رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا تكون أحواض الاستحمام غالبا أقصر من طول الإنسان؟ عادةً ما نشعر بأننا عمالقة عندما نستحم داخل حوض الاستحمام الذي يكون عادةً أقصر من طول الشخص العادي. وإن كُنت ترغب بأن تغمر المياه سائر جسدك، فعليك أن تثني ساقيْك بالداخل، لأنك إن مدّدت رجليْك تمامًا فإنهما ستخرجان خارج الحوض. فلماذا تُصمم أحواض الاستحمام لتكون أقصر من طول الشخص العادي غالبًا؟ تاريخ تصميم أحواض الاستحمام تعود فكرة أحواض الاستحمام إلى أكثر من 5000 عام مضت، إلى أقدم أنظمة سباكة اكتُشفت على الإطلاق، في وادي السند في الهند القديمة. حتى أحواض الاستحمام الشخصية كانت موجودة منذ بضعة آلاف من السنين. من البراميل الخشبية والأحواض النحاسية إلى أحواض الخزف الحديثة، كانت فكرة الاستحمام الشخصي منذ فترة طويلة مصدرًا للابتكار والسحر. فقد طغى على عملية الاستحمام بشكلٍ كامل مفهوم الأناقة، وكثيرًا ما كانت تلك الأحواض متاحة للأثرياء فقط. في الـ 200 عام الماضية، أصبحت أحواض الاستحمام الشخصية للشخص العادي أكثر شعبية. غالبًا ما كانت أحواض الاستحمام في أوروبا مصنوعة من الحديد والقصدير والنحاس، وكانت شائعة الاستخدام مع أربعة أقدام صغيرة تُمسك بحوض الاستحمام الأكبر. بحلول بداية القرن العشرين، اكتُشف أن الخزف يمكن ربطه بالحديد، مما يجعله أكثر متانة وأسهل في الإنتاج وأسهل في التنظيف. بحلول منتصف القرن العشرين، أصبحت أحواض الفيبرجلاس هي المعيار بسبب متانتها ووزنها الخفيف. وكان حوض الاستحمام القياسي المُستعمل في معظم المنازل يأتي بقياسات معروفة 36*60*60 سم. وبالنظر إلى أن معظم الناس لا يقل طولهم عن خمسة أقدام، فقد يبدو من الغباء تصميم حوض استحمام بقياسات أقصر من طول الشخص العادي! فما السبب إذًا؟ لماذا تكون أحواض الاستحْمام أقصر من طول الشخص العادي في الغالب؟ على الرغم من عدم وجود إجابة رسمية أو مقبولة عالميًا على هذا التساؤل، إلا أن هناك عدة عوامل قد تؤدي على الأرجح إلى هذا التصميم “الصغير” للحوض، بما فيها احتياطات السلامة، الوظيفة النمطية، المعايير الثقافية، وتكلفة وفعالية استخدام المساحة. الأمان.. شاع قديمًا في أوروبا في منازل الأغنياء شرب النبيذ الأحمر أثناء الاستحمام، ما يعني أن هناك احتمال لأن يفقد الشخص كامل وعيه تحت تأثير الكحول أو تُصبح حركته أثقل، ما يُعرّضه لخطر الغرق إن انزلقت قدماه في الحوض وانغمر جسده تحت الماء. لذلك، كانت الأحواض أقصر من طول الإنسان حتى لا ينغمر وجه الشخص تمامًا تحت الماء إن انزلق. أسباب وظيفية.. أضف إلى ما سبق أن تصميم الحوض بهذا الطول والعرض مناسب لحمله من قِبل شخصيْن وإدخاله عبر الباب، إن كان كبيرًا وطويلًا، فسيصعب تحريكه وإدخاله إلى المنازل. كما أن فكرة الاستحمام بأحواض الاستحمام أصبحت مرتبطة أكثر بالأطفال من البالغين في عصرٍ سريع الخطى يبحث فيه الشخص البالغ عن كل دقيقة لاستغلالها. عادةً ما يُفضّل البالغين الاستحمام بنظام الدش، أما الأطفال فيبدو الأمر أكثر متعة الاستحمام في الحوض وغمر الألعاب المطاطية وسط الرغوة لتشجيعه على تنظيف نفسه. لذلك، نجد أنه في أمريكا على وجه الخصوص تكون أحواض الاستحمام عادةً صغيرة تُناسب في حجمها الأطفال أكثر من البالغين، وذات أطوال منخفضة للحفاظ على أرواح الأطفال. المستوى الثقافي.. لثقافة البلد تأثير كبير على الشكل الهندسي للمنازل ومحتوياتها. كما ذكرنا في الولايات المتحدة تميل أحواض الاستحمام لأن تكون أصغر وأقصر، في حين أن أوروبا تمتاز بأحجام قياسية أكبر لأحواض الاستحمام. التكلفة.. الأهم من كل ما سبق، أن الأموال تتحكّم في كل شيء، عادةً ما تتراوح أسعار أحواض الاستحمام القياسية ببضع مئات الدولارات، إضافةً إلى تكاليف التركيب والتثبيت. وإن كُنت ترغب بحوض استحمام مخصص، ربما أطول أو أكبر، فقد ترتفع التكلفة. وبالنسبة لحوض استحمام لن يستعمله كل أفراد العائلة، فيبدو الأمر سخيفًا أن تُنفق أموال طائلة عليه، إلا إن كُنت من الأثرياء! كما أن المساحة المُتاحة تفرض طول معيّن لحوض الاستحمام خاصةً في المنازل ذات التصميم القياسي، حيث يتناسب حجم الغرف مع حجم الأجهزة وعددها. وعادةً ما تكون المنازل الجاهزة مُصمّمة بحوض استحمام قياسي بطول مناسب لمساحة الحمام الصغيرة نوعً ما. فحوض الاستحمام الأصغر يخلق مساحة أكبر لجوانب الحمام ويُشعرك أنه أوسع. في المرة المُقبلة التي تشعر فيها بالتذمّر من طول حوض الاستحمام في منزلك، تذكّر أنه صُنع بهذه الطريقة للحفاظ على سلامتك وتوفير الأموال عليك، ولمواءمته للمعايير الثقافية في البلد، واستنادًا إلى المساحة المُتاحة في منزلك. |
|