رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وفي آخِرِ هـذِهِ الأَيَّام، كَلَّمَنَا في الابْن”ّ!
إِنَّ اللهَ كَلَّمَ الآبَاءَ قَدِيْمًا في الأَنْبِيَاء، مَرَّاتٍ كَثِيرَة، وبأَنْواعٍ شَتَّى، وفي آخِرِ هـذِهِ الأَيَّام، كَلَّمَنَا في الابْن، الَّذي جَعَلَهُ وَارِثًا لِكُلِّ شَيء. وبِهِ أَنْشَأَ العَالَمِين. وهُوَ شُعَاعُ مَجْدِهِ وصُورَةُ جَوهَرِهِ، وضَابِطُ الكُلِّ بَكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ. فَبَعْدَمَا أَتَمَّ تَطْهِيرَ الـخَطايَا، جَلَسَ عَنْ يَمِينِ الـجَلالَةِ في الأَعَالِي، فَصَارَ أَعْظَمَ مِنَ الـمَلائِكَة، بِمِقْدَارِ ما الاسْمُ الَّذي وَرِثَهُ أَفْضَلُ مِنْ أَسْمَائِهِم. فَلِمَنْ مِنَ الـمَلائِكَةِ قَالَ اللهُ يَومًا: “أَنْتَ ابْنِي، أَنَا اليَومَ وَلَدْتُكَ”؟ وقَالَ أَيْضًا: “أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا، وهُوَ يَكُونُ ليَ ابْنًا”؟ أَمَّا عِنْدَمَا يُدْخِلُ ابْنَهُ البِكْرَ إِلى العَالَمِ فَيَقُول: “فَلْتَسْجُدْ لَهُ جَمِيعُ مَلائِكَةِ الله!”. وعَنِ الـمَلائِكَةِ يَقُول: “أَلصَّانِعُ مَلائِكَتَهُ أَرْوَاحًا، وخُدَّامَهُ لَهِيبَ نَار”. أَمَّا عَنِ الابْنِ فَيَقُول: “عَرْشُكَ يَا أَلله، لِدَهْرِ الدَّهْر، وصَولَجَانُ الاسْتِقَامَةِ صَولَجَانُ مُلْكِكَ. أَحْبَبْتَ البِرَّ وأَبْغَضْتَ الإِثْم. لِذلِكَ مَسَحَكَ إِلـهُكَ، يا أَلله، بِدُهْنِ البَهْجَةِ أَفْضَلَ مِنْ شُرَكَائِكَ”. ويَقُولُ أَيْضًا: “أَنتَ، يَا رَبّ، في البَدْءِ أَسَّسْتَ الأَرْض، والسَّمَاوَاتُ صُنْعُ يَدَيْك. هِيَ تَزُولُ وأَنْتَ تَبْقَى، وكُلُّهَا كَالثَّوبِ تَبْلَى، وتَطْوِيهَا كَالرِّدَاء، وكالثَّوبِ تَتَبَدَّل، وأَنْتَ أَنْتَ وسُنُوكَ لَنْ تَفْنَى”. وَلِمَنْ مِنَ الـمَلائِكَةِ قالَ اللهُ يَومًا: “إِجْلِسْ عَن يَمِينِي حَتَّى أَجْعَلَ أَعدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْك”؟ أَلَيْسُوا جَمِيعُهُم أَرْوَاحًا مُكَلَّفِينَ بِالـخِدْمَة، يُرْسَلُونَ في خِدْمَةِ لِلَّذِينَ سَوْفَ يَرِثُونَ الـخَلاص؟ قراءات النّهار: عب ١: ١-١٤ / لوقا ٢: ١-٢٠ التأمّل: الكلمة الّذي كتب قصّة حبّ الله للحياة في الخلق… لخّص حبّ الله للخليقة يوم اتّحد بها اتّحادًا كاملًا، موحّدًا لاهوته بناسوتنا وناسوتنا بلاهوته كما نرنّم في القدّاس… إنّه بالطبع أعظم من الملائكة الّذين كانوا ينقلون إرادة الله إلى الإنسان، لأّنه لم يكن ناقل كلام، بل كان هو نفسه الكلمة التي تختصر هويّة الله: المحبّة… مع يسوع، نطق الله واستبدل منطق الوحي بمنطق الخطاب المباشر… فهو استنفذ كلّ الطرق للتعبير عن حبّه للإنسان فقرّر أن يقول له ذلك بنفسه، دون مقدّمات أو رموزٍ أو ما شابه ذلك… فمع الميلاد، دخل الله بنفسه إلى التاريخ بعد أن كان مشرفًا عليه… دخل ليقول كلمته في وجه الخطيئة والضلال وليعيد للإنسان صورته البهيّة لأنّه الله المخلّص (ألله يخلّص=يسوع) الّذي سيبقى معنا (عمّانوئيل). لذا، نحن مدعوّون اليوم كي نسجد أمام مزود الكلمة لنصغي إلى قلبه النّابض بالمحبّة والنّاطق بمشيئة الله لمن لهم آذانٌ مصغية وقلوبٌ مفعمة بالإيمان والرّجاء ولنحمله إلى العالم فينطق لساننا بمنطقه ويخبر عن أعماله وعن محبّته المجّانيّة والصافية والنقيّة… وهو، أي كلمة الله، يتوجّه اليوم من دفء مذوده إلى كلّ يائسٍ أو مرهقٍ أو حزينٍ أو متألّم، ليصرخ قائلًا: أحبّك… ولأمثالك البشر وأقرانك النّاس أن يترجموا حبّي لك! فهل من مجيب؟! |
|