اينوسنت الراهب
روي لنا القديس بالاديوس عن حياة كاهنراهب بجبل الزيتون، يدعى إينوست، عاش معه ثلاث سنوات، وقد اتسم بالبساطة الشديدةجدًا حتى كان يقوم بأعمال تبدو شاذة. كان إينوست من رجال البلاط أيام الإمبراطورقسطنطيوس، تزوج وكان له ابن يدعى بولس صار يعمل معه في البلاط الملكي. يبدو أن هذاالابن انحرف إلى الشر فاعتدى على ابنة كاهن، وإذ سمع والده إينوسنت تمررت نفسه فيهحتى طلب من الله أن يسمح لابنه أن يهاجمه شيطان ولا يسقط تحت الزنا، وقيل أنهبالفعل صار به شيطان (ربما إلى حين لتأديبه). رأي أمًا تبكي على إبنها الشاب الذيكان مفلوجًا وبه روح شرير، فتأثر جدًا، وأخذ الشاب إلى الهيكل الذي بناه بنفسهواحتفظ فيه ببعض رفات للقديس يوحنا المعمدان، وصار يصلي من الثالثة حتى التاسعة ثمأعاده معه إلى أمه معافى من الشلل وخرج منه الروح الشرير. قيل أن امرأة عجوز كانتتبكي لأنها فقدت خروفها، فسار وراءها يسألها عن المكان الذي أضاعت فيه الخروف،فاقتادته إلى مكان قريب من بيت عنيا. وقف ليصلي بينما كان الشبان الذين سرقوه قدذبحوه أخفوا اللحم في كرم حتى لا ينكشف أمرهم. وفيما هو يصلي إذا بغراب ينزل منالجو ويخطف قطعة من اللحم ويطير بها، فعرف إينوسنت مكان اللحم، وذهب إلى هناك،عندئذ ارتعب الشبان وجاءوا إليه معترفين بما ارتكبوه مقدمين ثمن الخروف للعجوز.