لـكِنَّنا سَنَحْيَا مَعَهُ بِقُدْرَةِ اللهِ مِنَ أَجْلِكُم”!
هَلْ طَمِعْتُ فِيكُم، عَلى يَدِ أَحَدٍ مِنَ الَّذِينَ أَرْسَلْتُهُم إِلَيْكُم؟ لَقَدْ طَلَبْتُ إِلى طِيطُسَ أَنْ يَقْدِمَ إِلَيْكُم، وأَرْسَلْتُ مَعَهُ ذلِكَ الأَخ، فهَلْ طَمِعَ طِيطُسُ فيكُم؟ أَمَا سَلَكْنَا بِالرُّوحِ عَيْنِهِ، وعَلى الـخُطَى عَيْنِهَا؟ وأَنْتُم طَالَما ظَنَنْتُم أَنَّنا نُدَافِعُ عَنْ أَنْفُسِنا أَمَامَكُم! ولـكِنَّنا نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ في الـمَسِيح. وكُلُّ شَيءٍ، أَيُّهَا الأَحِبَّاء، هوَ لِبُنْيَانِكُم. وإِنِّي أَخْشَى، مَتى قَدِمْتُ إِلَيْكُم، أَنْ أَجِدَكُم عَلى غَيرِ مَا أُريد، وتَجِدُونِي أَنْتُم عَلى غَيرِ مَا تُرِيدُون. وأَخْشَى أَنْ يَكُونَ بَيْنَكُم خِصَام، وحَسَد، وسُخْط، ومُنازَعَات، ونَمِيمَة، وذَمّ، وكِبْرِيَاء، وَفِتَن. وأَخْشَى، مَتَى عُدْتُ إِلَيْكُم، أَنْ يُذِلَّنِي إِلـهِي عِنْدَكُم، فَأَحْزَنَ عَلى كَثِيرِينَ مِنَ الَّذِينَ خَطِئُوا فِيمَا مَضَى، وارْتَكَبُوا النَّجَاسَةَ والفُجُورَ والدَّعَارَة، ولَمْ يَتُوبُوا! هَا أَنا قَادِمٌ إِلَيْكُم لِلمَرَّةِ الثَّالِثَة: “وعَلى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ يُحْكَمُ في كُلِّ قَضِيَّة”. قُلْتُ مِنْ قَبْلُ، وأَنا حَاضِرٌ عِنْدَكُم لِلمَرَّةِ الثَّانِيَة، وأَقُولُ الآنَ وأَنا غَائِب، لِلَّذِينَ خَطِئُوا مِنْ قَبْلُ وَلِلبَاقِينَ جَمِيعًا: إِنِّي، إِذَا عُدْتُ إِلَيْكُم، لَنْ أُشْفِق! لأَنَّكُم تَطْلُبُونَ بُرْهَانًا عَلى أَنَّ الـمَسِيحَ هوَ الـمُتَكَلِّمُ فِيَّ. فَالـمَسِيحُ لَيْسَ بِضَعِيفٍ تُجَاهَكُم، بَلْ هوَ قَوِيٌّ بَيْنَكُم. أَجَلْ، لَقَدْ صُلِبَ بِضُعْف، لـكِنَّهُ يَحْيَا بِقُدْرَةِ الله. وفيهِ نَحْنُ أَيْضًا ضُعَفَاء، لـكِنَّنا سَنَحْيَا مَعَهُ بِقُدْرَةِ اللهِ مِنَ أَجْلِكُم.
قراءات النّهار: 2 قورنتوس 12: 17، 13: 4 / متّى 9: 35-38
التأمّل:
من المهمّ أن يعي الإنسان مدى ضعفه ولكن الأهمّ أن يعرف المصدر الحقيقيّ لقوّته وفق ما أكّد مار بولس بقوله: “نَحْنُ أَيْضًا ضُعَفَاء، لـكِنَّنا سَنَحْيَا مَعَهُ بِقُدْرَةِ اللهِ مِنَ أَجْلِكُم”!
إنّ قوّة الله لا تفرض ذاتها علينا بل تسمح لحريّتنا بأن تختار انفتاح القلب أمام قوّة الله لتغيّر حياتنا بمحبّته وبغفرانه فنصبح قناةً مباركة لمرور كلمة الله ويمكننا حينها أن نقول كبولس: “الـمَسِيحَ هوَ الـمُتَكَلِّمُ فِيَّ”!