زوادة اليوم: اهمية التجارب في حياتنا : 25 / 6 / 2020 /

[souad jaalouk]

زوادة اليوم: اهمية التجارب في حياتنا

خبث ابليس مفيد لنا، لا لانه هكذا في الواقع، ولكن لان الرب يحول هجوم ابليس علينا لمنفعتنا. اذا هاجمنا بفكر
الغضب مثلا،يعلمنا الرب اهمية ان نكون ودعاء. واذا هاجمنا بفكر الزنى يعلمنا ان نطلب المحبة وطهارة القلب واذا هاجمنا بالكبرياء، اهمية ان نكون بسطاء ومتواضعين. لهذا صرخ احد
اباء البرية الكبار قائلا: بدون التجارب لا يخلص احد.
ابليس يشاء ان يدمر البشرية بالكامل ولكن الله لايسمح له" لا احد يجرب فوق طاقته"، يقول الكتاب.التجربة التي تنزل علينا بدون ارادتنا، علينا ان لا نتأفف،او نخاف بل ان نسلمها للرب بينما نحن نبقى في داخلنا على امانتنا للمسيح وعلى حب الاخوة. عندما نردد في الصلاة الربية ونقول:
" لاتدخلنا في التجارب لكن نجنا من الشرير"، نحن انما نطلب من الرب ان لا يسمح لنا ان نقع في تجربة، لكن ان يمد يده ويخلصنا، ان يمد يده كي يتحول سم التجربة لمنفعتنا. هذا المقطع من الصلاة الربية لايعني لاتدخلنا.... .الله لا يجرب احدا. اذا كان الاب والام لايجربان اولادهما، فكيف يكون الحال مع الله الذي هو اعظم من الوالدين بما لا يقاس؟
الانسان الذي يحب المسيح، تختلف علاقته مع التجارب كثيرا عمن لا يحب المسيح. اولا التجارب واقعة لا محالة. والمهم ان لانكون نحن من يجتذبها الينا. في رسالة القديس يعقوب نسمع: الانسان ينجذب من شهوته.اي ان الانسان هو من يحرك التجارب ضد نفسه. اما الانسان المحب للرب، فلا يعمل ولايسلك الا بما يرضي الرب. واذا اتته التجربة لا يحاورها ولا يستلذها، ولا يحب الجلوس اليها لا في ليل ولا في نهار اخيرا تجارب ابليس التي يشنها علينا ضد الاخرين، او من الاخرين علينا، كثيرة: وكلها تتعلق بالحسد ، بالغيرة، بالغضب، بالكبرياء، بالانانية،بقلة الصبر،بالعفة،بالثرثرة....وهذه ان حصلت لانستطيع الا ان نصدها كي نبقى على محبة المسيح والاخوة. اذا جاءني فكر ثرثرة، والثرثرة في العادة جذابة، علي ان اغلق فمي عنها كي يعين الرب الاخرين ايضا الذين يشاؤون ان يثرثروا ضدي، كي يمتنعوا عن فعلتهم. وهذا افعله انا اولا فامتنع عن الاساءة اليهم كي تعمل النعمة الالهية فيهم من نحوي الغيرة السلبية ضد الاخرين وما اكثرها بين الناس: رفيقي علاماته اكثر من علاماتي اغار. محبوب اكثر مني اغار. يثق به الناس اكثر مني اغار. الا يليق قبل ان اغار ان اسأل نفسي عن تقصيري انا في كل ما يحصل، حتى ينجح هو وافشل انا؟ وبالتالي يجب علي انا ان اعمل على تحويل الغيرة السلبية القاتلة الى اهتمام ومحبة بالاخرين بالصبر واللطف والاحتمال والمحبة ودوام الاحتضان، والمحبة طبعا،فيموت حب الاذى ضد اخوتي في قلبي ونفسي. علي ان اعمل كي احول حب الاساءة اليهم ، الى عناية بهم، مع احتضان، واهتمام حقيقي بسعادتهم. يجب ان يربي الانسان نفسه كي يكون مصدر خدمة للاخرين لا مصدر اساءة واذى. الذين يغرقون في الثرثرة، في الغضب، في الحكي على الاخرين، لايعرفون مايريدون لكن من يحب المسيح لايقبل ان يكون اداة في يد ابليس ضد الاخوة بل عليه ان يجاهد كي يسير هو بثبات نحو المسيح، ويقود الاخرين اليه. كثيرا ما تكون الرغبة بالبعد عن الاخرين من يقيني العميق انني لا امتلك صفات يمتلكونها هم. دائما للحسد والغيرة وعدم المحبة اسباب واذا توقف الانسان عندها يستطيع ان يحب الجميع ويرتاح هو ويرتاح الاخرون من شروره ايضا. هذا كله
عبثا نسعى اليه ان كنا لانحب المسيح الذي وحده يقدر ان يغرس فينا الوعي والارادة كي نكون في سعي نحو الكمال بعون منه له وحده المجد والسيادة على نفوسنا وقلوبنا وكل مافينا امين.

[walaa farouk]

ميرسي علي زوادة اليوم
ربنا يفرح قلبك

[Mary Naeem]

آمين يا رب