من قتل وديع وهبى عالم الذرة المصرى ؟
اليوم أمرت نيابة الوايلى بتشريح جثة الدكتور وديع وهبي جرجس، عالم الذرة المصري والأستاذ السابق بجامعة القاهرة، بعد أن عثر الأهالي على جثمانه بجوار شريط القطار بمنطقة الوايلي ..وكشفت تحقيقات وليد البيلى، رئيس نيابة الوايلى، باشراف المستشار أحمد البحراوى، المحامي العام لنيابة غرب القاهرة، أن المجني عليه اختفى يوم الجمعة 27 يوليو الماضي، بعد أن خرج من منزله في الحادية عشرة صباحًا ولم يعد مرة أخرى إلى منزله.
ووبرغم ان التحقيقات التي باشرها مصطفى طايع، وكيل نيابة الوايلى، تستبعد وجود شبهة جنائية فى الوفاة، وأن المجني عليه اصطدم بالقطار أثناء عبوره شريط السكة الحديد بمنطقة الوايلي، مما تسبب في إصابته بكسر في الساعد الأيمن ووفاته، وأفادت التحقيقات بأن الأهالي عثروا على المجنى عليه بعد مرور 4 أيام من الحادث بجوار شريط السكة الحديد.
وتبين من مناظرة الجثة أنها في حالة تعفن، وأن المجني عليه يرتدى ملابسه كاملة، وبه كدمات متفرقة بالجسد نتيجة شدة الارتطام بالأرض
برغم ذلك فان وفاة عالم الذرة المصرى تظل تشكل علامة استفهام قد تحتاج الى سنوات طويلة لنجد لها اجابة خاصة بعد ان تكشف الايام القادمة عما اذا كانت هناك علاقة بين الحادثوبين التخصص العلمى للدكتور الراحل وديع وهبى جرجس
النيابة استمعت إلى أقوال منى وديع، ابنة العالم الراحل، التي قالت في التحقيقات إن والدها تغيب عن المنزل يوم 27 يوليو الماضي عقب خروجه في الساعة 11 صباحًا وأنه لم يعد للمنزل بعدها، وأنها قامت بالبحث عنه لكن دون جدوى.
وأضافت أنها تلقت اتصالا هاتفيا من مشرحة زينهم يفيد بوجود جثة والدها داخل ثلاجة المشرحة، وتوجهت إليها وتعرفت على جثة والدها، مشيرة إلى عدم وجود خلافات بين والدها أو أي شخص، وأنه مسالم ويحب رياضة «المشي».
وأمرت النيابة العامة بسرعة الانتهاء من تحريات المباحث حول الواقعة، واستعجال تقرير الطب الشرعي، والصفة التشريحية.
وفاة عالم الذرة الراحل وديع وهبى بهذه الطريقة يفتح ملف اغتيال عالم الذرة المصري يحيى المشد الذي اغتيل في باريس عام 1980 والذى لم يكن أول عالم ذرة عربي يتم اغتياله بل سبقته عالمة الذرة المصرية سميرة موسى التي توفيت في حادث سيارة بالولايات المتحدة عام 52 وقيل إن للموساد يدا في قتلها.
ايضا هناك عالم ذرة مصري اخر تم اغتياله و يحتاج الى إعادة النظر في أسباب وفاته الغامضة وهو لم يتجاوز الـ 29 من عمره هو د.إسماعيل أحمد أدهم المولود عام 1911 من أب مصري ذي أصول تركية وأم ألمانية والذي حاز عام 1931 وهو في العشرين من عمره الدكتوراه في الفيزياء الذرية من موسكو وقام بالتدريس في جامعاتها وكان عضوا في مجمع علومها ثم مدرسا في جامعة أتاتورك التركية قبل أن يستقر في مصر منتصف الثلاثينيات ويعرفه الناس عبر العديد من مؤلفاته الأدبية والعلمية والتى كان اخرها مقال كتبه فى العدد 366 من مجلة «الرسالة» المصرية الشهيرة الصادر في 8/7/1940 أسماه «الذرة وبناؤها الكهربائي» ذكر ضمنه أن ما وصل إليه العالم الألماني «هينزنبرغ» قد أثبته هو في معامل البحث العلمي في موسكو قبله بسنوات، وأن ما أعلنه البروفيسور الروسي «سكوبلزن» عام 1938 ينسجم مع مبادئ الفيزياء الحديثة التي أثبتها د.أدهم عام 1933.
لم يمر على ذلك المقال «القاتل» إلا أيام قليلة حتى أعلن عن وفاة د.إسماعيل أحمد أدهم غرقا على ساحل «جليم» بالاسكندرية وهو لم يبلغ 29 عاما، وقيل انه وجدت في جيبه رسالة يعلن فيها انتحاره ويطلب حرق جثته وتشريح مخه، ومعروف أن دعوى الانتحار هي أقدم وأشهر وسائل الاغتيال المخابراتي وكان الغريب أن الرسالة لم يبللها ماء البحر وهي في جيب معطفه كما أن من يريد حرق جسده وتشريح دماغه لا يلقي نفسه في البحر حيث قد تختفي الجثة أو تأكلها الأسماك وقد أعلن شقيقه د.إبراهيم أدهم أن جميع أوراق وكتب وأبحاث د.إسماعيل ومنها 3 كتب في الفيزياء والذرة قد اختفت في ظروف غامضة ولا يعرف مكانها أحد.
ويبقى السؤال :هل تكشف وفاة الدكتور وديع وهبى المفاجئة مزيدا من الاسرار فى ملف اغتيال علماء الذرة المصريين ؟!
بوابة الشباب