ريحة الحبايب وحشة

[walaa farouk]

حصل فعلاً ..

كنت متعود اشوفها من صغرى ..
وانا طالع وانا نازل ع السلم ..كانت حد من الناس ..
اللى ربنا اداهم وش مدور ..وصوت ناعم وابتسامة هادية ..

وسؤالها باستمرار ..

مش بس صباح الخير ومساء النور ..

لأ .. إزيك وازاى بابا وماما ..
ولما كبرت ..
بقت ازيك وازاى ولادك ..كانت الاول عايشة مع باباها واخواتها ..
اخواتها اتجوزوا ..وفضلت هى مع باباها ..

لحد ما فى يوم ..خبطت علينا ..
وقالت لابويا تعالى شوف بابا ..مش بيرد عليا ..

ومن يومها وهى لوحدها ..اليوم يجر يوم ..
والشهر فى ديله شهر ..السنة وراها سنة ..

واللى كان بيسأل عليها كل يوم ..
بقى يسأل كل اسبوع ..
بقى سؤاله فى المناسبات ..
لحد ما بقى ينسى حتى المناسبات ..

طب بتاكل ازاى ..
او عايشة ازاى ..
لما بتتعب مين بيبقى جنبها ..
لما بتحب تتكلم مع حد .. بتلاقى مين ..
كل دى اسئلة ..
اجابتها .. مافيش ..

وهى زى ما هى ..
كل ماتشوفنى ..
تبتسم وهى طالعة بتنهج على السلم ..
عشان جسمها مليان ..

وتسألنى ..
ازيك وازاى بابا وماما ..
وازاى ولادك ..

لحد ما جه يوم ..
وانا فى البيت ..

قلت فى سرى ..
الصيف بيخلى الريحة وحشة ..
ايوة ريحة وحشة ..

وكلمة تطلع صدفة من امى ..

"يمكن تكون ميرفت ماتت لوحدها وماحدش معاها"

وفى أقل من ست ساعات ..
يتأكد الخبر ..
فعلا ميرفت ماتت ..

كل اللى جه على بالى ..
ان اقول .. يا حبيبتى ..
عشتى لوحدك ومشيتى لفوق لوحدك ..

وقعدت افكر ..
الريحة اللى طلعت دى ..
مش ريحتها ..ومش ريحة الموت ..

وافتكرت ساعتها لفظ كتير بنقوله ..
"ريحة الحبايب" ..
بس قلت احنا خلاص بقينا فى زمن ..
"ريحة الحبايب .. وحشة"

ريحة الجحود ..على انسان من دمك ..
ريحة الفرقة ..لناس كانوا يوم اهلك ..

ريحة النسيان ..عشان ماتقومش بدورك ..
ريحة الاهمال ..ورمى المسئولية على غيرك ..

ريحة الطناش والمشغوليات ..
عن ناس محتاجينك جنبهم ..
ريحة واحد حبيبك مات ..
وكام واحد زيه هيموت ونعيش بذنبهم ..

الموت حرامى شاطر ..
بيعرف يسرق مننا الغالى فى لحظة ..

مش هاكتب المفروض نعمل ايه ..
لو فهمتوا الحكاية ..
كل واحد هيعرف اللى ليه واللى عليه ..