رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أسوأ قرن لمدينة إيطالية
منذ منتصف القرن السادس عشر، عرفت مدينة نابولي الإيطالية ازدهاراً سريعاً جعل منها خلال فترة وجيزة مدينة حديثة وساهم في نقلها من نمط العصور الوسطى. وبحلول العام 1600، تحدّث كثيرون عن بداية فترة العصر الذهبي لنابولي التي مثلت حينها أعتى الحصون وأكبر موانئ الإمبراطورية الإسبانية بقيادة الملك فيليب الثالث (Philip III). رسم يجسد شخصية الرسام الباروكي لوكا جيوردانو أيضا، صنّفت نابولي خلال نفس الفترة كثاني أكبر المدن الأوروبية، بعد باريس، من حيث عدد السكان، فطيلة الفترة السابقة عرفت هذه المدينة نموا ديموغرافيا كبيرا كما استقبلت العديد من الأجانب بين أسوارها. وإضافة لظهور المسارح ودور الأوبرا والقصور والمنازل الفخمة بها، استقبلت مدينة نابولي العديد من عمالقة التراث الإنساني كالرسام الشهير كارافاجيو (Caravaggio)، والفيلسوف جيوردانو برونو (Giordano Bruno)، والرسام الباروكي لوكا جيوردانو (Luca Giordano)، والمؤرخ والقانوني جيامباتيستا فيكو (Giambattista Vico)، والأمير والملحن كارلو غيزوالدو (Carlo Gesualdo). رسم تخيلي يجسد شخصية الفيلسوف جيوردانو برونو وعلى الرغم من ازدهارها وإسهامها بالتراث الإنساني، عاشت نابولي خلال القرن السابع عشر على وقع العديد من الكوارث والأزمات. ففي عام 1631، ثار بركان فيسوف، حيث أعاد للجميع ذكرى أهوال كارثة بومبي سنة 79. وخلال ثورانه بالقرن السابع عشر، تسبب هذا البركان في تدمير العديد من القرى المتاخمة له إضافة لعدد من أحياء نابولي التي تكدّس كثيرون بشوارعها واتجهوا للازدحام والعيش بأحيائها الفقيرة. رسم تخيلي للرسام الإيطالي كارافاجيو من جهة ثانية، عرفت المدينة العديد من الاضطرابات السياسية حيث اتجه الإسبان للتدخل بها عسكريا من أجل إبقائها خاضعة لسيطرتهم وقد كانت أبرز هذه التدخلات عملية قمع ثورة ماسانييلو (Masaniello) ما بين عامي 1647 و1648. إضافة لذلك، عانت نابولي من تكدّس عدد كبير من السكان داخلها، فمع منع الإسبان المدينة من التوسع خارج أسوارها بهدف تسهيل عملية قمع ثوراتها المستمرة، افتقرت المدينة لنظام صرف صحي ومجاري ملائم كما واجهت نقصا في المياه. وقد تزامنت هذه الظروف الصحية التعيسة مع وجود أعداد كبيرة من الحيوانات والفئران بنابولي وهو ما سهّل عملية انتشار الطاعون الذي حلّ بها قادما من سردينيا عام 1656. رسم تخيلي لماسينييلو قائد الثورة وبحسب العديد من المصادر، ظهر الطاعون خلال أربعينيات القرن السابع عشر بالجزائر وانتقل منها نحو إسبانيا فسجّل ظهوره ببلنسيه (Valencia) سنة 1647 وامتد خلال ربيع 1648 ليبلغ كاتالونيا ومناطق أراغون. وعام 1652، ظهر الطاعون بسردينيا وانتقل منها نحو كل من نابولي وروما وجنوة بسبب حركة تنقل الجنود الإسبان. رسم تخيلي لفيليب الثالث ملك اسبانيا خلال شهر يناير/كانون الثاني 1656، حلّ بأحد مستشفيات المدينة جندي إسباني قادم من سردينيا مصاب بالطاعون. وعلى الفور، شخّص الطبيب جيوزيبي بوزوتو (Giuseppe Bozzutto) أعراض المرض وحذّر من انتشاره فسجن بسبب ذلك. وسعت السلطات حينها لإخفاء حقيقة انتشار المرض ببقية المناطق الإيطالية. لوحة للرسام الإيطالي ميكو سبادارو رسمت عام 1657 لتخليد ذكرى الطاعون الذي حل بنابولي وعلم الجميع لاحقا بخطورة الوضع تزامنا مع تفشي الوباء وانتشار الجثث بالشوارع ونفاذ المخزون الغذائي بالمدينة. وعلى الرغم من الإجراءات الصارمة المتخذة التي قيّدت تحرك السكان، واصل الطاعون انتشاره ليمتد نحو مدن جنوب إيطاليا وبلغ مدينة روما بسبب بحار قادم من نابولي. رسم تخيلي يجسد أحد الأطباء خلال فترة الطاعون وأسفر وباء الطاعون الذي حل بنابولي عام 1656 عن وفاة ما لا يقل عن 150 ألفا من سكانها أي ما يعادل حوالي نصف أهالي المدينة. إلى ذلك، تسبب هذا الوباء بكامل أرجاء إيطاليا، في إزهاق أرواح ما بين 500 ألف ومليون شخص. خريطة إيطاليا أواخر القرن السادس عشر وخلال ما تبقى من القرن السابع عشر، عاشت نابولي على وقع عدد من الزلازل المدمرة كان أهمها زلزال حزيران/يونيو 1688 الذي دمّر جانبا كبيرا من المدينة وفتك بمزيد من سكانها. هذا الخبر منقول من : العربية |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
في إيطالية ولادة طبيعية بالهاتف |
صحيفة إيطالية تنشر صورا لمدينة مصرية غرقت قبل 1200 سنة |
محمد صلاح يرد على خبر اختياره ضمن أسوأ 10 صفقات إيطالية |
مكرونة إيطالية بالخضروات |
كَتيبة إيطالية |