منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 04 - 2020, 08:40 PM
الصورة الرمزية walaa farouk
 
walaa farouk Female
..::| الإدارة العامة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  walaa farouk متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 122664
تـاريخ التسجيـل : Jun 2015
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : مصر
المشاركـــــــات : 367,446

قصة حقيقية ... يرويها لنا القمص لوقا سيداروس - كنيسة مارجرجس - سبورتنج

حتي عندما يغيب الخدام

خرجت للافتقاد وأخرجت مفكرة صغيرة كانت في جيبي وقرأت أحد العناوين
، واحتفظت به في ذهني ،
وتوجهت للشارع ووجدت رقم البيت الذي أريده وصعدت السلم
حتي الدور الثالث وطرقت علي باب الشقة المطلوب رقمها وأقصدها ،
ولكن هذا البيت ما دخلته قبل ذلك !!
وربما أخطأت العنوان فأخرجت مفكرتي أعيد النظر في العنوان ...
فوجدتني قد أخطأت الشارع ولكنني كنت قد طرقت الباب !!!
وفعلاً انفتح الباب بعد لحظة ،
ووجدتني أمام رجل ناهز الأربعين من عمره ، مشعث الشعر وبادرني علي الفور : نعم ...
كنت في هذه الأثناء قد لمحت نتيجة مسيحية معلقة علي الحائط عند فتح الباب
، فقلت في نفسي : حسناً وإن كنت قد أخطأت العنوان ولكن لا بأس من الزيارة فهذا بيت مسيحي .
قلت للرجل : أنتم مسيحيون ؟
قال : نعم ، ولكن كيف حصلت علي عنواننا ، من أعطاك إياه ؟
قلت : ما دمتم مسيحيين فأنا أزوركم .
قال وقد بدا عليه إضطراب لا أعرف سببه : تفضل .
أحسست في نفسي أن في الأمر شيئاً غريباً لست أعرفه ،
إنني لأول مرة أواجه مثل هذه الظروف ...
وما أن دخلت وأغلق الرجل الباب خلفي حتي كرر سؤاله بحيرة ولهفة بالغة :
أرجوك أخبرني من أعطاك عنواني ؟
قلت وقد ملكني الإستغراب : ممكن أجلس ؟
قال : تفضل …
وظل الرجل واقفاً أمامي ،
فقلت بهدوء شديد : أرجو أن تستريح أولاً وأنا أقول لك ...
جلس الرجل الي جواري وعلامات الاستغراب ما تزال مرتسمة علي وجهه ،
ثم مرت لحظة صمت

بادرته بعدها قائلاً :
لماذا أنت مضطرب هكذا ؟ ألم تر كاهناً من قبل ؟
سوف لا أقول لك كيف أتيت اليك ما لم تقل لي أولاً لماذا أنت هكذا ؟
قال الرجل وقد ملكه إنفعال غريب : أمري عجيب للغاية ...
أكاد لا أصدق ما أنظره بعيني وأعيشه هذه الأيام ،
أنا علي ما تري أعيش بمفردي وأنا مغترب هنا بالأسكندرية منذ أكثر من 20عاماً وجئت من بلدة صغيرة
كنت شاباً متديناً ولي علاقة حية بالمسيح ومواظباً علي الأسرار ،
أكملت دراستي ثم عينت موظفاً هنا ،
وبدأت حياتي الروحية تفتر وقصرت في الصلاة ثم بعض أصدقاء السوء ثم اللامبالاة ثم حياة الخطية في كل صورها وأساليبها ... ثم أحسست بالضياع
وفي البداية كان ضميري يصحو في بعض الأوقات وافتقد حياتي مع الله وكنيستي ،
ولكن لم أعط هذه الأفكار وقتاً ولا مكاناً فكانت تموت في مهدها ...
تصور أنني لم أتناول طوال ال20سنة والغريب أنني منذ أسبوعين

وبلا مقدمات تحركت أحشائي كالبركان ، احساسات توبة ورجوع الي الله ،
ودموع صادقة انفجرت من عيني ، لقد رجعت إلي وقفات الصلاة ...
وبحثت عن إنجيلي حتي وجدته وأخذت أقرأه بشغف عجيب ،
كلماته مثل سهام مبرية تخترق جدران قلبي لقد سقط العالم كله من نظري ولست راغباً في شئ منه …
قاطعت الرجل وأنا في حيرة من أمره :
ولكن ألم تحضر مؤخراً أي إجتماعات كنسية ، أو سمعت عظة ، أو لم تقابل خادماً ؟!
قال علي الاطلاق ، وهذا ما أستغربه ،
لقد تغير برنامجي اليومي تماماً فبعد عودتي من العمل أغلق باب شقتي
وأظل في صلواتي ودموعي وانجيلي كل الوقت حتي أنام متأخراً ...
قلت له : والأصدقاء ؟

قال : إنهم في غاية الاستغراب والحيرة ، انهم يحاولون معي كل يوم لأعود لسيرتي الأولي
، بعضهم يظن أنني مريض أو قد أصبت باكتئاب نفسي ،
وبعضهم منذهل من تغير طباعي وكلامي وسيرتي ،
ولكنني زهدت الأصدقاء والناس جميعاً ،
أجد لذتي في أعمال التوبة في مخدعي ...
ولكنت الأكثر غرابة أنني كنت أخاف أن تكون هذه المشاعر وقتية عابرة
، أو انها ليست من الله ،

وأمس فقط وأنا أصلي وأبكي أمام الله توسلت اليه بدموع قائلاً :
أعطني يارب علامة بها أعرف أنك قبلتني ،
ورغم كثرة خطاياي وآثامي ، تجاسرت أن أطلب من الله هذه العلامة :
أن ترسل لي كاهناً لكي أعترف أمامه ، وأشعر أن توبتي ووسيلتي قد وجدت دالة أمامك ...
أخذتني رعدة وأنا أسمع هذه الكلمات ،
ومجدت المسيح إلهي الذي يعمل بروحه القدوس في توبة أولاده حتي عندما يغيب الخدام ...
يعمل هو في القلوب ويرد اليه خروفه الضال ويجد درهمه المفقود ...

قلت للرجل الذي ملأت الدموع عينيه :
إذن أعطاك الرب سؤل قلبك ...
قال : نعم ، ولكن أرجوك يا أبي عرفني كيف حضرت إلي هنا ؟
أخرجت مفكرتي الصغيرة وأشرت الي العنوان المكتوب فيها رقم البيت
ورقم الشقة مطابقين لعنوانه مع إختلاف الشارع ...
قلت له : إن الله يعمل معنا عظائم حقاً ،
لقد أخطأت في قراءة العنوان فأتيت اليك من قبل الرب ...
صلينا معاً بحرارة وشكرنا المسيح الحنون الراعي الصالح
وقدمنا سجودنا القلبي لقابل الخطاة ومحب البشر …
ثم قدم هذا الأخ اعترافاً يسجل في السماء كخاتم لتوبة صادقة مقبولة أمام الله ..
.
وقرأت له التحليل ، وانصرفت ممجداً الله
وصارت لنا بعد ذلك لقاءات متكررة وصار يحضر الي الكنيسة بشوق وعطش وجوع
الي البر وكانت نعمة الله تشبعه حسب وعد الرب :
" طوبي للجياع والعطاش الي البر لأنهم يشبعون "
لقد عوضته النعمة عن السنين التي أكلها الجراد
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عندما يغيب نصفك
عندما يغيب صوتك
عندما يغيب عنك شخص تحبه
عندما يغيب العقل !
عندما يغيب


الساعة الآن 12:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024