة بحرفيتها والتقوى المزيفة التي تقود الانسان الى عيش عكس ما يقول ساعة الامتحان بالتجربة أو في الأوقات الصعبة والحرجة.. عندما يعبر بك الرب إلى الضفّة الاخرى، تذكر نعمه الكثيرة التي أفاضها عليك. تذكر ماضيك وبداياتك المتواضعة، تذكر عثراتك الكثيرة وماذا وهبك لتنتصر على ضعفك؟!! لا تنسى أنه أحبك وغمرك بحنانه في حين انقلب الجميع عليك… لا تنسى أنك بفضله انتصرت وربحت ووصلت الى ما أنت عليه… لماذا تتذكر الرب وتطلبه في وقت الشدة والخوف والالم واشتداد العاصفة وتنساه في زمن الهدوء والاطمئنان وتسكين العاصفة؟؟… ألا تعلم أن خمير الفريسيين هو عدوك اللدود، يسكن فيك ويملك عليك، يشغلك بأنانيتك ويوهمك أنك أنت الاله، ويقنعك أن تحفر قبرك بيدك فتدفن نفسك بنفسك…!!! خمير الفريسيين يشغلك بالناس، فتهتم لرأيهم وتعيش من أجلهم وتنسى اللقاء بالله…. خمير الفريسيين يشغلك بما هو ظاهر، بالثياب أكثر من الانسان، بالمقتنيات أكثر من القيم، بالهيكل الخارجي أكثر من الجوهر الداخلي، بالمتعة أكثر من السعادة، بالمؤقت والزائل أكثر من الابدي والدائم بالمخلوق أكثر من الخالق… تذكر أن الرب حاضر دوماً لنجدة ضعفك، يستعمل قدرته لخيرك، يمسك يدك في قلب المشكلة ويقلبها رأساً على عقب لصالحك، يحرّك الدنيا من أجل عيونك، يتحمل سهام العالم ليحميك من أي جرح، يحتمل عنك ويتحمّلك ويكدُن نفسه معك في النير نفسه ليخفف عنك حملك الثقيل، يقدّم لك قلبه ليبقى قلبك سليماً معافى ينبض بالحياة، يحمل همّك أكثر من والديك، وإن تركك العالم بأسره تراه يفتح يديه لك من بعيد ويغمرك حتى تشعر أنك أصبحت في قلبه، تحيا معه طفلاً مدللاً يدعوك إبنه الحبيب، وتدعوه “أبّا أيها الاَب”… |
|