تحذير هام للمواطنين بعدم شراء هذه السمكة
«متوسطة الحجم والطول ولها عينان جاحظتان وأنياب أسد منها الأحمر والأسود» إنها «سمكة الأرنب» التي تعيش منفردة وسط الشعاب المرجانية وفي الأماكن الضحلة في المحيطين الهندي والهادي وشرق البحر المتوسط وهي سريعة الخوف وتستخدم أشواكها السامة في الدفاع عن نفسها ضد أي خطر.
بدأ ظهور «سمك الأرنب» في مصر مؤخرًا، واعتادت الجهات الحكومية المتخصصة تحذير المواطنين من تناولها، لأنها تصيب بالتسمم.
في صباح الثلاثاء الماضي، استيّقَظَت محافظة بورسعيد على تسمم 5 من أسرة واحدة نتيجة تناولهم «سمك الأرنب» هم حبيبة حسن على ٥٨ سنة، غريب جابر ألحصري ٣٩ سنة، عبد الله غريب جابر ٢٣ سنة، سلمى غريب جابر ٢٠ سنة، عدى السيد غريب ٤ سنوات، حسبما أفادت التحريات، وهم من أسرة واحدة مقيمين بعقار بشارع الشرقية والدقهلية في نطاق حي العرب، وحال استقبالهم من قِبل مستشفى السلام ببورسعيد، أجرى الأطباء الإسعافات الأولية وغسيل المعدة وإعطاء المحاليل والأدوية اللازمة للمصابين، وتم احتجاز حالة في العناية المركزة لسوء حالتها، واحتجاز حالة أخرى في قسم الباطنة وباقي الحالات تحت الملاحظة.
وهو الأمر الذي دفع الدكتور أحمد أبو هاشم وكيل وزارة الصحة ببورسعيد، بتوجيه فريق من الطب والوقائي ومراقبة الأغذية للتوجه إلى مستشفى السلام لإجراء التقصي عن مصدر الطعام واتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة.
لم تكن هي الأسرة الوحيدة التي أُصيبت بالتسمم نتيجة «سمك الأرنب السام»، ففي مدينة السويس عام 2011، توفي شرطي فجأة وتبيَّن أنَّ سبب الوفاة تناول وجبة سمك سامة.
وقال زملائه الذين أصيبوا أيضًا بالتسمم، إنَّهم تناولوا وجبة غداء في إحدى مطاعم السمك الشهيرة، لكن بدت عليهم أعراض غريبة بدأت بمغص شديد في المعدة وتقيئ، وانتهت بسقوطهم على الأرض ليتجمع العديد من حولهم، وعلى الفور تم نقلهم إلى المستشفى لعلاجهم.
وأوضحت إدارة المستشفى، أنَّهم أُصيبوا نتيجة تناولهم وجبة من «سمك الأرنب» وهي من أنواع السمك المحظورة في مصر، حيث استطاعوا إنقاذ ثلاثة بعد احتجازهم داخل غرفة الرعاية المركزة لساعات طويلة، ولم يتمكنوا من إسعاف الأخر بعد أن وصل جثه هامدة إلى المستشفى.
وتوفي آخر في مدينة رأس بمحافظة البحر الأحمر، كما أصيب 14 في محافظة جنوب سيناء بعد تناولهم وجبات من «سمكة الأرنب».
ويجهل كثيرون مخاطر تلك السامة القاتلة منذُ أن وصلت إلى البحار المصرية، وأصبحت أخطر سفاح في البحر، ومصدر رعب للإنسان على البر، ورغم الإصابات التي تُقدّر بنسبة متوسطة في مصر، إلا أنَّ الإصابات وحالات الوفاة بالخارج فاقت كُل التوقعات والإحصائيات ففي 1900، سُجلت أكثر من 6000 حالة وفاة بسبب تناول سمكة الأرنب، بمعدل 70 ضحية في العام، وأبشعها عام 1958 حين حاول طُهاة مبتدئين طبخ السمكة لأول مرة، فحدثت 289 حالة تسمم، منها 176 حالة وفاة.
وقال أطباء متخصصين إنَّ سمكة واحد منها تؤدي إلى الوفاة على الفور، مؤكدين أنَّ أعراض التسمم بعد تناولها تبدأ بأعراض مختلفة منها، ارتخاء في المفاصل والعضلات وغثيان وصداع، موضحين المكان الذي يوجد فيه السُم داخل السمكة وهو في 3 أماكن مختلفة من جسمها، تحت الجلد وقرب الأحشاء وبجانب النخاع، كما أن كبد هذه السمكة سام جدًا.
وبحسب عدد من التقارير التي توافرت، فإنَّ أولى حالات الوفاة بسبب تناول هذه السمكة، يرجع إلى عام 2007 حين توفي سبعة أشخاص من بين 280 شخصًا أصيبوا بتسمم، في محافظات عدة داخل مصر.
وحذرت الهيئة العامة للثروة السمكية التابعة لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي المواطنين بمنع تناول وجبات من «سمك الأرنب» التي تؤدي إلى الوفاة بعد تناولها مباشرةً نظرًا لشدة سميتها.
وأشارت الهيئة إلى أنَّ تناول وجبة من «سمك الأرنب» يؤدي في بعض الأحيان إلى توقف القلب تمامًا، لافتة إلى أن السمكة تسببت في تسمم معظم من تناولوها خاصة في المناطق الساحلية كالسويس والإسماعيلية والإسكندرية ومطروح.
ووجهت الهيئة العامة للثروة السمكية التابعة لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، نداءات إلى الصيادين بعدم صيد هذه السمكة أو بيعها للمواطنين، كما نبهت على المواطنين بعدم شرائها والابتعاد عن أماكن البيع غير المنظمة لبيع منتجات الصيد البحري تفاديًا للأخطار.
هذا الخبر منقول من : الدستور
