القديسة البارة صوفيا التراقية (القرن10/11م)
4 حزيران غربي (17 حزيران شرقي)
أصلها من إينوس في تراقيا. تزوّجت وأنجبت ستة أولاد. سلكت في التقى. لم يحدث لها أن غابت عن أي من الخدم الكنسية، إلا، ربما، في حالات المرض. اعتادت أن تمضي أكثر ليلها في الصلاة. رقد أولادها جميعهم إثر اجتياح وباء الطاعون المكان. وزّعت مقتنياتها على الفقراء. تبنّت الأرامل المحرومات من كل سند. تركّز همّها على رضى الله.
أمضت بقية حياتها في الصوم المتواتر لا تتناول، من الطعام، سوى الخبز والماء. كانت الدموع لا تجفّ من عينيها ومزامير داود النبي على شفتيها. كان تواضعها عميقاً. اعتنت بتوزيع الحسنات مؤثرة الحرمان من الضروريات على أن يغادرها شقي صفر اليدين. كانت لديها جرّة من الخمر توزّع منها على المحتاجين. ولم تكن الجرة لتفرغ طالما بقي أمر العطاء سرّاً. ما إن درى أحد بما حصل لها حتى أخذ الأمر يتناقص.
عزت القدّيسة فراغ الجرّة إلى كونها غير أهلة لأنعام الله. بنتيجة ذلك أسلمت نفسها للأتعاب النسكية حتى جفّ بدنها وصارت، بالكاد، قادرة على التنفس. أرضت الله في أتعاب كهذه أربعة وثلاثين عاماً. رقدت في الربّ بسلام عن ثلاثة وخمسين عاماً بعد أن اقتبلت النذور الرهباينة بقليل.
طروبارية القدّيسة البارة صوفيا التراقية باللحن الثامن
بِكِ حُفِظَتِ الصُّورَةُ بِدِقَّةٍ أَيَّتُها الأُمُّ صوفيا لأَنَّكِ حَمِلْتِ الصَّليبَ وتَبِعْتِ المَسيح،
وعَمِلْتِ وعَلَّمْتِ أَنْ يُتَغاضَى عَنِ الجَسَدِ لأَنَّهُ يَزُول، ويُهْتَمَّ بِأُمُورِ النَّفْسِ غَيْرِ المائِتَة.
لِذَلِكَ أَيَّتُها البارَّة تَبْتَهِجُ رُوحُكِ مَعَ المَلائِكَة.