![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() ياما ناس بتمشي من أرضنا وإحنا نكون مانعرفهاش شخصياً. أول مرة تسمع عنها هو يوم رحيلها بس من كتر اللي اتقال عليها تشعر إنك تعرفها كويس . تعرفها عن طريق كل كلمة اتقالت عليها وكل دمعة نزلت من عيون محبيها وكل جملة من اللي عرفها وعاشرها وبتشهد بروعتها وجمال شخصيتها اللي بتفكرك بيوسف اللي في كل حتة في قصته كان في جملة بتقول "وكان الرب مع يوسف فكان رجلاً ناجحاً". تسمع الخبر وتلاقي الدنيا مقلوبة. والوجع عامل زي اللكمة الفولاذية اللي بتخبط دماغ شخص قوي ثابت بس بتخليه يفقد اتزانه ويترنح ويتماسك بالعافية علشان مايقعش. كل ده وإنت ماتعرفهوش شخصياً. أُمَّال لو كنت مكان حد من عيلته كنت عملت إيه؟ وده اللي كان حاصل معايا الأيام اللي فاتت: كم الأفكار اللي مافارقتنيش ليل مع نهار من ساعة سماعي للي حصل واللي بيحصل، رهيبة. إيه البشاعة دي؟ إيه الشر ده؟ إيه حصاد النفوس من عدو النفوس ده؟ مابقاش عنده تمييز بين صغير وكبير؟ أسئلة أسئلة أسئلة. بس هو عوِّدني أخدهاله كلها. -حكمتك يارب؟؟ -أنا خايف على الناس قوي. ملهيين في كل ما هو باطل وزائل. -طيب وده علاقته إيه بالشخص اللي رحل يارب؟ -مافكرتيش إني ممكن استخدمه كبوق يِصَحِّي الناس من غفلتها؟ -طيب ليه هو؟ -مش يمكن لإنه إنسان رائع ومحبوب وكل الناس شايفاه قمة في الشطارة والنجاح وإنكار الذات؟ تفتكري كام إنسان عادي بيموت كل يوم ومش بيعمل فرق غير في دايرة محددة قوي حواليه. بس قصة الشخص ده صداها مالهوش حدود. كام واحد من اللي حواليه وحتى اللي سمعوا من بعيد واقف دلوقت بيراجع نفسه وبيرتب أولوياته وبيفكر في نهايته وأبديته؟ -بس يارب هو ده عدل إنه يفقد حياته علشان يكون بوق؟ -ماتيجي نسأله؟ ترضى إني استخدمك بوق لإيقاظ أعداد مهولة من الناس اللي مش بتفكر في موضوع ما بعد الموت ده وراكناه على جنب وهم حاسين "همَّ فين والموت فين؟" وإنهم لسه في عز شبابهم ومش عارفين إن الحياة ما هي إلا "بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل"، تفتكري رده هيكون إيه؟ -أنا لو مكانه يارب هاحس بالفخر لإنك شايف إني ينفع أقوم بالدور ده. بس معلهش اسمحلي: وذنبهم إيه حبايبه يتحرموا منه بدري كده؟ مش هم كمان محتاجينله كإبن وزوج وأب وصديق وقريب ورئيس عمل مفيش منه كتير؟ -مين قالك إنهم اتحرموا منه؟ ولادي كلهم ليهم حياة أبدية وعارفين إنها مسألة وقت وهيتقابلوا تاني. وعلى فكرة، همَّ من خلال روحي اللي جواهم هيقدروا يشعروا إنه معاهم. شايفهم وبيشجعهم زي ال cheer leaders المشجعين اللي بيتفرجوا على المباراة من مقاعد المتفرجين. فاكرة سحابة الشهود اللي مكتوب عنها في عبرانيين؟ فاكرة اللحظات اللي أدركتي فيها إن مامتك وباباكي اللي سبقوكي للسما شايفينك وحاسين بيكي وماشيين معاكي خطوة بخطوة بأرواحهم؟ -طيب أرجوك يارب علشان خاطري شدد حبايبه وخليك معاهم لحظة بلحظة لحد ما تجمع شملهم تاني -تفتكري أنا محتاج توصية؟ ناسية النعمة اللي بتزيد جرعتها مني للمُجَرَّبين المتألمين؟ دول ولادي اللي متشددين بنعمتي اللي فخورين إنهم جزء مهم جداً من البوق الغالي قوي عليهم وعليَّ. وبعد الحديث ده وخصوصاً بعد السؤال اللي بيقول "إيه كم الشر ده" ، فكرني بالآية اللي بتقول “لِأَنِّي عَرَفْتُ ٱلْأَفْكَارَ ٱلَّتِي أَنَا مُفْتَكِرٌ بِهَا عَنْكُمْ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ، أَفْكَارَ سَلَامٍ لَا شَرٍّ، لِأُعْطِيَكُمْ آخِرَةً وَرَجَاءً.” (إرميا ١١:٢٩). مهما كان الشر حواليكم، وممكن يصيبكم لكنه مايقدرش غير على الجسد اللي كده كده فاني . لكن رجاؤكم في الآخرة اللي معايا للأبد. مش بس معايا لوحدي لكن كمان مع كل حبايبكم اللي سبقوكم للمجد. للمكان اللي مفيهوش فراق تاني ولا وجع تاني ولا بكاء ولا حزن تاني. “وَسَمِعْتُ صَوْتًا مِنَ ٱلسَّمَاءِ قَائِلًا لِي: «ٱكْتُبْ: طُوبَى لِلْأَمْوَاتِ ٱلَّذِينَ يَمُوتُونَ فِي ٱلرَّبِّ مُنْذُ ٱلْآنَ» . «نَعَمْ» يَقُولُ ٱلرُّوحُ: «لِكَيْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ أَتْعَابِهِمْ ، وَأَعْمَالُهُمْ تَتْبَعُهُمْ».” (رؤيا يوحنا ١٣:١٤). “لِأَنَّ ٱلرَّبَّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلَائِكَةٍ وَبُوقِ ٱللهِ ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَٱلْأَمْوَاتُ فِي ٱلْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلًا . ثُمَّ نَحْنُ ٱلْأَحْيَاءَ ٱلْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي ٱلسُّحُبِ لِمُلَاقَاةِ ٱلرَّبِّ فِي ٱلْهَوَاءِ ، وَهَكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ ٱلرَّبِّ. لِذَلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِهَذَا الكلام.” (١ تسالونيكي ٤: ١٦-١٨). |
![]() |
|