رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هل يغضب الله؟
الجمعة من الأسبوع الثاني من زمن الصوم فإِنَّ غَضَبَ اللهِ يُعْلَنُ مِنَ السَّمَاءِ على كُلِّ كُفْرٍ وَظُلْمٍ يَفْعَلُهُ النَّاس، الَّذينَ يَحْبِسُونَ الـحَقَّ في الظُّلْم؛ لأَنَّ مَا يُعْرَفُ عَنِ اللهِ ظَاهِرٌ لَهُم، فَاللهُ أَظْهَرَهُ لَهُم؛ فَإِنَّ مَا لا يُرَى مِنَ الله مُنْذُ خَلْقِ العَالَم، أَيْ قُدْرَتَهُ الأَزَلِيَّةَ وأُلُوهَتَـهُ، تُدْرِكُهَا العُقُولُ مِنْ خِلاَلِ مَخْلُوقَاتِهِ، لِذـلِكَ فَإِنَّهُم لا عُذْرَ لَهُم؛ لأَنَّهُم، بِرَغْمِ مَعْرِفَتِهِم لله، مَا مَجَّـدُوهُ ولا شَكَرُوهُ كَمَا يَلِيقُ بِالله، بَل تَــاهُوا في أَفْكَارِهِم البَاطِلَة، وأَظْلَمَتْ قُلُوبُهُمُ الغَبِيَّة. زَعَمُوا أَنَّهُم حُكَمَاء، فإِذَا بِهِم جُهَلاَء! واسْتَبْدَلُوا مَجْدَ اللهِ الـمُنَزَّهِ عَنِ الفَسَادِ بِشِبْهِ صُورَةِ إِنْسَانٍ فَاسِد، وطُيُورٍ وذَوَاتِ أَرْبَعٍ وزَحَّافَات. لِذلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ في شَهَوَاتِ قُلُوبِهِم إِلى النَّجَاسَة، تَحْقيرًا لأَجْسَادِهِم فيمَا بَيْنَهُم. هُمُ الَّذينَ أَبْدَلُوا حَقَّ اللهِ بِالكَذِب، فَاتَّـقـَوا الـمَخْلُوقَ وعَبَدُوهُ بَدَلَ الـخَالِق، الَّذي هُوَ مُبَارَكٌ إِلى الدُّهُور. آمين. قراءات النّهار: روما 1: 18-25 / متى 18: 23-35 التأمّل: يتكلّم مار بولس في رسالة اليوم وهي من الرسالة إلى أهل روما عن “غضب الله”! سبق لمار بولس في الفصل التاسع من الرّسالة نفسها أن أوضح أنّه “هـكَذَا شَاءَ اللهُ أَنْ يُظْهِرَ غَضَبَهُ، ويُعْلِنَ قُدْرَتَهُ، فَاحْتَمَلَ بِكَثيرٍ مِنَ الصَّبْرِ آنِيَةَ غَضَبٍ صَائِرَةً إِلى الـهَلاك؛ وشَاءَ اللهُ أَيْضًا أَنْ يُعْلِنَ غِنَى مَجْدِهِ، فَأَفَاضَهُ عَلى آنِيَةِ رَحْمَةٍ سَبَقَ فأَعَدَّهَا لِلمَجْد”! إن غضب الله يرتبط بالصبر والرّحمة وليس بالانتقام أو بالجزاء فالله محبّة ورحمة وهو يبحث عن الخروف الضّال ليعيده إلى الرعيّة وليحضنه كما يحضن الأب ابنه الضّال! |
|