![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ب - رفات القديسين في العهد الجديد: فإن كانت عظام ورفات أنبياء العهد القديم - الممسوحين من الخارج - قد أقامت الميت، فكم بالحرى ذخائر قديسي العهد الجديد، الذين سكن فيهم الروح القدس من الداخل ومسحهم بالروح القدس القاطن فيهم، جاعلاً أجسادهم هياكل له (1 كور 6: 19). إن من لا يكرّم ذخائر القديسين هو بعيد عن روح الانجيل، لأن الإنجيل يأمرنا أن نقدم اجسادنا ذبيحة حيّة مقدسة (رو 13: 1). وهذه الذبيحة لاتقدم إلا بالروح القدس، جاعلاً الجسد للرب والرب للجسد (1كور 6: 13)،: فإن كانت حياة الرب يسوع تظهر في أجسادنا (2كور 4: 10) فكم بالحرى نعمة روحه القدوس. وجاء في انجيل متى أن قبور الانبياء في أيام المسيح كانت مبنية في أورشليم ومدافن الصدّيقين مزيّنة تكريمًا لذخائرهم المقدسة: "الويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تبنون قبور الأنبياء وتزيّنون مدافن الصدّيقين وتقولون لو كنا في أيام آبائنا لما شاركناهم في دم الأنبياء" (متى 23: 29-30). وربما تقول: إن المسيح لم يثن على عمل أهل أورشليم هذا بل الأمر بالعكس لأنه أنبهم قائلاً: "الويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تبنون قبور الأنبياء وتزيّنون مدافن الصديقين". إن الرب لم يؤنبهم لأنهم بنوا للأنبياء قبورًا، عملهم هذا عمل جيد، بل لأنهم عملوا هذا رياء أو منافقة أنبهم على نفاقهم ورداءتهم ضد المسيح. إنهم قالوا (لو كنا في أيام آبائنا لما شاركناهم في سفك دماء الأنبياء) مع أنهم في الوقت عينه كانوا ينوون قتل ابن الله الذي تنبّأت عنه الأنبياء. ولذلك قال لهم الرب: "الويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون فاملأوا أنتم مكيال آبائكم"، فمن هنا نرى جليًا أن تكريم الذخائر المقدسة كان عند الاسرائيليين ليس قبل مجيء المسيح فقط بل وفي أيام حياته على الأرض أيضًا. إن المرأة نازفة الدم إذ لمست ذيل ثوب المخلص لن تحسب كعابدة أصنام بل بالعكس لأنَّها بسبب ذلك نالت الشفاء والمديح "وإن امرأة مستحاضة منذ اثني عشرة سنة، وقد كابدت كثيرًا من اطباء كثيرين وصرفت جميع ما عندها من أموال ولم تستفد شيئًا بل صارت إلى أسوأ حال، فلمّا سمعت بيسوع جاءت في المجمع من خلفه ولمست ثوبه، لأنَّها قالت إني إذا لمست ثيابه شفيت. وللوقت كفَّ مجرى دمها وأحسّت بأنها برئت من دائها، عندئذٍ علم يسوع في نفسه بأن قوة قد خرجت منه فالتفت إلى الجمع وقال: من لمس ثيابي؟ فقال له تلاميذه: أنت ترى الجمع يزاحمك وتقول من لمسني، فنظر حوله ليرى التي فعلت هذا، فخافت المرأة وارتعدت لعلمها بما حصل لها وجاءت فركعت أمامه واخبرته بالحقيقة كّلها فقال لها: "يا بنية، قد شفاك إيمانك فانطلقي بسلام واسلمي من دائك" (مر 5: 25-43، مت 9: 20-22، لو 8: 43-48). ولم ينبذ أولئك الذين كانوا يأتون بايمان وحمّية إلى "ظلّ" الرسول القديس بطرس، بل الأمر بالعكس، لأنهم كانوا يكافأون بالشفاء من أمراضهم لا بل "كان المؤمنون يزدادون للرب جماعات من رجال ونساء، حتَّى أن الناس كانوا يخرجون بالمرضى إلى الأسواق ويضعونهم على أسرّة وفرش لعلّ بطرس إذا مرّ، يظّلل بعظهم بظّله، وقد اجتمع أيضًا في أورشليم من المدن التي حولها جماعات يحملون مرضى ومن عذبتهم الأرواح النجسة فبرئوا جميعهم واحدًا فواحدًا" (أع 5: 14-16). ولم يُحسبوا أولئك الذين وضعت عليهم العصائب والمناديل المأخوذة عن جسم القديس بولس ومن شفيوا بذلك رقاة ومشعوذين. "وصنع الله على يد بولس قوات عظيمة، حتَّى أنهم كانوا يأخذون عن جسمه إلى المرضى مناديل أو عصائب فتزول عنهم الأمراض وتخرج منهم الأرواح الشريرة". (أع 19: 11-12). فإذا كان للظلّ والمناديل الرسولية هذا المقام من الكرامة عند المؤمنين فبالأحرى أن يكون تكريم ذخائر الرسل المقدسة ولا ريب أعظم مقامًا عندهم. وإذا كانت لتلك قوّة شفائية فبالأحرى أن تكون لهذه أيضًا. ونستنتج أيضًا أن أجساد جميع المسيحيين يجب أن تكون هكذا كما أجساد القديسين، هياكل الروح القدس. وهذا ما يؤكده القديس بولس الرسول في كلماته: "أما تعلمون أنكم هياكل الله وروح الله يسكن فيكم" (1 كور 3: 16-17)، "أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وانكم لستم لأنفسكم لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجّدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي الله" (1 كور 6: 19-20). والرسول ذاته يقول أيضًا: "فإن طهّر نفسه من هذه يكون اناء للكرامة مقدسًا نافعًا للسيد مستعدًا لكل عمل صالح" (2 تيمو2: 21) بكل تأكيد فإن اجساد القديسين هي هياكل الروح القدس و "آنية للكرامة" وان كانت النفس قد فارقتها بالموت. |
![]() |
|