منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 04 - 2020, 08:15 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 373,160

انتحار يهوذا


- الإنتحار إختيار شخصي بحت. مش قاعدة أو سلوك يهودي معتاد،
لكن يهوذا لجأله كإختيار نتيجة ضغوط معينة.
نجتهد في محاولات فهمها وقد نصيب أو نخطئ! -
مش معنى ان بنقول ان بعض الناس اعتبرته شجاعة يبقى بنوافق على ده.
لكن بنحاول نفهم ليه يهوذا وصل لده! لعل وعسى نتعلم حاجة لحياتنا
عشان نتجنب الإنتحار وقت إحساسنا باليأس أو نِجَنِّب الناس اللجوء إليه! -
الجزأين مجرد قرائتي الشخصية لموضوع ما، واللي ممكن طبعًا تكون غلط.
نرجع للموضوع: الأكيد إن الذنب والندم كانوا ماليين قلب يهوذا.
لكن إيه اللي خلاه يشوف حياته Beyond repair ودفعه لليأس والإنتحار؟
خيانة يهوذا كانت إختياره وخطأه ومسئوليته،
وقرار إنتحاره برضه إختياره ومسئوليته. بس بعد دراسة بعض الخلفيات التاريخية
لقيت إن المحُيط اللي عاش فيه يهوذا أخر ٣ سنين من حياته أكيد أثر في ردود أفعاله
. المحيط ده اللي هما أصحابه، التلاميذ! إزاي بقى أثروا عليه؟
أولًا: التلاميذ كانوا بشر. و زي باقي البشر كانوا بيغلطوا ومليانين عيوب،

و غضب التلاميذ من يهوذا وتحفزهم ضده كان موجود فيهم من البداية،
من قبل حادثة الخيانة! وده راجع لسببين: أولاً: كل التلاميذ كانوا من الجليل ما عدا يهوذا
. يهوذا كان الوحيد اللي من قرية اسمها "قريوت"، ودي في الجنوب الشرقي جنب أدوم. "أدوم" عند بني إسرائيل كانت منطقة مكروهة لأنها أرض عيسو اللي باع بكوريته. وكمان دُعت في ملاخي: "أراضي الشر". هٰكَذَا يَقُولُ يَهْوَهُ ٱلْجُنُودِ:‏ ‹هُمْ يَبْنُونَ،‏ وَأَنَا أَهْدِمُ.‏وَيَدْعُونَهُمْ «أَرَاضِيَ ٱلشَّرِّ» وَ «ٱلشَّعْبَ ٱلَّذِي دَانَهُ يَهْوَهُ إِلَى ٱلدَّهْرِ» (ملاخي ١) اليهود كان بينهم نزاعات عرقية وقبلية طول الوقت، وكانوا يحبوا قوي يعايروا بعض بالمناطق اللي جايين منها. أهل الجليل نفسهم كان ليهم لغة مختلفة "فلاحي" بمنظورنا الحالي وكان باقي اليهود بيتريقوا عليهم. «حَقًّا أَنْتَ أَيْضًا مِنْهُمْ، فَإِنَّ لُغَتَكَ تُظْهِرُكَ!» (متى ٢٦ : ٧٣) وأهل الناصرة كانوا مشهورين بوحشيتهم وأن خرج من وسطيهم مجرمين كتير. عشان كدة نثنائيل اتريق وقال: «أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ صَالِحٌ؟» (يوحنا ١ : ٤٦) فما بالك بقى واحد مش من الجليل زيهم، وكمان من بلد زي أدوم أتلعنت هي وأهلها في العهد القديم؟! وكل ده والتلاميذ أصلًا كان عندهم حتة كبرياء، وحب للظهور، و بيتخانقوا مين فيهم أعظم من التاني، وكانوا بيكرهوا يهود صور وصيداء وبيعتبروهم "نجسين" وطلبوا من المسيح ميعملش معجزة هناك لأن بحسب معتقداتهم دي بلد يهودها أشرار (متى ١٥ : ٢٦). فا هييجوا عند يهوذا الأدومي ويسكتوا؟ معتقدش! ثانيًا: تميّز يهوذا بمهنة خاصة وسط التلاميذ.

