رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قصة تخبر عن رؤيا الأب "بيساريون" للسّابق المجيد يوحنا المعمدان ، وهو راهب مبارك من دير "ديونيسيو". قال الأب ألعازر للشّيخ بيساريون: لقد علمتُ أنّك عاينتَ السّابق المجيد يوحنا المعمدان وحتّى أنّك تحدّثت معه. فإذا سمحتَ، أسألكَ أن تخبرني عمّا تذكره من ذلك الحدث كما تمّ، كي أستطيع أن أدوّنه لأجل منفعة الجيل الجديد.كيف شاهدتَ السّابق المجيد حيًّا وتحدّثت إليه؟!". ابتسم الشّيخ ابتسامة خفيفة، وشرع يتحدّث ببساطته المعهودة: "ما تتحدّث عنه، حصل منذ سنتين(1928)، فاسمع بما أنّك تشاء أن تعرف عن الأمر. أنتَ تعمل في المطحنة، وتعلم أنّ العديد يجتمعون هناك. ذات يوم أتى قرويّان إلى السّوق واشترى أحدهما فرسًا من الآخر. ذهب الشّاري إلى الكنيسة ليصلّي، (وكنتُ أنا، إذ ذاك، في ميتوخيون "خالكيذيكي"). ترك أمام إيقونة السّابق المجيد بعض المال، وطلب منّي إشعال شمعة. أشعلتُ الشّمعة. وإذ وجدتُ المال كثيرًا، لم آخذه بل تركته أمام الإيقونة. في اللّيل ذهبتُ لأحبّر القناديل، فوجدتُ أنّ المال قد اختفى. ليس بإمكانك أن تتصوّر مدى حزني لذلك. داهمتني أفكار كثيرة،ولكنْ، تمامًا، كما نتحدّث الآن سويّة، توجّهت إلى أمام إيقونة السّابق وقلتُ: "أيّها السّابق القدّيس، ألم تكن هنا؟. لماذا سمحتَ أن يؤخذ المال من أمام الإيقونة؟. لن أُصلح لك قنديلك".!!!. وهكذا، أيّها الأب "العازر"، أصلحتُ فقط قنديل والدة الإله وذهبتُ. لكنّ قلبي كان يخفق. ذهبتُ إلى المطحنة، ثمّ إلى البيت. أكلت القليل من الخبز، لكنّني كنتُ مضطربًا. تذكّرتُ أنّ ضوء القنديل أمام إيقونة السّابق كان خافتًا، لكنّني، وبحثّ من المجرّب، تصلّبتُ في موقفي ، وقلتُ في نفسي: "لنرَ ماذا سيحدث، لن أُصلِحَ القنديل اللّيلة.!!.". خلدتُ للنّوم، أيّها الأخ، وأنا مضطرب، لكنّني كنتُ متمسّكًا بقراري. كان القمر بدرًا في تلك اللّيلة، فدخل نوره قويًّا كنور الشّمس إلى قلّايتي... كنتُ أنام لوحدي في تلك الفترة، لم يكن معي أخ آخر. فجأة، حوالي منتصف اللّيل، شعرتُ أنّ أحدًا يلكزني. استيقظتُ فرأيتُ أمامي عملاقًا بشعر مشعث. رحت أرتجف خوفًا.!!.. وحالما استطعتُ الكلام قلتُ: -كيف دخلتَ إلى هنا؟. فأجاب بلهجة جدّيّة: "لا تسل كيف دخلتُ، لكن، أخبرني لماذا لم تُصلح لي قنديلي؟". فبكثير من الخوف، وبصوت مرتجف، والدّموع في عينيّ، قلتُ: -سامحني أيّها القدّيس، قد أخطأت..!!.. وصنعتُ ثلاث سجدات، باكيًا عند قدميه، طالبًا منه أن يسامحني. وإذ كان الأب "بيساريون" يخبرني بذلك شرع بالبكاء. بعدها هدأ قليلًا ثمّ تابع كلامه: " ثمّ سمعتُ، يا أخي، السّابق الكريم، بصوت رقيق هادىء يقول لي: "يا ابني "بيساريون"، كيف تقول أنّني لستُ موجودًا هنا؟. لو لم أكن موجودًا هنا، من كان ليحفظكم كلّ هذه السّنوات في هذا القفر من اللّصوص وكلّ الشّرور الأخرى؟". مجدّدًا استسلم الشّيخ "بيساريون" للبكاء من جرّاء توقيره ومحبّته الشّديدَين للسّابق المجيد. -يا قدّيسي، أتوسّل إليك أن تسامحني. لن أفعل ذلك ثانيةً أبدًا. -اذهب وأشعل القنديل أمام إيقونتي، وأخبر الآخرين أنّ الإيقونات عجائبيّة، لأنّ البعض أخذوا يقولون أنّ الايقونات غير قادرة على صنع العجائب. قال لي ذلك واختفى. ذهبتُ للتوّ إلى الكنيسة، ويا للعجب!. رأيت كلّ المال في المكان حيث كان، أمام إيقونة السّابق. الله يعلم، من الّذي دفع السّارق إلى إعادة المال في اللّيلة ذاتها ووضعها أمام الإيقونة.؟!.." وسأل الأبُ "ألعازر"، الأبَ "بيساريون": "ماذا كان السّابق لابسًا حين شاهدتَه؟". -"تمامًا كما نراه في الإيقونة لابسًا جلد حمل، لكنّ قامته كانت طويلة جدًّا، لم أرَ مثلها في حياتي أبدًا. ماذا أقول.؟!. هو إنسان عظيم، عملاق..!!.." -"صدقتَ أيّها الأب.!!. قال المسيح في الإنجيل: "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ"(مت11: 11). قال الرّبّ ذلك بسبب فضائل القدّيس العظيمة، وقداسته الفائقة، وبما أنّ ذلك ينطبق أيضًا على قامته الجسديّة، فإنّ كلمات السّيد تنطبق عليه بالكلّيّة"..!!....mona et sabry |
|