رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف يتصرّف الإنسان إذا خسر شخصًا عزيزًا على قلبه؟
لا تذهبوا إلى القبور حيث مثوى الأموات، لكن احملوا مشاكلكم إلى أقدام يسوع! تأمّل الخوري كامل كامل في عظته عبر أليتيا في نصّ الكتاب المقدّس (يو 20: 1-10)، شارحًا كيف يختبر المؤمن القيامة والولادة الجديدة للرجاء الحيّ بعد المحنة العظمى. إليكم ما جاء في العظة: “ما زلنا نتأمل في أناجيل القيامة وانجيل الظهورات من أجل تثبيت إيمان الرسل، ونرى مشهد ما بعد الموت… كيف يتصرّف الإنسان بعد الأزمة والموت والمصيبة أو “الجائحة”-جائحة كورونا- كما تمّت تسميتها. كيف يتصرّف الإنسان إذا خسر شخصًا عزيزًا على قلبه؛ هل يسكن في القبور ويذهب إليها كما فعلت النسوة في صباح ذلك اليوم الباكر، كما جرت العادة… لكن هذا التحنيط لا ينفع بشيء لأن الموت سيبقى موتًا… أما الحياة، فتكون في مكان آخر. لذلك، عندما ظهر يسوع على النساء، قال لهن: لماذا تبحثن عن الحيّ بين الأموات؟ السؤال الأساسي المطروح: كيف أتصرّف إذا ما واجهتني أزمة مماثلة “أزمة الموت”؟ كل إنسان سيختبرها لأن الموت حقّ وكأس مرّ. كثيرون لا يتحمّلونه، فيكفرون بالربّ والمحيطين بهم، ويعيشون في القبر طوال أيام حياتهم… نرى نساء يرتدين الأسود على مدى سنوات طويلة. الحزن البشري هو حزنٌ طبيعي لكن مار بولس يقول لكل واحد منا: لا تحزنوا كمن لا رجاء لهم! نحن نترجّى أن تُبعث الحياة، وننتظر أن تعود الحياة من جديد بعد توقّفها قسرًا… بعد صلب يسوع، تشتّت التلاميذ، بعد الخيبة والفشل الذريع والموت، يفضّل الإنسان التقوقع والانسحاب من أرض المعركة، ويلجأ إلى القبور؛ هناك أمر ما يشدّه إلى حيث الموت، والجثث، و”حيث تكون الجثة، تجتمع النسور”. الإنسان يحبّ نبش ما في داخله وتفريغه كأن داخله قبر كي ينشر السموم وروائحها النتنة على المحيطين به. هذا الإنسان ما زال يعيش في الخيبة والقبر، وإذا ما أصيب الناس بمكروه، يغرقون فيه. مع يسوع، للموت مذاق آخر. النساء وجدن القبر فارغًا إلا من علامات الموت، الكفن واللفافات… إذا احتفظنا بلفافات الموت، ماذا ينفعنا ذلك؟ هل نبقى في هذه القبور؟ وهل تشتدّ الأزمة إلى حدّ الانفجار والموت. من اختارهم الربّ وقدّسهم بالروح وخلّصهم برشّ دمه، تفيض عليهم النعمة والسلام في قلب المحن والتجارب… في أوقات المحن، تولد حياة جميلة، وتنمو بذور الحياة، لكن علينا أن نسمح لها… واكتشف بطرس ويوحنا ما اكتشفته النسوة: اختبرا الولادة الجديدة للرجاء الحيّ بعد المحنة العظمى، اختبرا القيامة وليس الفساد والخيبة والموت… قد يمتحن الأشخاص بالمرض أو الفشل أو المحنة أو الموت، هذا امتحان الإيمان كما تمتحن النار الذهب؛ فإما تذهب وتنغلق على ذاتك وتكفر بالله والحياة والأصدقاء أو تحرسك قوّة الله في الإيمان. في تلك اللحظة، تحزن وتبكي، لكنك تخرج من نار المحن أكثر مجدًا وكرامة، وتبتهج ابتهاجًا مجيدًا لا وصف له، لأن هذا الفرح يكون روحانيًّا، ويشرق لك المسيح في ظلمة قبرك نورًا عظيمًا، ويخرجك إلى مجد القيامة كي تبلغ غاية إيمانك وحياتك أي خلاص نفسك… “قبورنا تشعّ نورًا” هذا يعني أن مشاكلنا والمحن التي نختبرها تكون فرصًا لنا كي يضيء الربّ علينا من نوره ويبهجنا بفرح قيامته. عند الفشل والموت والمحن، لا تذهبوا إلى القبور حيث مثوى الأموات، ولكن احملوا هذه المشاكل والمحن إلى أقدام يسوع كي يحوّلها إلى ينابيع نعمة تفجّر الحياة”. |
|