رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا من المستحيل الذهاب الى يسوع دون المرور بالكنيسة؟
هذه هي الحقيقة التي يصعب على البعض تصديقها خاصةً في زمننا هذا حيث تزداد الريبة وعدم الثقة بالمؤسسات ومراكز القرار. بول كلوديل فلنأخذ مثال اهتداء بول كلوديل يوم عيد الميلاد من أجل تسليط الضوء على فعل الإيمان هذا. كان الأمر بمثابة صدمة فوريّة. كشف اللّه نفسه للكاتب بلحظة كالصاعقة التي تضرب شجرةً معزولة. قد يُخيّل للبعض أن الكنيسة لم تلعب دوراً في هذه الحادثة التي غيّرت حياة كلوديل إلا أنها جرّت داخل كنيسة نوتردام وتحديداً خلال صلاة المساء يوم عيد الميلاد. لكن، من بنى هذه الكاتدرائيّة الباريسية؟ أوليس الكنيسة؟ ومن وضع الصلاة؟ (كان كلوديل يريد أن يستلهم من هذه الصلاة لكتابة شعر جديد على حدّ قوله) هكذا إذاً، كانت الكنيسة حاضرة لحظة اهتداء الكاتب! لم يحل عليه الوحي بطريقة عبثيّة بل داخل هيكل بناه تلاميذ ابن اللّه وفي حين كانوا يصلون لشكره على تقديم ابنه للعالم. ايماننا هو ايمان الكنيسة قد نعتقد نحن أيضاً ان الكنيسة غائبة عندما نتوّجه بالحديث مباشرةً الى اللّه أو عند سماعنا ترانيم جميلة، لكننا بذلك على خطأ. ففي هذه الحالات أيضاً الكنيسة حاضرة! فمن ألف هذه الموسيقى غير المؤمنين الذين استقوا إيمانهم من تلاميذ المسيح وهو إيمان نُقل إليهم من خلال تقليد لم ينقطع منذ وفاة آخر الرسل. ونستند في صلواتنا الى الأناجيل علماً أن الأناجيل هي أيضاً لم تهبط من السماء: بل الكنيسة هي التي عملت على تخليدها كتابةً وحافظت عليها بكليتها وقدمتها الى مؤمنين على اعتبارها كلمة اللّه. شهادة شخصيّة لا يمكننا الوصول الى يسوع إلا من خلال وساطة الكنيسة. فلنأخذ مثال كلّ مؤمن والأسرار التي لا يمكن لعقلنا البشري فهمها. ومن الأمثلة على ذلك، الإفخارستيا أي اعتبار أن الخبز والخمر المكرسان، جسد ودم المسيح. هذا هو “سر الإيمان” الذي يتخطى قدرة نفوسنا المحدودة على الفهم. يُحدد لنا الإيمان الكاثوليكي هذه المفاهيم. وما كنا، دون الكنيسة، قادرين على ترسيخها عبر السنوات في نفوسنا وعقولنا. كم من واحدٍ منا كبر ايمانه بفضل الكنيسة، بفضل الاحتفالات واللقاءات التي تنظمها والتي قد لا تكون جوهر الليتورجيا؟ تساهم العبادة كما الورع الموجود بين المؤمنين في تعزيز إيمان المرء بالإفخارستيا كما شهادات المؤمنين المؤثرة. وفي الواقع، ما هي العلامات الملموسة لقيامة المسيح اليوم بعد ألفي سنة؟ هذه العلامات ليست سوى مشاركة تلاميذ المسيح في الذبيحة وإصرارهم عليها. لا يمكننا أن نلمس وندرك وجود المسيح لولا هذه الجماعة التي تشهد بتصرفاتها وقيمها على حضور المسيح. من المستحيل أن يحب المرء إن بقي وحده في عزلته! وأخيراً، نحن بحاجة الى الكنيسة لعيش المحبة تجاه الآخر والمحبة الحقيقيّة الجماعيّة للخالق. نختبر داخل الكنيسة هاتَين المحبتَين. فحتى ولو كان من الممكن أن يكشف الله نفسه لفرد منعزل تماماً ولم يسمع يوماً بعقائد الكنيسة إلا أن الفرد نفسه لن يتمكن من تفادي، بعد هذا الوحي، قراءة الإنجيل والتقرب من الجماعة ليترجم عملياً تعليم الرب بمحبة القريب. سيدرك الفرد أن اللّه يرسل بركته والحياة الأبديّة من خلال الاتحاد بالأخوة، فمن المستحيل تفادي وساطة الكنيسة! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يسوع يقدر | رب المستحيل علي المستحيل قادر |
لماذا الزواج بالكنيسة؟ |
هو الذهاب الى المستحيل |
لماذا يجب الذهاب للكاهن في سر الاعتراف ؟ |
لماذا الذهاب للكنيسة؟ |