مناجاة في عيد العذراء مريم حالة الحديد

[walaa farouk]

فيك يفرح آدم وتتهلل حواء، لأنّك ولدتِ المخلص الذي سـحق رأس الحية التي أغوتهما
يفرح إشعياء النبي الذي تنبأ عن مجي المخلص من عذراء لم تعرف رجلاً (إش14:7)
يفرح الكهنة لأنَّ منك قد جاء رئيس الكهنة الأعظم الذي قدم ذاته ذبيحة لخلاص جنسنا
تفرح الطبيعة لأنَّ من شجرة معرفة الخير والشـر أكل آدم فمات، ومات معه كل البشر
ومن شجرة الحياة المقدسة، التي قد نبتت في بطنك، وانبثقت منكِ، يحيا البشر بثمارها
ذِكر اسمك يبهج القلوب، فالـكل يريـدون أن يقتدـوا بعفتـك، والشعراء يتغنوا بفضائلك
بحثتي عن النور ووقفتي، عـرفتي طـريق الأبديّة فانطلقتي، ونظرتي للسماء فارتفعتي
ولذلك لم تقدر الأرض أن تجذبك لا بتجاربها ولا بشهواتها، فعشتِ طاهرة محبة قوية
في وادي الألم قد سرتِ، وهناك على نهر الدموع وقفتِ وأمام أشباح الخوف صمدتِ
فتراجعت أمواج الشر ولم تغرق بهياجنها المتلاطم سفينة حياتك أو تمحو آثار أقدامك
بكيتِ على ابنك الوحــيد، فتحولت دمـوعك إلـى حبات لؤلؤ، طهرت الأرض الملوثة
والآن بعد أن سَبَحَتْ روحـك فـي فضـاء الحــرية نطـلب أن تذكرينا أمام عرش ابنك
لنحيا كحياتك، ونتمثل بجهادك، ولإلهنا المجد الدائم إلى الأبد، آمين.