![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وبعد هذه التشككات كيف سنكون أهلاً للتناول من أسرار الله المقدسة ؟ ![]() فلنخف الرب لأنه قد يري تصرُفنا علي غير ما نتوقع فقد قال يوماً لتلاميذه : «أَيُّهَا الْجِيلُ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ وَالْمُلْتَوِي إِلَى مَتَى أَكُونُ مَعَكُمْ وَأَحْتَمِلُكُمْ ؟ لوقا ٤١:٩ موقفنا أمام ربنا اصبح صعب وحرج جداً فالخوف والشك خطية كبيرة خسائرها فادحة ، وهكذا تكون العواقب فَأَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي: «لاَ يَدْخُلُونَ رَاحَتِي». المزامير ١١:٩٥ لنتذكر تلاميذ الرب حين خافوا من هياج البحر وحين خافوا لأنهم نسوا أن يأخذوا خبزاً في كل مرة كان السيد يقول لهم يا قليلي الايمان لماذا شككتم . لنتذكر تلميذ الانبا بيشوى حين جزع من ان يشرب الماء الذي أمره معلمه ان يشربه فمضى بعد إلحاح ليشرب واذا الاناء قد جف فندم كثيراً بعدما عرف انه ماء غسل قدمي السيد المسيح. منذ ان سمحنا لأنفسنا بمجرد التفكير بأن العدوى تأتي من طقوس العبادة وطريقة التناول ونحن في خطر أن نكون مُدانين أمام الله ، حتى وان قلنا ان التغيير في هذه الامور لا يمس الايمان والعقيدة . فهل العقيدة معلومة واعتراف نظري ؟ لنتذكر بطرس وهو يمشي علي الماء ابتدأ يغرق لأنه خاف . فقال له الرب : «يَا قَلِيلَ الإِيمَانِ، لِمَاذَا شَكَكْتَ؟» متى ٣١:١٤ أليس هذا هو بطرس الصخرة الذي كان اول من اعترف بالإيمان المستقيم ونطق بالعقيدة الصحيحة وأخذ التطويب من فم الرب ؟ وان كان خوفه في هذا الموقف أمراً وارد كونه موقف عجيب وخارق للطبيعة ، أما خوف العدوى عن طريق الأسرار والمقدسات فهو انكار لحقيقة إيمانية عاهدنا الله ان نصدقها ولا نشُك فيها أبداً . لأننا مع المسيح يجب أن الايمان يسبق العقل ومواقفنا هي التى تشهد وليست كتُبنا وعظاتنا ومن اين تأتي هذه المنازعات ؟ الله سيسأل هذا السؤال ويطلب جواباً لأنه قال : وَيْلٌ لِلْعَالَمِ مِنَ الْعَثَرَاتِ! فَلاَ بُدَّ أَنْ تَأْتِيَ الْعَثَرَاتُ، وَلكِنْ وَيْلٌ لِذلِكَ الإِنْسَانِ الَّذِي بِهِ تَأْتِي الْعَثْرَةُ! متى ٧:١٨ لنتذكر هؤلاء الرجال الاثني عشر الذين ارسلهم موسى النبي ليتجسسوا ارض كنعان بعدما خرج شعب إسرائيل من ارض مصر بيد عزيزة سقط في الخوف والشك فحُكم عليهم بالحرمان من دخول ارض الموعد وكان هذا بسبب عشرة رجال أشاعوا مذمة وأثاروا الخوف والشك في قلب الشعب وكانت النتيجة : فَمَاتَ الرِّجَالُ الَّذِينَ أَشَاعُوا الْمَذَمَّةَ الرَّدِيئَةَ عَلَى الأَرْضِ بِالْوَبَإِ أَمَامَ الرَّبِّ. العدد ٣٧:١٤ كم مرة في السنوات الأخيرة حدث مثل هذا الجدل والانقسام ؟ اليست هذه جميعها اثارة للشكوك والانقسام ؟ ما ذنب الشعب في هذه العثرة ؟ واحد يشيع المذمة ويثير الانقسام وآخر يوبخ ويبكت ويصف بالتآمر والكبرياء و التمرد والجهل والقلوب المتحجرة !!! لماذا يوضع الشعب بين حجري الرحي ؟ فجميع هذه الامور أُثيرت من قبل وقد سجل الاباء موقفهم منها وأعلنوا بقوة تمسكهم بمسلمات الكنيسة وإيمانها وعدم التفريط فيها وأقربهم قداسة البابا شنودة الثالث الذي بين أيدي الجميع مواقفه المسجلة التي أعلن فيها رأي الكنيسة تجاه هذه التعاليم . ولعل هذا هو السبب الحقيقى وراء تجمُع الشعب والتفافه حوله وما أظهره من انتماء في مشهد نياحة هذا الأب . لقد حُرم الشعب من ارض الموعد بسبب عشرة رجال أثاروا الشك وأشاعوا مذمة ، ولم يدخل منهم الأرض سوى اثنين جعلوا الايمان قبل العقل والمنطق وهما يشوع وكالب بن يفنة . ومنذ ان أُثيرت الشكوك حول اقداس بيت الله وها هى الكنائس قد اغلقت ونحن خارجها . اذكروا يا من تدّعون الحرية والتطور والانفتاح وعدم التزمت والتمسك بالتقاليد أنكم وقعتم تحت قيود الوباء والخوف والكمامة ودخول الكنيسة بالتصاريح والتناول بالحجز وإجراءات واشتراطات كثيرة لن تنتهي وكان علي كل معلم امين ان يقوم ضعفاء القلوب ويشدد إيمانهم مثل يشوع ونحميا .. فالرب كان يأمر بأن يتراجع كل ضعيف القلب عن صفوف المحاربين لئلا يسقط الجيش كله ثُمَّ يَعُودُ الْعُرَفَاءُ يُخَاطِبُونَ الشَّعْبَ وَيَقُولُونَ: مَنْ هُوَ الرَّجُلُ الْخَائِفُ وَالضَّعِيفُ الْقَلْبِ؟ لِيَذْهَبْ وَيَرْجعْ إِلَى بَيْتِهِ لِئَلاَّ تَذُوبَ قُلُوبُ إِخْوَتِهِ مِثْلَ قَلْبِهِ. التثنية ٨:٢٠ الشك خطية .. وان كنا نتطلع الي فتح الكنائس والتناول من الأسرار المقدسة فعلينا ان نسرع أولاً وننظر كيف يجب ان نتوب أولاً عن الشك والارتياب قبل ان تتضاعف الخسائر . لأَنَّ ذلِكَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ، وَكُلُّ مَا لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ فَهُوَ خَطِيَّةٌ. رومية ٢٣:١٤ وَلكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ. العبرانيين ٦:١١ لأَنَّ الْمُرْتَابَ يُشْبِهُ مَوْجًا مِنَ الْبَحْرِ تَخْبِطُهُ الرِّيحُ وَتَدْفَعُهُ.فَلاَ يَظُنَّ ذلِكَ الإِنْسَانُ أَنَّهُ يَنَالُ شَيْئًا مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ. يعقوب ٦:١ ، ٧ اذا كان البعض يعتبر طريقة التناول كما سبق واعتبروا مواعيد الاعياد انها تفاصيل غير جوهرية ولا علاقة لها بالإيمان . اذكركم بأن كل تفاصيل الطقس وُضعت بناءاً علي فكرة كتابية وعقائدية مرجعها الأول هو الله وعبارة الطقس وضع لأجل الإنسان .. تعنى ان الطقس طريقة ينال بها الإنسان ما يؤمن به وهو خلاصه وشفاؤه وليست لتتناسب مع رغباته وشكه وضعف إيمانه . لذا يجب ان يُحكم في هذه الامور من خلال فكر الله واهتمامه بالطقوس وغيرته الملحوظة في العهد القديم نحو ادق التفاصيل وهذا ليس تهوداً أو رجعية لأن السيد المسيح جاء ليكمل لا لينقض فكل ما يجب تغييره سلمه لتلاميذه أما بقية الامور رتبها الاباء وقد استلهموا من فكر الله المعلن في العهد القديم وَعِنْدَنَا الْكَلِمَةُ النَّبَوِيَّةُ، وَهِيَ أَثْبَتُ، الَّتِي تَفْعَلُونَ حَسَنًا إِنِ انْتَبَهْتُمْ إِلَيْهَا، كَمَا إِلَى سِرَاجٍ مُنِيرٍ فِي مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ، .. ٢ بطرس ١٩:١ وقد سبق وذكرنا الكثير في هذا الامر ولكن يكفينا ان نذكر منه هذه النقطة : العلامة تساوى المضمون في حكم الله من جهة الطقوس . ومن يمحي العلامة يمحي المضمون فهل كان الختان هو مضمون العهد أم العلامة ؟ وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيم: «وَأَمَّا أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي، أَنْتَ وَنَسْلُكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ. هذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ، فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ، فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. التكوين ٩:١٧ - ١١ واعتبر الرب ان الذي لا ينفذ هذه العلامة هو ناقض للعهد ويجب ان يقطع من الشعب حتي الطفل الذي لايدرك . لذلك فنحن نعمد الأطفال وهم صغار لا يدركون وَأَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لاَ يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي». التكوين ١٤:١٧ كان تابوت العهد يسمي تابوت الشهادة لم يكن التابوت هو الله ولكن الله دبر أن يكون له دور وأثر وكرامة غير عادية حتي صار يمثل الله فعلا إلي درجة ان شعوب الأمم دعوه اله إسرائيل . وكان المساس بالتابوت له نفس خطورة المساس بالله . فهل كان التابوت رمزاً أم حقيقة ؟ وهذا كان ينطبق علي الخيمة بكل ما فيها فهي تسمي قبة الشهادة وينطبق أيضاً علي العبادة بكل تفاصيلها لأنها السلوك المُمَارس والمُعبر عن فكر وإيمان وعهد . العجيب ان كل هذه التجاوزات ليس لها فائدة إيمانية او روحية سوى انها تخدم اهواء ورغبات وشكوك عقلانية نفسانية . اخشي ان ينطبق علينا ما قاله السيد المسيح لأَنَّكَ لاَ تَهْتَمُّ بِمَا للهِ لكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ. متى ٢٣:١٦ ليتنا ننتبه لئلا نُدان كهؤلاء المتشككين وغير المؤمنين او نُطرد كالباعة فهم لم يكونوا في اعين أنفسهم خطاه ولكن فاجأهم الرب بالتوبيخ والانتهار انظر إلينا يارب وارحمنا القس / أثناسيوس زكرى اسحق |
![]() |
|