رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما السبب في ارتفاع تكلفة اللون الأرجواني؟ السبب في سعره الباهظ، كان لأن مكوّناته نادرة للغاية وباهظة الثمن. فقد كان العنصر الأهم في بودرة اللون الأرجواني تُستخرج من نوع من الحلزونات البحرية الصغيرة التي لا تعيش في أي مكان في العالم سوى في مدينة “صور” التي كانت جزءًا من المملكة الفينيقية سابقًا، والتي تُعرف اليوم باسم جمهورية لبنان. وكانت عملية جمع هذا اللون مُكلفة وشاقة للغاية. فمن أجل الحصول على غرام واحد فقط من مادة “الأرجوان”، كان ذلك يتطلّب اصطياد 10 آلاف حلزون. وحيث أن هذا اللون كان مرتبطًا بالملوك والنبلاء، فقد كان الصيادون يتحمّلون مشاق صيد الحلزون النادر واستخراج مادة “الأرجوان” في سبيل بيعه مقابل ثروة كبيرة. حتى أن بعض الملوك لم يكونوا قادرين على تحمّل تكلفة الثياب المصبوغة باللون الأرجواني. فقد كان الرطل الواحد من صبغة الأرجوان يُباع بسعر يبلغ ثلاثة أضعاف رطل الذهب تقريبًا، أو ما يُعادل مبلغ 65 ألف دولار بقيمة الأموال اليوم. حتى أن الإمبراطور الروماني “أوريليون” كان قد منع زوجته من شراء شال حريري مصبوغ باللون الأرجواني كونه باهظ الثمن ويُكلّف ثلاثة أضعاف وزنه ذهبًا. وإن كُنت تسأل عن سبب رؤيتنا بكثرة للصبغة الأرجوانية هذه الأيام في الأقمشة والملابس، فذلك بالتأكيد لأن العلماء تمكّنوا من استخلاص مركب كيميائي صناعي بلونٍ أرجواني مميّز يُشبه صبغة أرجوان صور التي تُستخرج من الحلزونات. يعود الفضل في ذلك إلى الكيميائي الإنجليزي “وليان هنري بيركين” الذي استخلص اللون الأرجواني بمحض الصدفة بينما كان يُحاول صناعة مادة “الكينين” التي تُستعمل في مضادات مرض الملاريا. وبدأ بصناعة المركب الصبغي الذي كان سببًا في ثروته الفاحشة في زمنٍ قياسي. وبدأت تكلفة الصبغة الأرجوانية تنخفض شيئًا فشيئًا مع ازدياد عرضها في السوق. وأصبح بمقدور الجميع تقريبًا شراء واقتناء عناصر قماشية ملوّنة باللون الأرجواني، ولم يعد اللون مرتبطًا بفئة الأثرياء من المجتمعات. |
|