تفاصيل المعركة الفكرية بين شيخ الأزهر ورئيس جامعة القاهرة

[Mary Naeem]

تفاصيل المعركة الفكرية بين شيخ الأزهر ورئيس جامعة القاهرة

ردًا على كلمة للدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، هاجم فيها «مذهب الأشاعرة»، قال شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، إنَّ إهمال التراث بأكمله ليس تجديدًا وإنما إهمالًا، مشيرًا إلى أنَّ «الأشاعرة» لا يعتمدون في منهجهم على أحاديث الآحاد، وإنما على الأحاديث المتواترة.

وقال «الطيب» خلال كلمته في مؤتمر الأزهر العالمي لتجديد الخطاب الديني، اليوم الثلاثاء: إنَّ توصيف التراث بأنه «يورِّث الضعف والتراجع مزايدة، وإنَّ مقولة (التجديد) مقولة تراثية وليست حداثية».

وأضاف: «الفتنة التي نعيشها الآن هى فتنة سياسية وليست تراثية، والسياسة تخطف الدين اختطافًا حينما يريد أهلها أن يحققوا هدفًا مخالفًا للدين، كما حصل فى الحروب الصليبية وغيرها».

وتابع: «ما مبررات الكيان الصهيونى فى استعمار دول غير تابعة له إلا من خلال الاستناد إلى نصوص في التوراة لكى يحققوا أهدافًا تخالف تعاليم الدين».

بدوره، أكد رئيس جامعة القاهرة أنّ حديثه عن «الأشاعرة» فُهِم على نحو خاطئ، وأنَّه يعي تمامًا كل ما يقوله، وأنَّ له مؤلفات وكتبًا تدرّس في الجامعات منذ قديم الزمن.

ورد «الخشت» على تعليق شيخ الأزهر بأنّه ليس من دعاة هدم التراث أو حذفه، وإنما تجب مراعاة عدد من المقومات المهمة عند الأخذ بالتراث، مؤكدًا أنَّ مَن يعتقد بعصمة التراث فعليه أن يراجع نفسه جيدًا.

وأوضح أنَّ الجميع يصيب ويخطئ، قائلًا: «أنا مسلم ولست أشعريًا أو أتبع أي تيار آخر»، مؤكدًا أنَّه يحترم الأزهر بشدة ويتفق معه في بعض الأمور ويختلف في أخرى.

ووجه رسالة إلى شيخ الأزهر قائلًا: «أحترم رأيك بشدة ولست معك في كل شيء ولست ضدك في كل شيء».

وكان «الخشت» قد قال في كلمته إنَّ المؤتمر منعطف مهم في مسار الأزهر، مشيرًا إلى أن القول بأن الأزهر يحصر تجديد الخطاب الديني على نفسه «غير صحيح».

وأوضح أنَّ الخطاب الديني أنشئ في عصر غير عصرنا، وواجه تحديات مختلفة كما أن أغلبه نشأ في عصر الفتنة، وأن إنشاء خطاب ديني غير ممكن دون إنشاء فكر ديني جديد.

وأضاف: «لا بد من تطوير العقل الديني وفق متطلبات العصر، ما زلنا أسرى أفكار الأشعرية والمعتزلة وإن العقيدة الأشعرية تقوم في جزء كبير منها على أحاديث الآحاد».

وتابع: «لا بد من تجديد علم أصول الدين، والتجديد يتطلب تغيير طرق التفكير ورؤية العالم من خلال تصحيح الصورة للقرآن الكريم أمام المجتمعات الغربية».

ولفت إلى أنَّ الواقع الحالي للعلوم الدينية هو واقع ثابت قائم على النقل والاستنساخ، قائلًا: «نحن ما زلنا نعيش فترة فتنة سيدنا عثمان حتى الآن».

واختتم رئيس جامعة القاهرة بالدعوة إلى تطوير العلوم الدينية وليس إنشائها من جديد، وأن هناك فرقًا بين المذهب والمنهج، وأن التجديد يتطلب الخروج من الدائرة المغلقة من العلوم الإنسانية والاجتماعية».


هذا الخبر منقول من : الدستور