تأمُّلْ في حَبَلِ العذراء و وِلادتها

[walaa farouk]

+ بعض النّاس يقولون: كيف تستطيع البَتول أن تَلِدَ بدونِ زواج ؟
وهؤلاء يقولون هذا ليس مُستطاع ،
لكن يقولُ النَّبيُّ داوُد: يفعلُ الربُّ ما يشاءُ
في السماءِ وعلى الأرض ؛
ثُمَّ إنَّنا نسألُهم: عن المُعجزاتِ التي صنعها الربُّ:
كخلقِهِ للمسكونةِ من لا شيء ، كيف تكوَّنَتْ الأرضُ من لا شيء ؟
كيف تدورُ الشَّمسُ ذات الطبيعةِ الناريةِ المُحرِقةِ
تحت جلدِ السماءِ المُتكوِّنِ من الماءِ وهي لا تُذيبُه
لمُدَّةٍ تفوق السَّبعةَ آلافِ سنة ؟
أو كيف تدورُ المَجرّاتُ والأفلاكُ ولا يوجدُ أَيُّ شيءٍ خارجيٍّ
يُديرُها وهي غيرُ ناطقة ؟
وكيف تدورُ أجسامُ الشمسِ والقمرِ والنُّجومِ وليس مَنْ يُديرُها ؟
وكيف أَنجبَ آدمُ حوّاء ؟
كيف اشتعلَتْ النارُ في العُلَّيقةِ والتهبَتْ دون أنْ تحترق ؟
كيف أصبحَتْ عصا موسَى أفعَى وابتلعتْ الأفاعي ؟
كيف أنَّ مياهَ نهرِ النِّيلِ لأَصبحت حقيقةً دماً ولمْ تتغيَّرْ طبيعتُها ؟
كيف أنَّ رمادَ الأَتون أصبح مَرهماً على الأجساد وعندما سقط عليها ؟
كيف كان ينزلُ ناراً وبَرَداً معاً على أرضِ مصر
وهي لا تمحو بعضَها وهي الواحدةُ ضدَّ الأُخرَى ؟
حيث أَنَّ حجارةَ البردِ المُتساقطةِ كانت تتألَّفُ من البرد والنارِ معاً
وكانت تكونُ حجرةً واحدة .
كيف انشقَّ البحرُ بواسطةِ العَصا ،
حيث أنَّ العصا إذا رُمِيَتْ بالبحرِ تطوفُ عليه ؟
كيف أنَّ حجرةً صغيرةً أَخرجَتْ إثنتا نهر ماءٍ تسيرُ
وتروي الأُلوفَ والرّبوات واستفادوا منها ؟
كيف أنَّ الفكَّ اليابسَ للحمارِ الميِّتِ أَخرجَ ماءً وشربَ شمشون ؟
كيف أنَّ حمارَ بلعام الكاهن تكلَّم ؟
كيف أنَّ الخشبَ غرقَ بالماءِ وطافَ الحديد ؟
كيف عادتْ الشمسُ إلى الوراءِ عشر درجاتٍ لأجلِ حِزقيّا الملك ؟
كيف أنَّ كُتلةً من التِّينِ عندما توضعُ على الجِراحاتِ فتُشفَى ؟
كيف بقيَتْ النارُ في البئرِ مُدَّةَ سبعين سنةٍ أثناء سبي اليهود ؟
كيف أخرجَتْ السمكة الإستار من البحر ؟
كيف كانت الخُبزات تكثُر وتزدادُ على يديِّ المسيح
وأَشبعَ من أُلوفٍ كثيرة ؟ ومُعجزاتٌ غيرُها صنعَ المسيحُ
فأَجيبوا أَنتُم كيف تمَّتْ هذه ونحنُ أيضاً نقولُ لكُم
كيف ولَّدَتْ البتول ، أَمّا إِذا قُلتُم أنَّ هذه كُلَّها نعرفُ أَنَّها حقيقة
، فنقولُ نحنُ أيضاً: أنَّ البَتولَ ولدتْ بالحقيقة
، كيف ولدتْ ! لا نعرفُ لأنَّ هذه مُعجزة
، وهذه المُعجزةُ لا تُدركُها العُقولُ البشريَّة
، أمّا إِذا أدركتْها فليستْ مُعجزة .
إِذَنْ فإنَّ البَتولَ ولَّدَتْ حقيقةً الإبنَ المسيح
الذي له المجد مع أبيهِ وروحِه القُدُّوس .