![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَإِنْسَانُنَا الدَّاخِلِيُّ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا بَعْدَ يَوْم
ولِذلِكَ لا تَضْعُفُ عَزِيْمَتُنَا. فمَعَ أَنَّ إِنْسَانَنَا الظَّاهِرَ يَنْحَلّ، فَإِنْسَانُنَا الدَّاخِلِيُّ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا بَعْدَ يَوْم؛ لأَنَّ ضِيقَنَا الـخَفِيفَ العَابِرَ يُعِدُّ لَنَا ثِقْلَ مَجْدٍ أَبَدِيٍّ لا حَدَّ لَهُ. لأَنَّنَا لا نَنْظُرُ إِلى مَا يُرَى، بَلْ إِلى مَا لا يُرَى، فَمَا يُرَى هوَ مُوَقَّت، ومَا لا يُرَى أَبَدِيّ. ونَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا هُدِمَ بَيْتُنَا الأَرْضِيّ، أَيْ جَسَدُنَا الَّذي هُوَ أَشْبَهُ بِالـخَيْمَة، فَلَنَا مَسْكِنٌ مِنَ الله، بَيْتٌ لَمْ تَصْنَعْهُ الأَيْدِي، أَبَدِيٌّ في السَّمَاوَات. ومَا دُمْنَا في هـذِهِ الـحَال، فَنَحْنُ نَئِنُّ مُتَشَوِّقِينَ أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَ بَيْتِنَا الأَرْضِيِّ بَيْتَنَا الَّذي مِنَ السَّمَاء؛ هـذَا إِنْ وُجِدْنَا يَوْمَذَاكَ لابِسِينَ الـجَسَدَ لا عُرَاة! وطَالَمَا نَحْنُ في هـذِهِ الـخَيْمَة، فَنَحْنُ نَئِنُّ مُرْهَقِين، لأَنَّنَا لا نُرِيدُ أَنْ نَقْلَعَهَا بَلْ أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَهَا، حَتَّى تَبْتَلِعَ الـحَيَاةُ مَا هُوَ مَائِتٌ فِينَا. واللهُ هُوَ الَّذي أَعَدَّنَا لِذلِكَ، وأَعْطَانَا عُرْبُونَ الرُّوح. لأَنَّنَا لا بُدَّ أَنْ نَظْهَرَ جَمِيعًا أَمَامَ مِنْبَرِ الـمَسِيح، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا جَزَاءَ مَا عَمِلَهُ وهُوَ بَعْدُ في الـجَسَد، خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا. قراءات النّهار: 2 قورنتوس 4: 16-18؛ 5 : 1-5، 10 / يوحنا 5: 1-16 التأمّل: يعرض مار بولس في رسالة اليوم لإشكاليّة العلاقة بين الرّوح والجسد! المؤكّد هو ضعف الجسد بالمقارنة مع الرّوح إذ إنّ الجسد قد ينحلّ ويتهدّم ولكنّ مصيره يكون أفضل إن اتّحد بالرّوح وارتقى بها ليحيا منذ الآن ما سيحياه في الحياة الأبديّة مع الله! تدعونا رسالة اليوم إلى تحويل جسدنا بالقداسة إلى قناةٍ للرّوح التي فينا وإلى تجنّب تحويله إلى سجنٍ لها، يقيّدها أو يخنقها! |
![]() |
|