بيتكلم عن مهنة يهوذا كأمين على الصندوق، وبيقول إن كانت عادة المعلمين والفلاسفة والقادة في الوقت ده إن يدوا مسئولية الفلوس والإدارة لواحد بس من أتباعهم. وكان الشخص اللي بيتولى ده يعتبر من أهل الثقة، وتوليه المسئولية الحساسة دي بيدل على تحليه بالفضيلة. شوف بقى لما المسيح يسيب "يعقوب" أكبر التلاميذ سنًا، و"بطرس" أكثر التلاميذ حماس، و"يوحنا" الحبيب، و"سمعان" الغيور، و"متى" اللي كان عشّار خبير في الأمور المالية، ويدي المسئولية دي ليهوذا!!! حاجة زي دي ممكن تعمل إيه في مجموعة كان كل خناقاتهم على مين الأعظم فيهم، ومين يقعد على يمينه ويساره لما ييجي تاني؟! لأ وكمان إيه؟ دا يهوذا الغريب عنا اللي من أرض أدوم الملعونة! هل من الصعب إن نتخيل إن كان في بعض الغيرة منه والحِقد عليه من باقي التلاميذ نتيجة لده؟ وتفتكر يهوذا محسّش بكدة؟ أعتقد من هنا بدأ نزاع شِبه مُعلن بين التلاميذ ويهوذا، واللي أكيد تصرفاته الغلط– زي السرقة مثلًا - إدت مبررات أكتر للتلاميذ عشان يكرهوه. مشكلة طبعًا إن يكون في حقد وكراهية بينهم بينما رسالة المسيح أصلًا هي محبة الخطاة، بس المشكلة الأكبر إنهم نسيوا إنهم كمان بيغلطوا. بعض التلاميذ منسيوش ليهوذا اللي عمله، وكان عندهم إصرار على إلحاق العار بيه حتى بعد قيامة المسيح وصعوده، وحتى بعد ما فهموا إن يسوع إختار الموت بإرادته وإن دي كانت رسالته. ده بيبان حتى في بعض الكلمات في النصوص الكتابية في الأناجيل الأربعة: - اسم يهوذا مبُيذكَرش في الأناجيل إلا بذكر خطيته ووصمه بصفة الخيانة رغم إن بطرس وباقي التلاميذ كان فيهم بلاوي كتير هما كمان. في لوقا (٦ : ١٦) بيذكر لوقا أسماء التلاميذ اللي إختارهم يسوع وبيقول: "ويهوذا الإسخريوطي الذي صار مُسلِمًا له"! - ليه مذكرش الإنكار وهو بيقول بطرس؟ - ليه مذكرش عن يعقوب ويوحنا إنهم الطماعين الوصوليين؟ ليه مقالش: وتوما الشكاك؟ - ليه التلاميذ فضلوا ماسكين في سيرة يهوذا وخيانته لحد أعمال الرسل وبعد ما المسيح قام وصعد؟! يهوذا طبعًا كان مات ومشافش الكلام اللي اتكتب عنه، لكن أكيد كان في جذور لعدم قبولهم ليه وتحيزهم ضده شافها في حياته! اللي التلاميذ عملوه ده حيلة دفاعية بيسميها علم النفس "الإسقاط" وهي إني مبركزش على السلبيات اللي عندي عن طريق إني ببص دايمًا عليها عند غيري. وده طبعًا عشان أفضل أحس إني "كويس" أو "مش وحش قوي زي فُلان". مع إن كلهم أخطأوا! كلهم واحد! وإحنا زي التلاميذ، بنركز على خطية كبيرة عملها حد فينا عشان نحس إن ضعفاتنا وخطايانا أقل. التلاميذ كان عندهم استعداد يغفروا لنفسهم جُبنهم وهروبهم، ويغفروا لبطرس إنكاره رغم تحذير المسيح ليه. لكن مكانوش هيغفروا ليهوذا عشان مكانوش بيحبوه، وده اللي يهوذا كان حاسه و متأكد منه، و أعتقد إن ده من الأسباب اللي قادته للإنتحار. يأسه إنه يلاقي ناس تقبله بعد ما غلط! بل أعتقد أنه كان خايف لا يقتلوه! بحاول أفكر بمنطق يهوذا! بتسليمه ليسوع أكيد حس إنه دمر كل حاجة التلاميذ حطوا أمالهم عليها. ده بطرس قال ليسوع «هَا نَحْنُ قَدْ تَرَكْنَا كُلَّ شَيْءٍ وَتَبِعْنَاكَ». و أخر موقف يهوذا شاف فيه بطرس كان ماسك سكينة وبيضرب عبد رئيس الكهنة في وجود كتيبة عساكر جاية تقبض على يسوع! حط نفسك مكان يهوذا وفكر لو وقع في إيدين بطرس كان ممكن يعمل فيه إيه!! في تصرف مثير للشفقة والحسرة بنلاقي يهوذا راح لليهود اللي أنا وأنت