![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() لاشك ان الجميع يترقب ما يحدث في الصين من انتشار وباء كورونا .. في البداية قلت لنفسي انى خائف و لكن لست خائف من المرض في ذاته ان يصيبنى ربما لانه لم يهدد بلادنا بعد بشكل جاد يحميها ربنا او نوع من العنترية انى لا اخشي الموت و لكنى من المؤكد خائف على بناتى و زوجتى و اخواتى و عائلتى و احبائى .. خائف ان افقد من أحب ربما.. خائف ان ارى من يتألم امامى و لا استطيع مساعدته .. جائز.. كنت أتصور ان بمصارحتى لنفسي بمشاعرى هذه ساهدأ كعادتى عندما أعلن قلقي لنفسي و احاكيها مثلما افعل احيانا .. لكن ظل الخوف يؤرقنى.. تمعنت في مرآتى لارانى بأكثر وضوحا فاكتشفت انى لست عنتريا كيفما أعلن احيانا انى اريد الرحيل و رغبتى هذه في الرحيل ليست يأسا من حياة لست مستمتعا بها في اغلبها هذه حقيقة لكن أيضا لست متذمرا عليها بل شاكرا و لدى فيها ما يكفي ان احتملها مع سند من اله حانى لم يتخلى يوما مهما كان وضعى و علاقتى معه .. و رغم انى احيانا أشعر بانانيتى عندما أعلن رغبتى هذه في الراحة متصورا انه تخلى عمن احبهم و يرجون بقائى ربما من وجهة نظرهم سندا او أمانا.. ثم أعود أكررها وارفع اتهام انانيتى عن ذاتى من منطق انه من الذى يسند و من الذى يعول؟!! و اقول لنفسي هو الدنيا حتقف عليك؟! مات ابى و امى.. بل مات قريبين منى و هم ما زالوا أحياء في انقسامهم و ظلمهم و طريقهم الذى ارتضوه و الذى ارجو لهم ان يرد لهم ابونا السماوى الحياة في أرواحهم لان ابنى هذا كان ميتا فعاش فليس كل موت موت الجسد و طالما بقيت الأنفاس بقي الرجاء .. مات هؤلاء و مع هذا كملت الحياة.. و رغم وجعى الا ان الله عالنى حتى لو من خلال تنهدات الألم و الوحدة و الاحتياج لدفء و حب واضعا في ارحام المعاناة قيروانيا في كل طريق يخفف و يحمل الصليب لالتقط انفاسي و نكمل.. نعم ربما يراودنى الحنين للمغادرة زهدا.. اكتفاءا بعدما قضيت سنوات طويلة اكتشفت فيها حقيقة حياة زائفة و مياه مالحة لا تروى .. و لكن ما حيرنى انه اذا كانت هذه مشاعرى فلماذا انا خائف من هذا الوباء؟! الإجابة انى خائف من اى مباغتة للموت ليس تعلقا بالحياة بل خوفا إلى أين ساذهب و إلى أين يكون مجلسي ؟ .. خوفي ليست من معاناة مرض ايا ما كان شكله او اسمه ربما اظن انى استحقه لفلسفة طفولية خاصة جدا بى احيانا اصلى بها ان يهبنى انذارا على قدر حالى و طاقتى الضعيفة .. مرضا بسيطا لا يطول بل أياما .. معاناة انا اعانيها بمفردى فقط دون أن أثقل على من حولى .. ربما لاتطهر.. هكذا افكر .. ربما لاسرق الملكوت بكلمة لان تاريخى غير مشرف .. فأنا موصي اب كاهن صديق في هزار أعنيه لما اناديلك تيجى على طول.. حتسمع منى اللى عمرك ما تتخيل اكون عملته خدهم و اكتم السر و ادى الحل و ناولنى و تبقي قضيت.. وسط هذا الكم من ارتباك المشاعر و الاحاسيس و الخوف الذى يصاحبنا اعتياديا