من تاملات نيافة الانبا كيرلس اسقف ميلانو
استرنى ..........يا خادمى
انت خادمى الامين... وانا المخدوم بك... ترى ماذا تريد منى؟
احكى لى متى تبحث عنى؟ وعرفنى لماذا تبحث ؟
+ هل تريد ان ابتعد عن الخطية؟ ...هل كل اشتياقاتك لى ان اقترب من السيد المسيح المحب للبشر؟...
هل اهتمامك بخلاصى هو كل رسالتك؟...هل رسالتك هذه تدوم لى حتى ان تاخرت عن سماع صوتك او
اذا ضعفت نفسى؟
+ انت عرفتنى على شخص السيد المسيح المحب للخطاة والضعفاء والمساكين ...انت كلمتنى عن حلاوتة...
ولطفه فى معاملاتة...ورقة قلبه ... وشفقته وحنانه مع الملتجئين اليه...
+ يا خادمى الامين شكرا لك لانك اوصلتنى الى معرفة المسيح...لكن لك فى قلبى سؤال ...دعنى اقوله لك...
لماذا انت قاسى على بينما المسيح الذى عرفتنى اياه كله رحمه وشفقه...؟
+ انا سمعت عن المسيح منك... واشتهى ان اراه كله فيك لكى تكمل خدمتك فى...انا المخدوم بك... كيف اثق واصدق
اقوالك وكل اعمالك تكذبها ...
+ خادمى الامين ...لقد سالتك يوما من هو الخادم المخلص؟
فاجبتنى بان كلمة خادم هى من اربع احرف -خاء- الف -دال - ميم-...
كل حرف يحكى عن شرط لابد ان يوجد فى حياة الخادم...وعرفتنى خاء) خالى من العيوب باقترابه من السيد المسيح" لان السالك
بلا عيب هذا كان يخدمنى"...
( الف) اب حنون
( دال) دارس فى الكتاب المقدس ويعمل به
( ميم) مملوء من النعمه بالروح القدس
+ خادمى الامين ... انت تعرف عيوبى وضعفاتى الظاهرة ... وانا اعترف بها امام الله فى حضرة ابى الروحى ...وانت ذكرت لى ان الرب
يلقيها فى بحر النسيان كما علمتنى قول ميخا النبى عن الرب الهنا " من هو اله مثلك غافر الاثم وصافح عن الذنب لبقية ميراثة لا يحفظ
الى الابد غضبه فانه يسر بالرافة ، يعود يرحمنا يدوس اثامنا وتطرح فى اعماق البحر جميع خطاياهم " ( مى 18:7)
+ اذا كان الرب يلقيها فى بحر النسيان لماذا انت تفتح لها فى داخلك سفر تذكرة ؟ ...عرفنى الى متى تبقى خطاياى حبة عندك
هل تبقى الى اخر يوم فى حياتك ؟... ام تبقى الى اخر يوم من حياتى ؟...
+ انت قلت لى ان الله غافر الخطايا وماحى الذنوب ...وانت خادم الرب ...الملتصق به... وارث من حلاوته ...متشوق مثله...
لماذ تهمس
فى اذن من يلتصق بك وتحكى عن ضعفى؟! هل هذا بهذا انت ساتر مثل الله الذى انت تخدمه ؟!
.. صدقنى انت تتكلم عن تصرفاتى وجهلى وخطاياى اكثر من كلامك عن اعمال السيد المسيح له المجد
+ من كلامك انا عرفت ان السيد المسيح الذى بلا خطية تعرى لكى يستر عرى البشر...
فلماذا انت تعرينى؟
.
.. وان انت عريتنى انا الخاطئ
فمن الذى يقدر ان استره؟
+ حقا انا الخاطئ واقرع صدرى امام الرب لكى يرحمنى... وانت خادمى الامين ارجوك ان تساعدنى عوضا عن ادانتك لى ... وبدلا من ان تهمس
عنى فى اذان الاخرين اطلب معونتهم لكى تحملونى معا كما حمل الاربعة مفلوجا واحدا للمسيح
+ كف عن ادانتى انت ومن يشهدون على بعيون اذانهم ... تذكر ما قلته لى بان احد الاباء القديسين قال:" وانت ايها العفيف لا تدين الزانى لان الذى
قال لا تزن قال ايضا لا تدين"...
+ يا خادمى انا لا اريد ان اجرحك كما تجرحنى انت انما اشتهى ان تعرف ان ضعفاتى وخطاياى ليست بشارة مفرحة لك ولا لمن تبوق فى اذانهم ...
البشارة الفرحة هى شخص السيد المسيح المحب للخطاة
+ انت تعرفنى بان الله لما نظر الى ذلنا وعبوديتنا المرة طاطا سماء السموات ونزل الينا...
+ وانت قلت لى ان المسيح جاء ليطلب ويخلص ما قد هلك ... وانه لم يات ليدعوا ابرار الى التوبة بل خطاة ..
+ لماذا تنسى انت واحد من هؤلاء الذين جاء المسيح من اجلهم ؟... ولماذا تنسى انه لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا...
+ خادمى ... ليتك تذكر كل هذا عندما تتذكر ضعفاتى وتصرفاتى التى انا اريد ان اتحرر منها...
+ ليتك تنظر الى عيون السيد المسيح ولهفته واشتياقة نحوى بينما انت لا تطيق ان ترى وجهى او تسمع صوتى ...
+ انت خادمى الامين ... ليس لك رسالة اخرى سوى خدمة الخطاة الذين هم مثلى ...لاترفضنى...لا ترذلنى ...لقد دعيت انت
خادما من اجلى انا...انت لا تخدم ملائكة لان الملائكة غير محتاجين لمن يخدمهم ... وان كنت تعتقد انك تخدمهم فتذكر مقدار فرحة
السماء بتوبة خاطئ واحد مثلى اكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون الى توبة...
+منهج الخادم هو منهج السيد المسيح الذى جاء ليخلص ما قد هلك ... ويطلب الضال ويرد المطرود ويجبر المكسور...
+ يا خادمى الامين ... انا وسلامة اخواتى الخطاة هو المقرر الذى عليك فى الخدمة...
+ خادمى الامين انت الذى احببتنى فى شخص المسيح وعرفتنى طريق التوبة ... واجاهد يوميا لكى اكون دائما من هؤلاء التائبين
+ تعالى يا خادمى... واجلس معى...اجلس بجوارى على مقعد المخدوم واسمع معى ما انت قلته لى:" عينا الرب على امناء الارض
لكى يجلسهم معه...وان السالك بلا عيب هو الذى يخدم الرب