شايفينهم أشرار وكان ممكن يقتلوه جوة وواجههم وقالهم الراجل ده برئ! لكن المؤلم إن في نفس الوقت مقدرش يروح للتلاميذ ويقولهم أخواتي سامحوني واسندوني! لأنه كان عارف إنهم مش هيقبلوه! لو كان يهوذا قابل يسوع كان ممكن يغفرله! والدليل إنه غفر لبطرس خطية مشابهة! وإتضاع التلاميذ كان ممكن يؤدي لتوبة يهوذا. محبتهم وقبولهم كان ممكن يفتحله الباب إنه يرجع ويلاقي مجموعة تسنده و تحتويه وده يمهده إنه يندم ندم يؤدي لنيله الغفران زي ما حصل مع بطرس بالظبط. لكن الإحساس بالرفض، الكراهية، التحيّز، الوصم، التنمر، التعالي، الحقد كل ده ممكن يدفع الشخص لليأس والإنتحار. إنتحار يهوذا مش شجاعة ولا بطولة حتى لو هو ظن كدة! لكن أعتقد إن إنتحاره بيبين إن مكنش في حد حواليه يقدمله الدعم اللي محتاجه في سقطته! خطية يهوذا مسئوليته، لكن إنتحار يهوذا يأس قد يتحمل جزء من المسئولية فيه التلاميذ لو صح توقعي انهم تعاملوا معاه برفض وتحيّزوا ضده لفترة من الزمن. لكن هل كان المسيح بيكرهه؟ القسيس إلياس مقار بيقول في كتابه (رجال الكتاب المقدس) عن يهوذا: "لعل المسيح وضع في يديه أمانة الصندوق وهو يعلم مسبقًا ما سيفعله. لعل المسيح أراد أن يؤكد له أنه على استعداد أن يمنحه كل الثقة، وأن يشجع التلاميذ على الثقة به. إن المسيح إختاره وهو يعلم تمامًا ماذا سيفعل، وأعطاه كل فرصة كاملة، ولا يعاقب على شيء قبل حدوثه، ولا يمنع إنسانًا من فرصة قد يقتنصها". إنا مش بصدد محاولة طلب الغفران ليهوذا، ولا إلتماس العذر ليه، ولا بحاول إني أقلل من الشر اللي عمله، ولا ببينه في صورة شهيد وضحية التلاميذ الوحشين لأني شخصيًا ضعيف ولو في مكانهم هعمل كدة وأكتر. يهوذا مات ومصيره بين إيدين الله في القضية الشائكة دي، لكن اللي يهمنا واللي بحاول أبص عليه هو التلاميذ وأسأل عن دورهم زمان، اللي هو دوري دلوقتي، وأسأل: "هل أنا لسة بمارس التعالي على أي حد وقع وأخطأ؟ هل رفضي لحد لأنه "عمل مصيبة" وعدم قبولي ليه ممكن يكون حاجز يمنعه إنه يمشي في سكة خلاصه بدل ما يروح لليأس؟ هل أنا وحِش قوي مع ناس لدرجة ممكن توصلهم إن وقوعهم في إيدي أوحش من وقوعهم في إيدين الموت؟ هل أنا معنديش إتضاع إني أروح للي أخطأ وأقوله محدش فينا كامل وكلنا عاملين مصايب، تعال نقبل بعض عشان ربنا يقبلنا؟ هل الناس شايفاني حد "بيدين"؟
هل أنا زي التلاميذ بهدد وبخوف بدل ما أكون صورة للإتضاع؟ هل أنا مش مدرك لحجم خطاياي اللي أتغفرت
، وصدقت بٍرّي الذاتي وبقيت بالنسبة للخطاة ماسكلهم الكرباج؟ هل أنا معنديش قبول لغيري؟
هل كلنا كدة وبالتالي أصبحنا مكان الناس بتهرب منه، وبالتالي بتطفش و بتهرب من ربنا؟"
أنا أدركت إن عليّ مسئولية أكبر في القبول والإحتواء.
أنا وناس كتير لسة بنمارس نفس ممارسات التلاميذ مع يهوذا،
وممكن نكون سبب في إنتحار ناس روحيًا وجسديًا بسبب الإدانة والإستعلاء.
وبٍرنا الذاتي بيخلينا نسأل السؤال نفسه من سنين: "ليه يسوع إختار يهوذا؟
" الواعظ المشهور "جوزيف باركر" لما سألوه ليه يسوع إختار يهوذا؟
رد وقال: "إن ما يحيرني هو لماذا إختارني أنا؟
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
قطعة يهوذا في خميس العهد: يا يهوذا يا مخالف الناموس للمعلم حنا شكرى
انتحار
انتحار يهوذا إسخريوطي يثبت أنه لم يكتب إنجيل
انتحار
انتحار


الساعة الآن 04:11 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025