هل تغير الكتاب المقدس على مر الوقت،
أم بين أيدينا ما كُتِب باللغة الأصلية؟
لدى البعض فكرة بأن الكتاب المقدس قد ترجم "مرات كثيرة" وأنه قد تعرض للتحريف خلال مراحل الترجمة. لو كانت الترجمة من ترجمات آخرى، كان سيحدث ذلك فعلًا، لكن في الحقيقة، كانت عملية الترجمة مباشرةً من النصوص الأصلية التي باللغات اليونانية والعبرية والآرامية بناءً على الآلاف من المخطوطات القديمة.
وقد أكد الاكتشافُ الآثري الذي حدث في سنة 1947 م، في المنطقة المعروفة حاليًا بالضفة الغربية في إسرائيل، على دقة العهد القديم؛ حيث ضمت "لفائف البحر الأسود" التي يرجع تاريخها إلى 1000 سنة كتاب العهد القديم؛ أي أقدم من أي مخطوطات بحوزتنا. وعندما نقارن المخطوطات التي بين أيدينا مع هذه المخطوطات التي يعود تاريخها إلى 1000 سنة، نجد أنها تتفق معها بنسبة 99.5%. وتُعَد النسبة التي تمثل .5% هي اختلافات بسيطة في الهجاء والكتابة وتركيب الجمل لم تغير معنى الجمل.
فيما يتعلق بالعهد الجديد، فإنه أكثر الوثائق القديمة في البشرية مصداقية؛ فلدينا الآلاف من نسخ العهد الجديد، التي تُعَد جميع تواريخ كتابتها قريبةً من تواريخ الكتابة الأصلية. وفي الحقيقة، نحن متأكدون أن العهد الجديد ظل كما هو مكتوب في الأصل على يد مؤلفيه أكثر من تأكدنا من كتابات تنسب إلى أفلاطون أو أرسطو أو الإلياذة المنسوبة إلى هوميروس.