في حياة سخيفة.. في رزق.. في مشاكل.. في مستقبل.. و رغم تدخلات الله اليومية و امتنانى الا بقي الخوف هذا مختلفا في داخلى.. لانى اكتشفت انى كائن همجى مترنح بين سمو و تدنى.. بين سماء و أرض.. متناقض.. ليس لى هوية السماء بعد.. و لهذا ليس معى ما يهدىء روعى... مثل مسافر لا يعلم عند وصوله سيمنحوه تأشيرة الدخول ام سيغلقوا الأبواب في وجهه.. اكتشفت انى لم احبه كما ينبغى.. و الا لطرح خوفي خارجا.. انى متعلق به ربما.. شغوف بالسماع عنه و الانبهار بخيره وحنانه .. لكنى رغم هذا حذر جدا في الاقتراب منه.. فلديا قيودى.. انا اعلم انه يرجونى و يرجو كل نفس مثلى ان تخلص و تكون معه و انه لا يتصيدنى بل يطيل اناته جدا.. كل هذه تدعونى ان اطمئن.. لكنى ما زلت خائف.. و طالما بقي الخوف فهذا يعنى انى في بقاع ظلمة لا ينيرها.. وراء حاجز انا من اقمته و اعليه كل يوم فصرت أراه ظلا بعيدا.. اسمع صوته احيانا و ربما لا أفهم همساته لى بل التقطها همهمات لا اميزها.. جدرانى ذاتى و غدى.. تروسي لا تتوقف عن الدوران في عالم خاص اريد ان اهجنه بمفرداتى.. لاصنع منه عالمى الخاص.. عالما مستحيل ان يتكون في مزيج ساذج بين سما و أرض بين روح و جسد بين مال و استغناء بين غفران و كرامة بين و بين و بين.. مجموعة من المتناقضات نريد أن نجعلها عالمنا.. خوفي ليس مجرد خوف من عقوبة خطيتى و ان كان لابد أن ارتعب فهى كثيرة جدا.. لكن لنقل نظريا ان حلها توبتى التى أتصور اننا من الممكن أن نجتهد و نعافر .. خوفي جاء انه ما زال مبهما لى.. اعرف بعضا عنه ربما و لكنى لم اتذوقه و اتمتع به و اتعلق حتى يكون مشتهى نفسي.. لا أعلم عن ملكوته شيئا مع انه داخلى.. فاخاف الذهاب إلى مالا اعلم.. تصور بلد قرأت عنه و جمعت معلومات و صور و لكن عند نزولك لاول مرة بالمطار ستنتابك رهبة و ارتباك.. فما قرأت غير ما تراه.. على عكس اللذين ذهبوا إلى هناك مرارا و أقاموا فترات.. لن تكون لهم غربة.. أمسكت نفسي احيانا وبعد هذه السنين اتمتم متجاسرا.. هل انت موجود.. هل انت حقيقي.. و اصرخ متوسلا احيانا أخرى.. ارنى ذاتك.. دعنى المسك.. نعم ياسيدى انا خائف.. من وباء و من ايام قادمة غامضة.. لن يبدد خوفي الا ان تتوبنى انت فاتوب فأنا جريح ملقي على الارض سلبنى اللصوص مالى و ليس لى الا سامريا انتظره.. اغسلنى فابيض اكثر من الثلج.. قدم لي من يدك صيدك انت.. سمكك انت.. موضوعا على النار مشويا بيد ملائكتك لاتذوق ما يحررنى من مخاوفي.. لا تجعلنى اخشاك بل احبك.. أعطى ياسيد نجاة لكل بشر و لكل خائف و لكل مرتعب و لكل مقيد مثلى في سجن حياة هى نفاية.. و لكن من الذى يقول نفاية الا من تخلى و ترك و احب.. ادعونى بأسمى و بشخصي و قل لى تعالى و انظر.. |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لماذا أنت خائف |
خائف على نفسي |
هل انت خائف (لا تخف ) |
يا أبى أنا خائف من أجل خطاياى . |
لماذا أنت خائف |